جريدة الجرائد

عالم الدين سيّافاً.. تركيا نموذجاً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تحوّل تحويل آيا صوفيا إلى جامع إلى حدث بحد ذاته. تكاثرت الدلالات في الحدث. تبرير تحويله إلى جامع بأنه كان جامعاً، قبل اعتباره عام 1934 متحفاً، لا يأخذ في الاعتبار أصل الحدث أي أن آيا صوفيا كان في الأساس كنيسة تعكس هيبة الدولة البيزنطية. وعندما استولى محمد الفاتح على القسطنطينية بالسيف عام 1453 أطلق جنوده يعيثون نهباً واغتصاباً وتخريباً في المدينة لثلاثة أيام بإجماع كل الكتابات التاريخية، مع فارق أن الفاتح أمر الجنود بعد يومين بوقف أفعالهم. لكن ما حصل قد حصل وانتقل الفاتح إلى الخطوة الثانية وهي تحويل الكنيسة المهيبة إلى جامع. وهنا قد تختلف بعض الآراء الفقهية في جواز ذلك في حالات معينة. لكن الأساس أن العهدة العمرية التي أعطاها الخليفة عمر بن الخطاب للمسيحيين في القدس هي التي تنسجم مع روح الدين الإسلامي عندما رفض الصلاة في كنيسة القيامة بل إلى جانبها. وشتان ما بين موقف الفاتح وموقف عمر بن الخطاب.
يتجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التاريخ ويتجاوز الإرث التاريخي الإسلامي بفعلته تحويل الكنيسة إلى جامع. وإذا كان ليس مبرراً حتى في القرون الوسطى وأثناء الصراعات الدينية تحويل كنيسة إلى جامع، فكيف لمسؤول أن يقوم بذلك في عصر الحوار بين الأديان وعصر السعي (الزائف) لتكون تركيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي (المسيحي)؟ وهل يجوز من أجل بضعة أصوات في الداخل أن يتلاعب أردوغان بالمشاعر والحساسيات الدينية وما ينتج عن ذلك من تعميق للكراهية بين الأديان والشعوب؟ فالحل الوحيد الجذري والصحيح كان يفترض في إعادة آيا صوفيا إلى وضعها قبل العام 1453، أي كنيسة، وأن يتم تصحيح الخطأ الأساسي الذي ارتكبه محمد الفاتح لا تكرار الخطأ. في الوقت نفسه فإن إبقاء آيا صوفيا متحفاً ليس حلاً لكن إذا كان لا بد من الاختيار بين أن تكون متحفاً أو تصبح جامعاً فإن الإبقاء على وضعها كمتحف يبقى أاهون الشرين.
لكن الشرّ كله كان يفوح من بين جدران آيا صوفيا ومن على منبرها.
منذ وقت طويل لم نشهد إمام جامع يلقي خطبته وهو يحمل السيف. تركيا &"الحديثة&"، التي حاول أتاتورك أن يدخلها تجربة التقدم والحداثة، أعادها حزب العدالة والتنمية قروناً إلى الوراء عندما أوعز إلى رئيس الشؤون الدينية (تعادل مرتبة شيخ الإسلام) الشيخ علي أرباش بإلقاء أول خطبة جمعة في 24 يوليو (تموز) الماضي وهو يحمل سيفاً بيده.
كان هذا مفاجئاً لرجل دين وفي مناسبة يشاهدها العالم كله. أعتقد أن ذلك كان مسيئاً جداً لصورة الإسلام وأعطى انطباعاً بأنه دين السيف. والسؤال: ما الذي يدفع برجل دين أن يظهر بهذه الصورة المستفزة والمتحدّية للجميع؟
خلال إلقاء أرباش خطبته كان أردوغان ومسؤولو حزب العدالة والتنمية في الصف الأمامي. في تركيا هناك اندماج كامل بين السلطة السياسية والسلطة الدينية (كما بين كل السلطات ما يخالف أبسط قواعد الدولة الديمقراطية) كما لو أن تركيا ليست بلداً علمانياً (على ما ينص الدستور على الأقل). ولم يقتصر أرباش على حمل السيف في خطبة الجمعة الأولى بل كرر ذلك قبل أسبوع في خطبة عيد الأضحى من آيا صوفيا.
إذا كان فتح القسطنطينية قد تم بالسيف، فما الذي يعنيه أن يحمل &"شيخ الإسلام&" سيفاً خلال خطبتي الجمعة والأضحى إن لم يكن الهدف منه إعطاء الشرعية الدينية للحروب المفتوحة التي يخوضها ويقودها أردوغان من القوقاز إلى بحر إيجه ومن سوريا والعراق وليبيا إلى التهديد بمحاسبة الإمارات العربية المتحدة &"في الزمان والمكان المناسبين&"؟
يشهد التاريخ بصورة يومية على حروب وصراعات المصالح، لكن توسل الدين رافعة لحروب ومغامرات عثمانية وشخصية لا يخدم سوى تعميق الانقسام داخل العالم الإسلامي كما بين الإسلام والمسيحية. وهي أداة لا تليق بحاملها ومطلقها ولا بدين ولا بإنسان عاقل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تماثيل قاطعوا الرؤوس نموذجا !!
صلاح الدين المصري -

