جريدة الجرائد

الخطاب العربي كبديل للطائفي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في حالة استثنائية عن الدول غير العربية المجاورة، مزقت الطائفية الدينية الجسد العربي إلى أشلاء، وتفرق الأخوة إلى أعداء، وتجتاح الكراهية الدينية بلاد العرب، تطحن شعوبها، وتخرب ثرواتها ووحدتها، فإيران وتركيا لا يوجد فيهما صراع طائفي، لكنهما يستغلان التمزق العربي الطائفي في التمدد إلى أعماقه، والسيطرة على أراضيه وشعوبه، وهو نتاج سياسات أدت إلى إضعاف البلاد العربية، وإشعال النار في عواصمها تحت بوقود الطائفية..

فقد تحول الفكر الديني المسيس بكل أطيافه إلى أداة لتفريق الشعوب العربية، ولست هنا أتحدث من منطق عروبي أو قومي، فالعربية حسب رأيي ثقافة وهوية مشتركة تشترك فيها كل الشعوب الناطقة بلغة الضاد، وإذا لم ندرك ذلك مبكراً، ستتآكل الأراضي العربية أمام المد الفارسي والتركي من جهة، وأطماع الدول الاستعمارية ممثلة في الدول الكبرى ودولة الاحتلال الصهيوني..

ذلك لم يأت بدون مقدمات، فوسائل الاتصال الاجتماعي زاخرة خلال هذا العصر بدعاوى متطرفين من السنة والشيعه للاقتتال وإلغاء الآخر، وقد وصل ذلك إلى تأسيس قنوات فضائية طائفية تدعو للفتنة الطائفية، ووصل الحال إلى أن ينساق بعض المعتدلين إلى المشاركة في المقصلة الطائفية، كذلك تشعر الأقليات بالخوف من طغيان الأكثرية، وإقصائهم..

في ظل ما يحدث من تفرقة طائفية بسبب سيادة العقل الطائفي، نسمع أحياناً العجب من بعض هؤلاء الدعاة في بعض برامجهم الوعظية، وذلك عندما يرددون أن الدين لا يجب أن ينفصل عن السياسة، وأن الإرث الفقهي الديني حافل بحقوق الإنسان والتعايش واحترام الآخر، وأن الحداثة ومصطلحاتها الحديثة أدوات غربية غير صالحة للتطبيق في عالم المسلمين، وأن العروبة دعوة جاهلية، وأن الوطنية وثنية وشرك بالله، بينما تقدم أطروحاتهم الأراضي العربية على طبق من نار إلى الغزاة من كل صوب..

نحن في أمس الحاجة لعودة النبرة العربية في الإعلام، وهو ما سيعيد العراق وسوريا ولبنان واليمن إلى العمق العربي، بدلاً من أن تكون محطات لإطلاق الصواريخ على العواصم العربية..، علينا أن نتذكر بداية السبعينيات، التي كانت بالفعل المرحلة الذهبية للتضامن العربي، فقد توحدوا برغم من كل شيء، وكانوا سداً منيعاً ضد المحتلين..

ليتوقف الإعلام العربي عن الترويج للطائفية الدينية، وحان الوقت في أن ترتفع الرايات العربية فوق مختلف الولاءات الطائفية، وسيظل البعد الإسلامي الثقافي في إطاره العام حالة إيجابية، وبديل عن شرور الطائفية القاسية في هذا العصر، وعلينا أن نعي أن تاريخ الفتوحات في القرن الأول كانت لتحرير الأراضي العربية من الفرس والروم، ثم الفرنجة، ولم يستخدم العرب المسلمون آنذاك أديان الآخرين في معارك التحرير، فلم يقولوا النصاري أو اليهود، أو المجوس، لكن قالوا الفرس والروم والغزاة..، باختصار معركتنا الحقيقية هي مع الغزو الأجنببي إلى الأراضي العربية .. فهل نستيقظ قبل فوات الأوان؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام عروبى حنجورى بائس جدا
فول على طول -

