بوتقة الأندلس الجميلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قد يستنتج المرء من أحداث الأندلس، ومباهجها ومآسيها، أن الأندلسيين قد صنعوا نموذجاً فريداً للتعايش السلمي للأعراق والديانات المختلفة، ففي الوقت الذي كان فيه المسلمون يتحاربون مع النصارى في المشرق، والبروتستانت والكاثوليك في حرب مستمرة في الغرب، كانت الأندلس بوتقة لمزيج رائع من العرب المصريين واليمنيين، وإن شئت بين أولئك القادمين من سوريا، والآخرين القادمين من سواها، وكذلك النصارى القوط والروم الإسبان، واليهود الذين كانت الأندلس أكبر تجمع لهم في سائر أنحاء العالم، في ذلك الوقت، وأيضاً أمازيج قدموا من شمال إفريقيا، وجنود قدموا لخدمة الخليفة والأمراء من شرق أوروبا، وغيرها، من السلافيين المعروفين بالصقالبة، وبعضاً منهم جلبوا رقيقاً، إضافة إلى عدد من الإفريقيين جنوب الصحراء.
وكل أولئك المسلمين قد يختلفون في مذاهبهم، غير أن المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية هي السائدة لدى سكان الأندلس المسلمين، بما فيهم حكامهم على مر العصور.
والأندلس أيضاً أدخلت على شبه الجزيرة الأيبيرية طابعاً جديداً، فأصبحت المآذن تقام، والمساجد تشيد مع تعدد الكنائس والمعابد اليهودية، وجلب الأندلسيون معهم مبدأ النظافة، فانتشرت الحمامات العامة، وهي التي كانت سائدة في الشام أثناء الحكم الأموي، وهذا التقليد في زيارة الحمامات العامة بصورة دائمة ما زال قائماً حتى الآن في الغرب العربي، وما زال الناس نساء ورجالاً في الغرب العربي يزورون تلك الحمامات كل جمعة على أقل تقدير.
أبدع الأندلسيون في البستنة، وجلبوا النخيل معهم، وقد رأى عبدالرحمن الداخل نخلة منفردة بأشبيليه فقال:
يا نخلُ أنت فريدةٌ مثلي
في الأرض نائية عن الأهل
تبكي وهل تبكي مكمّمةٌ
عجماء لم تجبَل على جبْلي؟
لو أنها عقّلت إذاً لبكت
ماء الفرات ومنبت النخل
لكنها حرمت وأخرجني
بغضي بني العباس عن أهلي
هي وحيدة، وهو وحيد، وقد بكت وبكي، وحرمت وحرم، لأسباب خاصة بكل واحد منهم.
جلب الأندلسيون معهم بعض الزهور الزاهية، والروائح الزكية، ونباتات الزينة، وبذور البهارات، ذات النكهات الخاصة، والرائحة النفاذة، وأوجدوا بركاً أحاطوها بالزهور والنخيل وغيرها من الأشجار، وجعلوا حولها النوافير في مناظر خلابة لم تكن معروفة في أوروبا.
وغيّر الأندلسيون التركيبة الإنتاجية فأدخلوا محاصيل جديدة، مثل السكر، والأرز، والبرتقال، والليمون، والحرير، والقهوة، وبفضل تلك المهارة الفائقة في الزراعة، أدخلوا تقنيات ري جديدة، وحسنوا ما كان موجوداً، بإدخال بعض التعديلات عليها، وتوسعوا في ذلك، وبسبب مهاراتهم في المجال الزراعي، توسعوا في زراعة السهول مع تصريف مياه السيول، ولم يثنهم عن ذلك بعض العوائق الطبيعية فزرعوا سفوح الجبال الثلجية، وغيرها.
أدى التوسع الزراعي إلى زيادة التبادل التجاري مع الدول المجاورة، لا سيما شمال إفريقيا، وإيطاليا، وجلب ذلك التبادل معه تبادل الفكر، والعلوم، والموسيقى، وتجاوز ذلك التلاقح العلمي حدود الجوار إلى ما هو أبعد، وأخذت في زيادة التمدن والإبداع والاختراع، وأخذت تنافس بغداد ودمشق.
