جريدة الجرائد

معركة أردوغان الأيديولوجية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يتوقع بعض المراقبين حدوث مواجهة عسكرية بين تركيا واليونان جراء الصراع حول السيطرة على احتياطيات النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، الذي كان في الأساس خلافاً حول ترسيم المجال الجوي والمياه الإقليمية في بحر إيجة، ليتفاقم الصراع في الوقت الحالي بسبب هذه العوامل الجديدة؛ وأقصد التنقيب عن الغاز والنفط، وهي على كل حال ليست المواجهة الأولى من نوعها -في حال حدوثها-، فتاريخ المواجهات العسكرية فوق بحر إيجة طويل وممتد بين البلدين منذ حرب 1974 حتى مناوشات التنقيب عن الغاز هذه الأيام والحرب الكلامية والأعمال العدائية في مياه المتوسط.

يستثمر أردوغان المشاعر الدينية حول العالم لإنتاج خطاب ديني يوظفه لخدمة مشروعه التوسعي وأجنداته السياسية كحربه المتوقعة مع اليونان التي لن يتورع بتمريرها كحرب مقدسة بين الكفر والإسلام لتجييش واستثمار الانفعالات والمشاعر الدينية لدى الشارع الإسلامي وتوجيهها خدمة لمكاسبه السياسية ومقاصده وحشد تأييد الإخوان حول العالم، بل وفي عمق مجتمعاتنا وأوطاننا، خصوصاً في مجتمعات دول الاعتدال العربي التي تواجه بدورها أطماع أردوغان التوسعية ولهثه وراء دور يعيد لتركيا هيمنتها وهيبتها المفقودتين بممارسة فجور سياسي ومذهبي وازدواجية في المعايير بالتباكي على القدس وانتعاش التجارة البينية مع إسرائيل والتباكي على السوريين والمقايضة على مطالبهم السياسية، والتناقض بادعاء الفضيلة في الوقت الذي تزدهر الدعارة وتجارة الجسد في تركيا!

من يراقب التطورات السياسية في منطقتنا العربية على مدى عقد من الزمن سوف يقرأ الأطماع التاريخية لأردوغان من خلال فتح جبهات في دول عربية حولنا، فتركيا تتواجد في العراق وسوريا وليبيا وتحاول خلق جبهة في اليمن؛ فضلاً عن تواجدها العسكري في قطر، وهذا في الواقع خطر داهم تزامن مع القوة التركية الناعمة التي اخترقت مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص في السنوات القليلة الماضية سواء بالسياحة أو المسلسلات أو صادراتها التجارية وإغراق أسواقنا بالبضائع التركية.

يعتقد أردوغان اليوم أنه يقوم بمهمة تاريخية وعقائدية مقدسة سوف تخلق من تركيا إمبراطورية وصية على الشعوب والدول الإسلامية، وبالطبع لن تتوقف أحلامه دون حلم زعامة المنطقة العربية والإسلامية، وهذا الحلم جزء من مشروع كبير يسعى إليه مستخدماً انفعالات الحمقى ومتاجراً بعواطف الشعوب الدينية ومستغلاً الظروف الحالية لإشعال حرب هوجاء وقودها استمالة تلك العواطف الدينية لتجييرها في حرب سوف يدعي أنها حرب (الكفر والإسلام) بينما هي حماقات وصراعات جيوسياسية وأطماع نحو النفط والغاز والتوسع وأحلام الهيمنة!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نسخة،للمهملات
متابع -

نسخة من المقال الى سلة مهملات السيد اردوغان ..

موقف ثابت
كوردي عراقي -

الرجل أن اتفقنا أو اختلفنا معه فله موقف ثابت ،يعتز بتاريخه الاسلامي ولم يغير موقفه في زمن اصبح فيها الإسلام تهمه في معظم الدول العربيه. اين المشكله مع اردوغان ؟هل الدفاع عن الحقوق مشكله ،هل يجب أن يتخلا عن حقوق بلده لكي يرضى عنه الإعراب؟تركيا لن تدخل في حرب مع أحد والسبب ليس ضعف من تركيا السبب ان اليونان متأكده بأن فرنسا لن تدافع عنها في اي حرب ،فرنسا غارقه في مشاكلها الاقتصاديه وتحاول توجيه الأنظار صوب تركيا ومرة وصوب لبنان أو ليبيا مره اخرى .هذه الدول تدار من قبل عقول وليس كما هوة حال العرب وجامعتهم العربيه البأسه لا تحل ولاتربط .

الف تحية للكاتبة هيلة المشوح
الامين -

الحمدالله ان للعرب و المسلمين المومنين الصالحين يقظة و انتباه و غيرة على العروبة و الاسلام ، و ليس الاسلام اردوغان الاطماع و المصلحه ،