واضح جدا أن الكاتب لا يعرف شماله من يمينه بل مجرد كلام عروبى حنجورى بائس ولا يدرى أنه يكتب فى ايلاف .ربما يعتقد أنه يخطب أمام مجموعات من المشعوذين أتباع " قالوله " أو يعيش بعقلية القرن السابع . سيدى الكاتب : الخطاب العربى الذى تنشده هو أساس الطائفيه والعنصريه حيث أن المسلم العربى خير من المسلم غير العربى وأن الخلافه لابد أن تكون من قريش وحتى لغة أهل الجنه ولغة الكتاب الذى لم يحرف جاء بالعربى أى لغة القبيله ولا يصلح أن يكون بأى لغه أخرى ..وبعد كل ذلك تتمنى لغة الخطاب العرب ..؟ ومن العرب بدأ الدين الأعلى سبب التفرقه العنصريه والمذهبيه والارهاب فى العالم كله . وقد بدأت الدعوه المحمديه سياسيه بالدرجه الأولى وليس لها علاقه بالدين وكان هو قائد الدوله وأوصى بالخلافه من بعده ...وصدعتوا العالم كله ومنذ القديم بأن الاسلام دين ودوله ..واستغرب أن تستغرب هذا المنطق ..هل لا تدرى ذلك أم تخاف أن تقول أن هذا لا يصلح على الأقل الان ؟ وكالعاده تردد الخوف من أطماع المستعمر والصهاينه ..ربما الكاتب لا يدرى أن الصهاينه لهم دوله واسمها معروف ولها موقع على الخريطه ..والكاتب لا يدرى أن العالم العربى يعيش تحت خط الفقر بمراحل ..وأى أطماع تتحدث عنها ؟ يا رجل أنتم عاله على أنفسكم وعلى العالم ...أنتم أفقر الشعوب - بالطبع أنا لا أقصد بلدكم السعوديه - وجميع بلاد المؤمنين تعانى الفقر والافاقه . أما عن الكراهيه الدينيه وبكل تأكيد فان الاسلام هو الدين الوحيد على الأرض الذى يؤكد على كراهية كل البشر غير المسلمين بل يأمركم بقتلهم ان لم يدخلوا دين ربكم أو تنهبون منهم الجزيه ..وهذا لا يختلف عليه العرب أو الأتراك أو الفرس كما تسمونهم لأنه من الثوابت .تركيا أو ايران لا يوجد بهم صراع طائفى لأنهم محكومون بالحديد والنار ولا صوت يعلو لأى من يخالف السيد الحاكم ولا يقدر العرب فى ايران أو أهل السنه على البوح بمذهبهم وهذا مثال .زأما السلطان أردوغان فهو تخلص من أى تركى يشك أنه لا يوافق على سياسته . يتبع

تابع ما قبلة
فول على طول -

جاء بالمقال : نسمع أحياناً العجب من بعض هؤلاء الدعاة في بعض برامجهم الوعظية، وذلك عندما يرددون أن الدين لا يجب أن ينفصل عن السياسة، ومصطلحاتها الحديثة أدوات غربية غير صالحة للتطبيق في عالم المسلمين، وأن العروبة دعوة جاهلية، وأن الوطنية وثنية وشرك بالله، انتهى الاقتباس ..لا أعرف لماذا يستغرب الكاتب هذا الكلام . أجزم أن الكلام السابق هو الصحيح وهو من أدبيات الاسلام وترددونه منذ زمان طويل وموثق فى كتبكم ..أتحداك أن تنادى بحذفه بدلا من تكذيبه أو استهجانك له . أما أغرب ما جاء بالمقال هو : وأن الإرث الفقهي الديني حافل بحقوق الإنسان والتعايش واحترام الآخر، وأن الحداثة .انتهى ..هذا الكلام هو الكذب بعينه ويجب محاكمة من يتفوه بهذا الكلام و..بل يجب حذف هذه الافتراءات وهذا الكذب البواح والمفضوح وحذف هذا التراث نهائيا والاعتراف بالحقيقه ..يتبع