عندما كانت قرطبة في أوج تقدمها، كانت تلبس حلة جميلة من الزينة، والقصور، والبساتين، والمستشفيات، والمدارس، والجامعات، وكانت شوارعها تضاء بالقناديل في المساء، وكأنها نجوم السماء قد زرعت على الأرض، في وقت كانت فيه مدن أوروبا مهدمة بسبب الحروب الناتجة من الاختلافات المذهبية، أو الأطماع الشخصية.
وإذا أردنا أن نضع مقارنة موثقة وموثوقة، فإن أوروبا عندما كان الحكم المستنصر خليفة في الأندلس، لا تحوي أكبر مكتبة فيها أكثر من ستمائة كتاب، وفي ذات الوقت كان الوراقون في قرطبة ينتجون ستين ألف كتاب مكتوب باليد في العام الواحد، وفي مكتبة الخليفة وحده ستمائة ألف كتاب في الشعر، والموسيقي، والطب، والمنطق، إضافة إلى علوم الدين، والشعر، واللغة.
لقد كانت القوافل التي تحمل الكتب لا تنقطع قادمة من دمشق وبغداد وغيرها من مراكز العلوم، ونتج عن هذه المسيرة العلمية بروز علماء أفذاذ مثل ابن رشد وابن زهر، وموسى بن ميمون اليهودي الديانة، والطبيب والفيلسوف والعالم الذي فتحت الأندلس له قلبها ليعيش مكرماً سواء بسواء مع المسلمين والنصارى.
التعليقات
عذرا سيدى الكاتب ..ماذا تريد أن تقول ؟
فول على طول -لم أفهم ماذا يريد السيد الكاتب أن يقول فى هذا المقال ؟ هل الاشاده بالأندلس أم بحكم الخليفه والخلافه ؟ وهل يبكى الأندلس مثل كل الذين أمنوا أم ماذا ؟ ثم أن هناك فرق كبير جدا بين النصارى وبين المسيحيين سيدى الكاتب - حتى تاريخه فان جميع الذين أمنوا لا يعرفون شيئا عن العقيده المسيحيه الا ما وصلهم عن طريق القران والتفاسير وهى صوره مشوهه جدا عن المسيحيه بل ليس لها علاقه بالمسيحيه ..ما علينا - وكالعاده فان السيد الكاتب مثل كل الذين أمنوا يجترون نفس الكلام الممجوج - اوربا فى عصور الظلام ..الحرب بين الكاثوليك والبروتستانت ..الامه الاسلاميه كنا سادة العالم ..الحضاره الاسلاميه الخ الخ - مع أنها أحداث أكل عليها الزمن وشرب ومنذ قرون طويله واستفاقت اوربا والعالم وتصالح مع نفسه وتعلم من التاريخ ..لكن الذين أمنوا يأبون التعلم من التاريخ بل يحنون الى ماضيهم السحيق بما فيه من مخازى وقتال وتخلف . والسؤال الهام جدا هل هناك بوتقه جميله أو حتى يمكن أن يكون بوتقه جميله فى أى بلد من بلاد الذين أمنوا مثل بوتقة الأندلس الجميله التى جاءت بالمقال ؟ وبصراحه أكبر هل يمكن فى السعوديه مثلا أو فى أى بلد مؤمن أن يجتمع أديان أخرى مع الدين الأعلى ويكون لهم معابد وكنائس بجوار الجوامع مثلما كان فى الأندلس أم سوف تتغير نغمة صوتك ولهجة مقالك وتقول : السعوديه لها وضع خاص ولا يجتمع دينان فى الجزيره حسب الحديث الشريف جدا ؟ سيدى الكاتب : الى متى اجترار كلام لا طائل منه ؟ استقيموا يرحمكم ربكم .
