جريدة الجرائد

تونس.. حكومة بدون «النهضة»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تحتد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في تونس، بالتَّزامن مع ارتفاع منسوب الردح السياسي حول الغنيمة المرتجاة من الحكومة المقبلة، قيد التشكيل، التي يرعى مشاوراتها المكلف الجديد هشام المشيشي.

وفي البون الشاسع بين احتداد الأزمة وبين رفع الأحزاب السياسية لسقف شروطها، تلوح ملاحظتان أساسيتان، الأولى: أن حركة النهضة عادت لاستعراض عليائها القائم على أن محصولها الانتخابي يخول لها أن تكون جديرة بتمثيل حكومي يليق بما حصلته من أصوات.

ومنذ سقوط لائحة سحب التصويت على سحب الثقة من راشد الغنوشي يوم 30 يوليو الماضي، عادت النهضة إلى العزف على وتر &"انتصارها&" محاولة نقل مفاعيل الصراع البرلماني إلى ميادين تشكيل الحكومة.

الملاحظة الثانية: تتمثل في ارتفاع أصوات متعددة أصبحت تجاهر برفض النهضة، حزباً وأفكاراً ومرجعيات. التقت في هذه المواقف، أحزاب الحزب الدستوري الحر وحركة الشعب والتيار الديمقراطي، والاتحاد العام التونسي للشغل الذي التحق بقائمة المجاهرين برفض أفكار النهضة والتنديد بأخونتها للبلاد.

وفي عمق الأزمة التونسية عادت النهضة إلى التهديد باستحالة تشكيل &"حكومة بلا نهضة&"، استناداً إلى أنها الحزب الأول في نتائج الانتخابات التشريعية لعام 2019.. هنا واظبت النهضة على ترديد لازمة الشرعية الانتخابية ومقولة الحزب الأول، دون أي اعتبار للواقع الاقتصادي والاجتماعي السائر نحو مزيد من التفاقم.

أدارت الحركة ظهرها لحقيقة أنها كانت مشاركة بفعالية في كل الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد منذ عام 2011، دون تحقيق أي تقدم على أي صعيد، بل حتى دون التواضع والاعتراف بالفشل في تحقيق نزر يسير من وعودها الانتخابية.

هنا كانت الأحزاب الرافضة لوجود النهضة في الحكومة محقة في المطالبة، من منطلقات مختلفة، بالانطلاق في تجربة حكومية جديدة بلا نهضة، تبعاً لأن الحركة الإسلامية أصبحت تمثل عائقاً أمام كل إرادة للإصلاح، وحجر عثرة أمام أي رغبة في تغيير طريقة حكم البلاد.

حكومة بلا نهضة ليست مجرد شعار سياسي إقصائي كما تصفه النهضة، أو خائن لنتائج الصندوق كما يُقيّمه ائتلاف الكرامة، بل هو مسار سياسي جديد يحق للتونسيين تدشينه، بعيداً عن عقلية التمكين والغنيمة والابتزاز السياسي وتوظيف مؤسسات الدولة لخدمة مصالح الحركة وأتباعها ومن يدور في فلكها.

&"حكومة بلا نهضة&" هي ضرورة مُلِحَّة يفرضها تضافر الأوضاع الاقتصادية مع غياب البرامج القادرة على إخراج البلاد من أزمتها، وعلى ذلك يحق للأحزاب والمنظمات التونسية أن تطالب بحكومة تحمل نظرة للمستقبل، بدل حكومات إطفاء الحرائق وتسويق التبريرات التي أدمنت النهضة على تشكيلها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من يرتكب الفحشاء يجب أن يتوقع الفضيحه
فول على طول -

