جريدة الجرائد

تقسيم الهند.. والمسألة الدينية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

على الرغم من التنمية والنهضة العظيمة التي حققتها الهند منذ استقلالها عن التاج البريطاني 1947، إلا أن الاستقلال في حد ذاته كان بداية للأزمة الدينية التي تعيشها، سواء في داخلها، أو مع الدول التي انفصلت عنها.

فانفصال باكستان عن الهند كان برغبة محمد علي جناح في تأسيس وطن خاص بالمسلمين، فكانت باكستان أول جمهورية إسلامية في العصر الحديث، الأمر الذي جعل مسلمي الهند أقلية، في الوقت الذي يفوق عددهم سكان باكستان مجتمعين، والذي عزز الصراع الديني في تلك المنطقة، وهو صراع تاريخي قديم، قدم التنوع فيها.

لم يكن استقلال باكستان ناجحاً بالكامل، فقد أدى إلى استقلال بنغلاديش عنها، ونشوء الأزمة الكشميرية التي سببت حروباً طويلة مع الهند راح ضحيتها مئات آلاف القتلى.

وتأسست الدولة الباكستانية على هياكل تشريعية وإدارية إسلامية أخذت بالتشدد عقداً بعد عقد، حيث لعبت الجماعات الإسلامية المتطرفة دوراً كبيراً في تشكيل الصورة الحالية لباكستان على مدى 70 عاماً، وكان عام 1979، عاماً مفصلياً في تطور تلك الصورة، إذ سقط شاه إيران وتأسس نظام الملالي فيها، ما جعلها ثاني جمهورية إسلامية في العالم.

ثم تطورت الدولة الباكستانية من الإسلامية إلى السنية، كما اندلعت الحرب الأفغانية تحت غطاء إسلامي أدى إلى تدفق السلاح والرجال والمال إلى باكستان التي صارت دولة منظمة للجهاد الإسلامي ضد الماركسية.

عانت الأقليات غير المسلمة الويلات في ظل النظام المتشدد في باكستان، وبرزت قضايا اغتيال وجهاء الطوائف الأخرى والناشطين، واختطاف الفتيات الهندوسيات وتزويجهن مسلمين، وانجراف المواطنين الهندوس نحو إعلان إسلامهم لتحسين أوضاعهم والتَّخلص من التهميش والازدراء.

في المقابل، يبدو الوضع أكثر سوءاً على المسلمين في الهند، فقد تجاوز اضطهادهم ارتكاب المجازر الجماعية والترهيب، وتدمير المساجد إلى إصدار قانون الهوية الجديد، الذي يمنح الجنسية الهندية للاجئين من الهندوس والسيخ والمسيحيين الهاربين من الاضطهاد الديني، ويستثني المسلمين، باعتبار ألا مكان لهذه الطوائف في الهند.

فضلاً عن ذلك، وفي حركة استفزازية افتتح رئيس وزراء الهند معبداً هندوسياً شيد على أنقاض مسجد حرقه الهندوس قبل ثلاثة عقود.

إنها مساوئ تقسيم الهند على أساس ديني، حيث يخشى الزعماء الدينيون والسياسيون على نفوذهم وتمدد كياناتهم، وتدفع الأقليات ثمن الجغرافيا والديمغرافيا، وفي هذه الظروف يكون الفقر والجهل والظلم عوامل خطيرة تستغل في تأجيج الصراعات وتجييش الفقراء للموت من أجل &"الدين والرب&"!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نصف الحقيقة
ماجد المصري -

انسني او سيدتي اوافقك علي اغلب ما ذكرتيه و لكن هناك اشياء سقطت في الطريق...اضطهاد المسيحيين و حرق كنائسهم و توجيه اتهامات كاذبة باهانةالاسلام ليحكم عليهم بالموت في باكستان..حتي من تبين برائتها بعد حكم الاعدام رفضت الحكومة الافراج عنها و طالب المسلمون باعدامها بعد قتل المدافعين عنها و لكن التدخل الانساني الدولي انقذها..المسلمون لا يستطيعون الحياة مع الاخرين فانفصلوا عن الهند كما يريدون الانفصال عن الفلبين و كونوا جيتوهات في كل الدول الغربية التي لجاؤا اليها و رفضهم للدستور العلماني الذي سمح لعم بالتجنس بعد القسم باحترامه ..قارني بين الهند و باكستان و بنجلاديش و سريلانكا من حيث تطبيق القانون و الدستور...تتباكين علي مقتل المسلمين في الهند ردا علي المذابح الدامية ضد الهندوس...في بلاد الاسلام تحبسون اي شخص غير مسلم اكل او شرب في رمضان و تطالبونه باحترام صيام الاكثرية فلماذا لا تحترمون البقر في الهند و تذبحونه ضد معتقدات الاكثرية الهندوسية؟ لماذا لم تحترم امراءة مسلمة في البخرين مجسمات الهة هندوسية بحجة انها دولة مسلمة و تريدون ان يحترم الهندوس و غير المسلمين مساجدكم و معتقداتكم في بلادهم غير المسلمة..ماذا عن تفجير الكنائس في سريلانكا و مصر و اوروبا و العراق و سوريا و نيحريا ...عندما تتحدثين عن المعبد الهندوسي الذي اقيم مكان مسجد فلماذا لم تذكري ان المسجد بني علي انقاض معبد هندوسي دمره السلطان المسلم اثناء حكم العزاة المسلمين لاجزاء من الهند...من الذي حرق كنيسة القيامة و قتل المسيحيين و الحجاج المسيحيين القادمين من اوروبا في القدس و جعل اوروبا ترسل جيوشها ردا علي ذلك في حرب الفرنجة..منذ يومين قام اردوخان و سط تهليل اسلامي بتحويل متحف كان في الاصل كنيسة ثم حولوه الي مسجد و ذلك بعد بضعة اسابيع من تحويل ايا صوفيا...برر المسلمون ذلك بانه حق سيادي لتركيا فالماذا لا يكون بناء المعبد الهندوسي حق سيادي للهند و ان يكون لهم الحق في تدمير و تحقير اي رمز اسلامي ام انه حلال فقط للمسلمين و حرام لغيرهم؟ لماذا التهرب من ذكر الحقائق كاملة؟ الم يكن رئيس الهند مسلم؟ هل هناك اي رئيس غير مسلم في دولة اسلامية؟