نداء ورجاء
فول على طول -أتمنى من السيد الكاتب أن يعاود قراءة وتعريف الأشياء تعريفات صحيحه حتى يستقيم حال اخوتنا المسلمين ..حيث ظلوا أكثر من 14 قرنا يسمعون صوتهم فقط مثل المطرب الذى يغنى لنفسه فقط ولا يسمعون أراء الأخرين - أول شئ هى الرجوع الى كتب المسيحيه لمعرفة المسيحيه الحقيقيه وليس المشوهه التى جاءت فى القران بعد 7 قرون من المسيحيه ..المسيحيه الحقيقيه ليس لها علاقه بالنصارى لا من قريب ولا من بعيد . وأيضا تعريف الأشياء تعريفا صحيحا حتى ينصلح حال المسلمين ..الغزو يعنى غزو ولا يعنى شيا أخر ..لا يوجد شئ اسمه فتح ..البلاد لم تكن مقفوله ولا مفاتيحها ضاعت وانتظرت من يفتحها ....ونشر الدين لم ولن ولا يكون " بالفتح " أى بالسيف واذا حدث فى الماضى السحيق لن يصلح اليوم ويجب الاعتراف بذلك علانيه ويجب تصحيح المفاهيم وتدرس هذه الأشياء على أنها نصوص تاريخيه وليست ديانه وليست مقدسه ..والاِشخاص الذين قاموا بالغزو - خالد بن الةليد ...عمرو بن العاص ...الخ الخ - هى شخصيات تاريخيه وليست دينيه ولا يقال عنهم سيدنا فلان وعلان رضى الله عنهم ..الله الحقيقى لا يرضى عن الغزو والغزاه ولا يحتاج لهم لنشر الدين . - والتباكى على الأندلس هو قمة المهازل بل يجب احترام الأسبان الذين استردوا بلادهم ولو كانت الأندلس تحت الحكم العربى كانت مثل أى دوله عربيه الان على أكثر تقدير - والأهم يجب أن يتعلم المسلم أن كل البشر متساوون هنا على الأرض قولا وفعلا وبالقانون وليس فضلا من الاسلام والمسلمين على الأخرين ..ساعتها فقط سوف تكون بوتقه جميله وأجمل من الأندلس التى بالمقال . ربما يكون التعليق صادما للسيد الكاتب وربما تكون المره الأولى الذى يسمع كلاما مخالفا ..أكبر مأساه أن المسلم لم يتعود على الرأى الأخر منذ 14 قرنا ولذلك استمر حال المسلمين دون اصلاح حتى تاريخه لأنهم لم يعتادوا النقد والرأى الاخر ..لعلها فاتحة خير . تحياتى سيدى الكاتب ودعنا نتحاور ونختلف مع كامل الود والاحترام لشخصكم الكريم وللجميع .
رد على نداء ورجاء ابن الرب
بسام عبد الله -يسأل مردخاي فول لماذا لم يرحل العرب والمسلمين بعد الفتح العظيم؟ لم يرحلوا يا ابن الرب لأنهم مصريين من السكان الأصليين من الغالبية الوثنية ومن الأقلية اليهودية والمسيحية الذين إعتنقوا الإسلام وإتخذوا اللغة العربية لغة لهم بعد أن إنقرضت لغتهم وهم من أسماه بالفتح العظيم الذي أنقذهم من الظلم والإبادة. إذ كان يحكم مصر في تلك الفترة المقوقس الكاثوليكي الروماني الغازي والمحتل ، وكان الرومان يُعذبون المسيحيين الأرثوذكس ، فجاء الإسلام لنجدتهم وتلبية لإستغاثاتهم ورفع العذاب عن المسيحيين الأرثوذكس وترك لهم الحرية في الكنيسة.. ويروي ابن كثير القصة المشهورة برسالة وعليه فإن المسيحيين الأرثوذكس كانوا أقلية بالنسبة لليهود بين الأغلبية من أهل مصر الوثنيين ، وهذا ما أكده المؤرخ المسيحي إسكندر صيفي في كتابه المنارة التاريخية في مصر الوثنية وهو ان معظم أهل مصر كانوا وثنيين. لم تكن مصر قبطية أرثوذكسية في أى وقت من الأوقات يا ابن الرب المخدوع ، لا كمرحلة انتقالية بين عصر