يعنى صدعتونا بالشرع الحنيف وتطبيق الشرع الحنيف وأن الاخوان هم جماعه دعويه وهم أقرب الى الاسلام وهم الفرقه الناجيه الخ الخ وبعد كل هذا تستغربون وصولهم للحكم ..والأغرب فشلهم فى أى نهضه ؟ يا أخى أنتم تكررون نفس التجربه بنفس المعطيات منذ 14 قرنا وتنتظرون نتائج مختلفه ...أى غباء أكثر من هذا ؟ هذا بالتمام يشبه من يرتكب الفحشاء ولمده طويله جدا ويستغرب من الفضيحه بعد كل هذا الوقت ربنا يشفيهم ويشفيكم جميعا قادر يا كريم . الاخوان هم اخوانكم وابناؤكم وأحفاكم ونتاج تعاليمكم ولمن يأتوا من كوكب أخر ...لماذا تستغربون وصولهم للحكم ؟ ولماذا تستغربون فشلهم وأنتم تعرفون أنهم مشعوذن بالبفطره ؟

رد على هلوسات ابن الرب فول
بسام عبد الله -

سيبك يا ابن الرب من الشرع الحنيف الذي تتحدث عنه كما يتحدث حلاق القرية بالطب، وسيبك برضه من الإخوان المسلمين وحدثنا عن الإخوان الشياطين من الرهبان أقران الاخوان مقاري الذين قتلوا الأنبا إبيفانيوس بوحشية رجال الكهوف، وتنظيم جماعة الأمة القبطية المتطرف الذي زرع فكرته حبيب جرجس في الأربعينيات من القرن العشرين، حين كانت مصر ترزح تحت الاحتلال الإنجليزي، ثم أشهرت في وزارة الشئون الاجتماعية عام 1952على يد محام شاب يبلغ من العمر 20 سنة اسمه إبراهيم فهمي هلال، وكان الهدف المعلن من إشهارها هو مواجهة الفكر الديني الإسلامي الذي قامت به جماعة الإخوان المسلمين الوهمية التي إخترعها عبد الناصر ليعلن حالة الطواريء ويثبت حكمه وقتها، حتى إنها رفعت شعار "الإنجيل دستورنا، والموت في سبيل المسيح أسمى أمانينا". وأول من اكتوى بإرهاب هذا التنظيم المتطرف هي الكنيسة نفسها، فقد قام التنظيم باختطاف البطريرك الأنبا يوساب الثاني وإجبره على توقيع الإستقالة، ونقلوه بالقوة وتحت السلاح إلى أديرة وادي النطرون. أنتم من يؤمن بالنور المقدس والكفن المقدس والصليب الخشبي المقدس وحذاء القساوسة والرهبان المقدس وبسطال العسكر المقدس ويصلي ويصدق أن الأصنام تدمع وتفرز زيتاً ودماً، ويرى أشباح بالليل يظن أنها ظهور للرب وأمه، ويصدق أن الجبال تنتقل بالصلوات والشعوذات. وكانوا حجر عثرة في مصر يضعون العصا في عجلات التطور لم يحققوا أي تفوق ولا نجاحات ولا فائدة للدولة التي يأكلوا من خيراتها. أمثالك لا يحتاجون لشرح وتفسير وأجوبة على أسئلتهم لعسر الفهم المزمن لديهم، ولأنك حاقد والحاقد أعمى وأصم وأبكم ، هذه هي حقيقتك المرة والوحيدة في واقعك ولا يمكنك تجاهلها. والحوار مع الأغبياء من أمثالك يسبب لهم حالة من الجنون والصرع وإنفصام الشخصية وهذا ما هو حاصل فعلاً وخاصة ٠٠إذا إقترن بالحقد والعنصرية فيخلق شخصية معقدة لها أشباه تجري خلف ترامواي العباسية . المضحك أكثر أنك تقرأ ردودنا عليك وتعجز عن فهمها فتجتر أسئلة لا معنى لها وتكررها، لذا اتبعنا اسلوب الإغاظة وهو الدواء الناجع..هل هذه السخافات العنصرية التي تدعون بأنها إلهية تعتبر أساس للتعايش مع الآخرين يا راسبوتينات الحقد والكراهية؟