التاريخ لا يهمل
زارا -

مشكلة المسلمين في كل مكان انهم يعتبرون انفسهم مقدسون واحسن من غيرهم. وبذطري ايضا ان الاسلام انتشر بالسيف, لذا ترك اثارا اجتماعية سيئة جدا في المجتمعات التي احتل ارضها. الهند مثلا كانت ارضا لامة ذات حضارة ودارت معارك شرسة بينها وبين الغازيين المسلمين, وهذه الامور تترك اثارا سيئة. لذا ظلت هذه الجروح في المجتمع وعززها الفقر والجهل.

ردا علي تعليقين الاولين ، الاسلام انتشر بالسيف و المسلمون مقدسون
Mido -

ردا على التعليق الاول زارا يتبين لي جهلك التام بمجريات التاريخ ، ان ما حدث في الهند هو ما حدث في البلقان ، تم بلقنة الهند ، فالمشكلة استعمارية قبل ان تكون دينية و إقرأ لأبو الكلام آزاد الذي رافق غاندي في كفاحه وسوف تعلم الحقيقة ! من الذي قتل غاندي ؟!قتله هندوسي متعصب بعد مطالبة غاندي الهندوس احترام الاقلية المسلمة لذلك كان خيار الانفصال حكيما لمنع مذبحة ضد المسلمين ، تقول الاسلام انتشر بالسيف ؟ اكبر دولة مسملة بالعالم اندونيسيا ، اذكر لي السيف الذي فتحها ؟! ام ان عظات الآحاد و كتابات المستشرقين مسهت عقلك بالتخاريف !!ردا علي التعليق الثاني ، ماجد المصري ، الكنائس الغربية في باكستان هي شبكة انجيلية كاثوليكية ممولة بالكامل من الفاتيكان لتغيير عادات المجتمع فيما يعرف بالاستعمار الجديد ، و تستطيع ان تعود لحملات الاستعمار و سوف تجده ترافق حارساليات التبشير المسيحي ، فالدولة لم تضطهد كل المسييحين هناك و الدليل ان هنالك مسيحيين و كنائس و لكن اغلب هذه الكنائس مأجورة لعولمة الثقافة الاسلامية بالطابع الاوروبي ، اما عن حالة الانعزال و الجيتوهات فنحن لسنا يهودا لنسكنها و لوكنا كذلك لأقمنا جيتو في كل دولة و هذا كذب و بهتان منك ، لان رسالة الاسلام رسالة عالمية و ليست عربية فيجب علينا التعريف بالاسلام و لا يمكن ان يتعرف البشر علي الاسلام اذا انعزل المسلمون !!! اما عن الدستور العلماني في اوروبا ، فما رأيك بحقوق الانسان المتحيزة ضد المسلمين و اليمين المتطرف و حركات بيغيدا العنصرية و النازيون الجدد في حرق المساجد و الاعتداء علي المسلمين و تحقير المحجبات ، اليست اوروبا علمانية و يحق لي حرية التعبير عن عقيدتي ام انه حلال علي الصليب حرام علي الهلال ؟! اي دموية تتحدث عنها ؟! من قتل مليون مسلم في الجزائر و مثلهم في الهند و البوسنة و افغانستان و العراق و الشيشان باسم الرب يسوع !! من الذي اباد قارة بأكملها اسمها امريكا اقرأ كتاب بروتولومي دي لاس كازلس المسيحية و السيف و سوف تعرف همجية الكنيسة ! اما الهند فلو كنا متطرفون لابدنا شعبها رغم اننا حكمناها اكثر من ٥٠٠ عام و الاندلس 8 قرون لماذا لم نرتكب ابادة جماعية في حقهم ؟! و اقباط مصر ؟! و مسيحي البلقان ايام العثمانيون ؟! اما بخصوص حرب الفرنجه فهو حادث مفتعل من قبل الغرب و اوروبا لتكون سبب ارسال جيوشهم علي المسلمين و النتيجه ه