ملوك مصر القدماء ولا عصر فرعون الهكسوسي في البقعة التي كان يحكمها شمال مصر اليوم، ولا أيام الفتح الإسلامى، بل و لم يحدث فى التاريخ أن كان الأرثوذكس يمثلون أغلبية، وطيلة مئات الأعوام بعد الفتح الإسلامي ظل اعتناق الإسلام قائمًا في الأساس بين الوثنيين والأريسيين ( منكري ألوهية المسيح من النصارى ) . وهذا ما أكده العديد من المؤرخين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر القبطي يعقوب نخلة في كتابه تاريخ الأمة القبطية. والدكتورة زينب عبد العزيز استاذه الحضاره الفرنسيه. أما كلمة قبطي وهي لفظة أطلقها البيزنطيون على أهل مصر. و كلمة قبطي شاعت عندما كانت مصر تحت الحكم البيزنطي، وهذه الكلمة يقصد بها سكان مصر وليس لها علاقة بمسحييه . فالمسيحيون الأرثوذكس كانوا يعيشون في جيوب صغيرة وقت دخول الإسلام مصر، حتى أن لغتهم كانت لغة المحتل اليوناني، لأنهم كانوا أقلية صغيرة، وما زالت اللغة القبطية إلى اليوم تُصنف كأحد اللهجات اليونانية، حيث تتكون اللغة القبطية من 31 حرفًا منها 24 حرفًا يونانيًا ومفرداتها وقواعدها هي نفس مفردات وقواعد اللغة اليونانية. أما كلمة مصر فقد كان اسمها "مصر" دائمًا، هكذا جاء اسمها في العهد القديم، وفي العهد الجديد، وفي القرآن الكريم قبل الفتح الإسلامي لمصر، بل وقبل الاحتلال الإغريقي لها في القرن الرابع قبل الميلاد. ولذلك علي
سكان أصليين منين يا ابن الرب؟ أنتم غجر اليونان وستعودون لمسقط رأسكم
بسام عبد الله -تابع: والسؤال هنا هل الأرثوذكس الأقباط هم من سكان مصر الأصليين؟ طبعاً لا، وهذا خطأ كارثي، فإن كتب التاريخ أجمعت على أن الأقباط الأرثوذكس جاءوا إلى مصر كمرتزقة في جيش "أبسماتيك الثاني (593-589 ق.م)، فالأرثوذكس الأوائل كانوا جميعهم تقريباً من الهيلينستيين الذين جاءوا من جزر بحر إيجة مع أبسماتيك. معظم ملامح مسيحيي مصر تختلف عن ملامح المصريين وتشبه الي حد كبير ملامح الأوروبيين وهذا ما يؤكده كتاب أبناءالفراعنة المعاصرين ص317. وكتاب مصر في عصري البطالمة والرومان، أبو اليسر فرج، ص25 وما بعدها. وخير دليل على ذلك أن جميع بطاركة الكنيسة القبطية كانوا من غير المصريين طوال المئة وأربعين سنة الأولى من دخول المسيحية. أما عن اتهام القساوسه للمسلمين بتحويل الأرثوذكس إلى الإسلام وقت الفتح فهذا اتهام كاذب وفاجر! لأن الأرثوذكسية كانت على وشك الانقراض قبل دخول الإسلام لمصر، وكان القساوسة هائمين على وجوههم في الصحارى من بطش المحتل البيزنطي، بل إن بابا الكنيسة الأرثوذكسية نفسه كان مختبئًا في الصحراء طيلة 13 عامًا بعد أن أحرق الاحتلال البيزنطي أخاه أمامه وهو حي، يسرد هذه الحقائق كتاب السنكسار الذي يُقرأ في الكنائس في الآحاد والأعياد، فتحت عنوان "نياحة البابا بنيامين الأول الـ38 (8 طوبة) ما يلي: " الأنبا بنيامين كان هارباً في الصحراء طيلة 13عاماً وكان قبل هروبه قد كتب منشوراً إلى سائر الأساقفة ورؤساء الأديرة بأن يختفوا ، واضطهد المؤمنين وقبضوا على مينا أخو الأنبا بنيامين وعذبوه كثيراً وأحرق جنبيه ثم أماتوه غرقاً،...يتبع
الفرق بين عظمة الإسلام وحقارة أعداء البشرية والإنسانية