تابع ما قبلة
فول على طول -

يقول الكاتب : وعلينا أن نعي أن تاريخ الفتوحات في القرن الأول كانت لتحرير الأراضي العربية من الفرس والروم، ثم الفرنجة، ولم يستخدم العرب المسلمون آنذاك أديان الآخرين في معارك التحرير، فلم يقولوا النصاري أو اليهود، أو المجوس، لكن قالوا الفرس والروم والغزاة..،انتهى - سيدنا الكاتب عن أى فتوحات تتحدث ؟ اسمه الغزو ولا شئ غير الغزو وتبعاته من نهب وسرقات وقتل واكراه الناس على دينكم ومنع التحدث بلغاتهم الأصلايه بل محو تاريخهم ولغاتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ..والأرض التى تتكلم عنها لم تكن عربيه قبل الغزو ..ولكن بعد الغزو تم احتلالكم لها ولم تعودوا الى بلادكم بعد تحريرها كما تدعى ..وتم تعريبها وأسلنتها بالقوه منذ غزوكم لها حتى تاريخه . ولم يطلب مكنكم أحد تحرير بلادهم وكفى مغالطات وتزوير للتاريخ ..لا ينفع الان .انتهى - ثم يقول الكاتب : ليتوقف الإعلام العربي عن الترويج للطائفية الدينية، وحان الوقت في أن ترتفع الرايات العربية فوق مختلف الولاءات الطائفية، وسيظل البعد الإسلامي الثقافي في إطاره العام حالة إيجابية، وبديل عن شرور الطائفية القاسية في هذا العصر...انتهى الاقتباس . سيدى الكاتب : البعد الاسلامى الثقافى هو أبو الطائفيه والمذهبيه والعنصريه ولم يكن حاله ايجابيه يوما ما . ربنا يشفيكم .

يا أبوعقال
كاميران محمود -

تمزق الجسد العربي الى أشلاء في الوقت الحاضر سببه سيادة العقل الديني(المشعوذ) المعادي عموما لكل التوجهات العقلانية والانسانية وللحريةالفردية وللتفكير العلمي الحر وقد تسيد هذا العقل بعد أن تم تمهيد الطريق له عن طريق الأنظمةالعروبية التي قضت على كل الحريات الحزبية وقمعت وأبادت كل من غرد خارج سربها وبالذات المثقفين مما أدى في النهاية الى تحول تلك الاحزاب الحاكمة لعبادة قادتها و الى جفاف ثقافي تام والى خلو الساحة من غير أصحاب تلك العقول الدينية الجائفة(منظمين)لتتسيد الساحات بعد أفلاس تلك الانظمة بعد هزائمها وأفقارها و تدميرها لبلدانها .وتسمي صراخها في السبعينيات بالمرحلة العربية الذهبية مع أن صراخ تلك الانظمة أجمالا كان موجها ضد شعوبها(لاصوت يعلو فوق صوت المعركة) ومع أنها كانت قد خسرت سيناء والجولان وشط العرب فأنك تقول وللغرابة أنها كانت سدا منيعا ضد المحتلين وما نراه اليوم من تمزق كان موجودا وقتها أيضا لكن السبب كان خلافات عربية عربية لرغبة كل قطر في قيادة البقية. وعند الكلام عن سيادة العقل الديني يجب أن لاننسى دور السادات في ذلك(دون أن ننسى أنجازاته)بعد أن أطلق أخوان الظلام وشاركهم في ترويع كل التيارات الاخرى ومهدالدرب بذلك لجعل الشعوذة الزاد اليومي للناس وجعل من المشعوذين نجوما للمجتمع وأذكر ذلك لان الشعوب العربية تقلد الشعب المصري. ويبدو أن تفضيل العقل الديني يعود ال بساطته حيث لا يحتاج أصحابه للتفكير والتفكر. وما تذكره عن قول الدعاة بأن الحداثة والقوميةكفر وشرك كان يقابله أن التعددية اليبرالية هي مطلب عملاء الامبريالية لالهائنا عن قضايا الامة المصيرية. والحل في رأيي ينحصر(كخطوة أولى) في أفساح المجال في وسائل الاعلام للمثقفين لفضح بؤس وعقم وتخلف هذا العقل الديني البائس. أما أسخف ما في مقالك الذي تصب فيه جام غضبك على العقل الديني فهو قولك أن البعد الاسلامي الثقافي في أطاره العام حالةأيجابية والسؤال هو لماذا أضعت وقتك ووقت القراء