من الامور التي يعيّر بها عموم المسلمين داعش التي يروج انها تقطع رقاب اعداءها مسلمين وكفار ! و الغرب المسيحي يثبت وحشيته وارهابه عبر نشر تماثيل قاطعي الرؤوس بالاماكن العامة ممسكين برؤوس اعدائهم خلي بالك هؤلاء يدعون ان عقيدتهم المحبة والسلام والتسامح ! عبر نشر عشرات التماثيل بالمدن الاوروبية المسيحية والامريكتين واستراليا وجزر المحيطات تمجد وتبجل ثقافة قطع الرؤوس كما تمجد السفاحين مبيدي الشعوب الاصلية وتجار الرقيق وهناك عائلات تفخر ان لقبها العائلي ينتهي بالسفاح قاطع الرؤوس و سالخ الفروات الذي نظف الامريكتين من شعوبهما الاصلية كما نقول بالمشرق عايلة النجار ، اللبان هذه التماثيل والالقاب لو كانت في دولة اسلامية لصورها الغرب المسيحي كدليل على وحشية المسلمين ؟!

لمن تكون الكنيسة ؟!
متابع -

اذا ما عادت ايا صوفيا كنيسة كافتراض فلمن تسلم للارثوذوكس او الكاثوليك او البروتستانت او او . ان مفتاح كنيسة القيامة لدى مسلم منعا لاحتراب اربعون طائفة مسيحية تدعي تبعيتها لها .

الغزو والنهب تعاليم شيطانيه
فول على طول -

الغزو تعاليم شيطانيه ..نهب أملاك الغير تعاليم تعدت التعاليم الشيطانيه بمراحل ..الغريب أن هذا يحدث فى القرن الحالى وفى عصر الانترنت دون خجل ..أما الأسوأ فهو من يدافع عن تعاليم الشيطان ..هم تفوقوا على الشياطين فى الشر بل الشيطان يتعلم منهم . انتهى . هذه بديهيات ولا تحتاج ذكاء كى يفهمها أحد ..لكن كما جاء فى الكتاب المقدس أن الشيطان أعمى عيون غير المؤمنين . أغلب ان لم يكن جميع المسلمين فرحين بهذه الغزوة أى غزوة أيا صوفيا ولا تصدق بعض التغريدات الاسلاميه التى ترفض ذلك ..كلهم منافقون وكذابون .. الدين الحنيف يأمرهم بغزو العالم كله ويصير الدين كله لربهم ويكسر الصليب . ربنا يشفيكم

الى الغبى منة فية وبالعكس
فول على طول -

الشيخ التركي الذى يؤم المصلين ويخطب فيهم كان ممسكا بالسيف ..هل الشيخ والامام لا يعرف الاسلام الصحيح أم هذا هو الاسلام الصحيح ؟ سيدى الكاتب : محاولات الترقيع والتجميل لم ولن ولا تصلح وخاصة الان ..انتهى زمن التعتيم والكذب والنفاق . أقرب الناس اليكم عرفوا كل الحقيقه وأغلبهم خرج من دين الله أفواجا ولكن النفاق هو سيد الموقف ..باقون فى الدين الأعلى نفاقا وكذبا فقط وهذا مباح فى الاسلام بل واجب شرعى . وكل الشكر والتقدير لداعش التى أظهرت الدين كله على الملأ . الاسلام عقيده شيطانيه منه فيه لدرجة أن الجنى يوحى لكم وله سوره باسمه اسمها " سورة الجن " ..وقالت الجن كذا وكذا الى أخر السوره ثم تنتهى بصدق الله العظيم ..مع أن الجن هو المتكلم ..يعنى الجن هو ربكم ..يعنى عقيده شيطانيه منه فيه ..فهمت ؟ لا تنسي أن القتل والنهب والسلب هى من أعمال وتعاليم الشيطان ..لعلك تفهم . بقية بذاءاتك لا تستحق الرد .تحياتى

تعاليم المحبة ماذا فعلت بشعوب الارض
هذه وهي تعاليم محبة ؟!!! -

الاٍرهاب له دين واحد المسيحية في امريكا قتل المسيحيون اكثر من ١٢٠ مليون انسان واكثر من ١٠٠ مليون في استراليا وابادوا شعوب وحضارات ابادة كاملة مثل حضارت الإنكا ونهبها وغيرها. قتلوهم بطرق يعجز العقل عن تصديق بشاعتها بمعنى الكلمة هل تتخيل ان المسيحي يتسلم جثة ربع انسان قتله اخوه المسيحي ليطعمه لكلابه ! ويقول لك ان المسيحيين صناع السلام وأبناء المحبة وهم من أباد ثلاثة ارباع سكان المعمورة ولا يزالون ينهبون ثروات الشعوب ويسترقونهم تحت مسمى الاتجار في البشر في اعمال السخرة والدعارة ان المسيحيين شر محض وشر من عليها الى يوم الدينونة ومصيرهم بالمليارات الى جحيم الابدية التي تنتظرهم بشوق خاصة الصليبيين المشارقة. ..