فول على طول يسأل ونحن نجيب -الفرق بين الفتح الإسلامي العظيم والغزو الفارسي أو الروماني أو الصليبي السقيم، هو أن الفتوحات الإسلامية وسماحة الإسلام والمسلمين هي التي أوصلتكَ وأشباهكَ لصحيفة إيلاف لتشتموهم بدلا من أن تشكروهم بعد أن أصبحتم في ظله وحمايته لأسلافكم من إبادة الرومان لكم بحجة الهرطقة والكفر أصبحتم بالملايين بعد أن جئتم إلى مصر غجراً بالمئات، الفرق هو أن الغزو ما قام به أقرانكم في قارتي امريكا واستراليا ضد السكان الأصليين وأبادوا الملايين منهم بأساليب وحشية، وسلبوهم أرضهم وسبوا نساءهم وإستعبدوا أطفالهم وإستبقوا عينات منهم حتى لا ينقرضوا في محميات متباعدة، وما قام به الصهاينة والصليبيين الذين جاؤوا من مختلف أصقاع الأرض لإبادة وتهجير السكان الأصليين. وكذلك فعلوا في قارة افريقيا، والحديث يطول. أما الفتح الإسلامي فقد حصل عندما إستنجدت الأقليات المسيحية في بلاد الشام ومصر لإنقاذهم من إبادة الرومان والفرس، وعندما وصل جيش المسلمين فتح البطاركة والرهبان والقسيسين أبواب المدن واستقبلوهم إستقبال الفاتحين والمنقذين لهم ونشروا الحضارة والأخلاق والطهارة والعلم والأدب وزاد عددهم وزادت كنائسهم، لذا أطلقوا عليه هم أي المسيحيين بالفتح الإسلامي العظيم، وأسلم معظمهم من السكان الأصليين الوثنيين والمسيحيين دون إكراه أو إرهاب كما فعل دواعش محاكم التفتيش في الأندلس، هل فهمت يا فول أم نعيد من جديد؟
مفهوم الرحمة والمحبة عند أبناء الرب خالق الأكوان
لكل معتقد ديني أو فكري دواعشه، كما للمسيحية دواعشها أيضاً -كانت من وسائل التعذيب عند أبناء الرب: تقديم الطعام والشراب للمسلمين في رمضان، والويل كل الويل لمن يرفض أو يتحجج، تقديم لحم ميتة لم تذبح. ومن أسباب إدانة المتهمين: الامتناع عن أكل لحم الخنزير، وقول بسم الله، تسمية أولادهم بأسماء عربية. ويذكر المؤرخ محمد إلهامي قصة مأساوية لامرأة أندلسية ولدت ماريا لويز لعائلة أندلسية في قرية غرناطية، وعلمها أهلها الإسلام بعد الحادية عشرة كما كانت عادتهم، وذلك أن القساوسة كانوا يحاولون استدراج الأطفال لمعرفة إخلاص أهليهم فحملهم ذلك على تأخير تعليم الإسلام لأبنائهم حتى سنّ التمييز. وهكذا نشأت ماريا وتعلمت وفهمت وأخلصت للإسلام كما تعلمت كيف تخفي دينها وتراوغ في الاحتفاظ به. وحيث كانت ضمن قرية غرناطية فقد كانت الحياة هادئة، إلا في الأيام التي يفاجئهم فيها القساوسة. وصارت تصلي في المساء وتصوم رمضان كغيرها من أهل القرية، إلا أن تطورًا مثيرًا حدث في حياتها لا نملك تفاصيله، إذ تزوجت في الرابعة عشرة من أحد “النبلاء” وأخذها معه إلى أمريكا، إلا أنها استمرت محتفظة بدينها حتى السابعة والعشرين، ولما طال عليها الأمد، وبلغت الخامسة والأربعين اعترفت للكاهن في جلسة الاعتراف بأنها كانت مسلمة وأنه لم يزل في نفسها بعض آثار من تعلقها به، وطالبت بأن تُحرق إن كان هذا يطهر روحها. إلا أنهم لأسباب اجتماعية سياسية قرروا عليها غرامة بسيطة، إذ استوثقوا من صدق توبتها. فمن منا يرضى لبناته هذا المصير؟
حضارة إسلامية دامت 1000 سنة رغم أنف الحاقدين
بشهادة شاهد من أهلهم لا من أهلنا -وصف ريشيليو، كاردينال فرنسا ورئيس وزرائها في عهد لويس الثالث عشر، عمل إسبانيا في إبادة العنصر العربي الإسلامي في الأندلس، وطرد جميع من تبقى منهم فيها عام 1609 و1610 بأنه "أكثر ما عرفه التاريخ في جميع عصوره من أعمال القسوة والبربرية والجرأة". والكاردينال ريشيليو عاصر آخر فصل من فصول مأساة العرب ومحنتهم في الأندلس، وعرف ما رافق عملية إخراجهم من إسبانيا من مآسي لا يمكن أن يعبر عنها وصف. فالإسبان هم شعب عرف الحضارة، وله دين سماوي يأمر بالخير والرأفة والوفاء بالعهد، دخلوا أكثر المدن الإسلامية صلحاً، وعقدوا مع الأندلسيين عهوداً ومواثيق، وقد أقسم ملوكهم وكبار رجال دينهم على الوفاء بما تضمنته تلك العهود والمواثيق؛ ولكنهم خرقوا جميع هذه العهود، بعد أن وضع الشعب العربي سلاحه، وتجرد من أسباب الدفاع عن نفسه، وقد استسلم الإسبان إلى حركة قمع رهيبة ضد هذا الشعب المسالم، الذي وثق بعهودهم وشرفهم ودينهم، وقبل الدخول في ذمتهم. واستمر الاضطهاد متواصلاً، بدون هوادة أو تراخ، مدة مئة وعشرين عاماً، لم يتركوا خلالها صنفاً من أصناف العذاب والتنكيل والنهب والاستغلال إلا وصبّوه على هذا الشعب المنكود. وكان من نتيجة ذلك كله أنه لم يبق في الأندلس كلها أحد من العرب في أواخر عام 1610؛ مع أن المؤرخين كانوا يقدرون عدد سكان الأندلس في عهد المنصور بن أبي عامر (حوالي سنة 1000) بما يقارب الثلاثين مليوناً من الناس السعداء. وأكثر ما في مأساة عرب الأندلس من إيلام، هو أن الأسبان الذين اضطهدوهم، وأمعنوا في الإساءة إليهم، وتفننوا في أساليب العسف والتعذيب والإرهاب التي استعملوها معهم، كان أسلافهم في غالبتهم العظمى من رعايا عرب الأندلس، وعاشو في ظل الدولة العربية أحراراً مكرمين، ولاقوا من العرب أطيب معاملة، وأنبلها، وأعدلها، ونعموا بممارسة جميع حرياتهم على نحو لم يعهدوه في عهد أي من الحكومات التي تتالت على الأندلس قبل دخول العرب إلى الجزيرة الإيبرية، كما لم تهده أوروبا في ذلك الحين. يتبع
الى الشيخ ذكى والى كل ذكى - تعقيب أخير
فول على طول -يا سلام يا شيخ ذكى على معلقاتك التى تتحف بها الموقع ...؟ هى مثار للاعجاب الشديد يا رجل ولكن أنت لا تدرى كالعاده مثل كل الذين أمنوا . يقول تاريخكم الغير محرف أن الغازى طارق بن زياد عندما بدأ غزو الأندلس قال لجنوده : العدو أمامكم والبحر خلفكم وأين المفر ؟ طبعا كان على رأس قوه كبيره من السفاحين والهمج المسلحين ..ووصف أهل البلاد الأندلسيين " بالعدو " مع أنهم قاعدين فى بلدهم وفى حالهم ولكن ماذا تقول للمشعوذين ؟ .المهم هل يختلف غزو الأندلس عن الغزو الداعشى لبلاد العراق والشام وغزو مصر والشام وشمال افريقيا ؟ بالتأكيد لا فائده من النقاش مع المشعوذين لكن فقط نسأل ؟ - أما حلاوة وطلاوة الاسلام وحضارته فلا تحتاج الى أى مجهود كى تشرحها يا رجل ...العالم كله يراها فى بلادكم دون أن تتعب نفسك . وكل الشكر للدواعش لأنهم نشروا الدين كله دون رتوش . ربنا يشفيكم يا ذكى . بقية معلقاتك لا تصلح حتى للمشعوذين اخوانك بعد افتضاح كل شئ .
رد على هلوسات ابن الرب المدعو مردخاي فول
بسام عبد الله -يذكرني ابن الرب المدعو مردخاي فول، عندما يشتم الإسلام والعرب منهياً تعليقه بجملة : الله يشفيكم يا بعدا، بأحد رموز مدينة دمشق كان ملقباً باسم شالحة وكان يجري أمام ترامواي دوما يشتم الحكومة منهياً كلامه بجملة : الله يقلب سرجها. وكان يعيق سير الترامواي ولا يبتعد إلا بعد أن يعطيه معاون السائق نصف فرنك أحمر مثقوب لأنها كانت التعريفة التي يفرضها عليهم للكف عن مضايقتهم. وهنا صاحبنا الراهب فول يشتم المسلمين والعرب على صفحات إيلاف ليلاً نهاراً ترى ما هي تعريفته؟ ليته يتحدث بما يفقه ولو كان فعلاً يفقه شيء فلماذا لا يحدثنا، بدلاً من لطع نفس التعليق العقيم والمكرر والممجوج، عن عقيدته والثالوث المقدس والأناجيل وأقوال باباواته وأساقفته وتكفيرهم لغير الأرثوذكس وعن قتل رهبانهم لبعضهم البعض بوحشية رجال الكهوف، وعن تاريخهم بالغدر والخيانة لشعب مصر والعمالة للصهيونية والإستعمار، وعن الديمقراطية والليبرالية العلمانية بدولة شنودة ؟ ثم تجد المحرر/ة المتعاطف معه يسأل لماذا تكررون نفس التعليق على شتائمه؟ أي يجب علينا في كل مرة الرد على شتائمه للعرب والمسلمين بإسلوب عصري متطور ومختلف! يتبع ردود سابقة مكررة عن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب والفتح الإسلامي لحماية الأقليات الدينية بناء على طلب رهبانهم الذين أسموه هم بالفتح العظيم وليس بالغزو كما يدعي أعداء البشرية، وعن الديمقراطية والليبرالية والعلمانية والشورى في الإسلام ، وتكفير الأرثوذكس لغيرهم حتى للكاثوليك والبروتستانت وإحتكارهم للملكوت، وعن جماعة الإخوان الأرثوذكس الداعشية الإرهابية ، وعن عدالة ورموزه ورسوله وخلفائه وعمر بن الخطاب وعمرو بن العاص، وعن السكان الأصليين من الأقباط أي المصريين والأمازيغ والأكراد والشوريين والكلدان وغيرهم الذين إعتنقوا الإسلام ويطالبهم صاحبنا فول بالعودة إلى الربع الخالي!!
يا أبو عقال
كاميران محمود -يبدو لي أنك متخصص في فقه البوتقة ولذلك أرجو منك أن تتحفنا بمقالين الاول عن البوتقة المصرية الجميلة أثناء البعثةالنابوليونية المقدسة والثاني عن البوتقة الجزائرية الجميلة أثناء الفتح الفرنسي للجزائر.
يا أبو عقال
كاميران محمود -يبدو لي أنك متخصص في فقه البوتقة ولذلك أرجو منك أن تتحفنا بمقالين الاول عن البوتقة المصرية الجميلة أثناء البعثةالنابوليونية المقدسة والثاني عن البوتقة الجزائرية الجميلة أثناء الفتح الفرنسي للجزائر.