جريدة الجرائد

كسر الطَّائفية.. خطوة نحو الوطن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ركزت الصحافة العراقية، غير الطائفية، على توجيه رئاسة الوزراء (9/9/2020) بإلغاء التَّصنيف بالطَّائفة، في دوائر الدولة. جاء هذا التَّوجيه بعد فضح قوائم القبول في الكليَّة العسكرية (الدَّوَرة 111)، جاء في التَّوجيه: &"وجّه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الأربعاء، بإلغاء التصنيف المذهبي المُتبع للطلبة المقبولين في الكلية العسكرية. ووجّه أيضاً بأن يلغى هذا التَّصنيف أينما ورد في كل مؤسسات الدَّولة، واعتماد التَّوزيع الجغرافي حصرًا في المعلومات المسجلة عن موظفي الدَّولة"(المدى والعراق نت).
ربَّما هناك مَن يرى في عبارة &"أبناء الوطن الواحد&" ما يشبه النُّكتة؛ مِن حقَّ الذين يرون ذلك، فقد تشظي الوطن بدأ مِن زمن المعارضة العِراقية السَّابقة، وقبلها هتكه النِّظام، عندما رمى شعبه بالسِّلاح الكيمياوي، المحرم بين الدُّول الأعداء! وأباح ما كان محرماً قطعاً، حتى في عهده، قبل 1991، أن تُثلب طائفة كاملة مِن شعبه، هذا ما جاء على صفحات جريدة حزبه الرَّسميّة &"الثَّورة&"(5/4/1991)، وعلى صفحات جريدة نجل الرَّئيس &"بابل&"(10-13/ 2002)، فهل رأيتم نظاما يرجم شعبه بغاز الخردل، ويشتم ويهتك عرضه، وعلى صفحات جرائده، مثلما حصل مع العراقيين؟! إنها الدِّكتاتوريَّة، لا تعمل إلا بما يوحي لها معناها! لكنّ ما عُذر الدِّيمقراطيين؟! أن يكرسوا الطَّائفية بهذا الشّكل القبيح؟! حتى صارت الطَّائفة الأُخرى هي النَّظام السّابق كافة، والمسؤولة عن كلِّ موبقات الدّيكتاتوريَّة، دون رؤية قبور أبنائها مِن الذين أبادهم النِّظام نفسه؟!
أُخذ العراقيون بردة الفعل، فاتهمت طائفة بكاملها، بجريرة الأحزاب الدينية، والآن تُتهم طائفة كاملة بردة الفعل نفسها. تأسس بعد(2003) مفهوم آخر للطائفية، يُغذى عبر روايات أربعة عشر قرناً، ملايين المواطنين صاروا مأخوذين بفحيح تلك الرّوايات. أقول: مَن كان سُنياً، ومَن كان شيعياً آنذاك، حتى يتم فرز الماضي على أساس مصالح الحاضر؟!

لذا، عندما وصلت المعارضة السَّابقة، خلف الأميركان بعد أن عجزت مِن الوصول خلف الإيرانيين، رفعت الثُّلاثي: &"شيعي&"، &"سني&"، &"كردي&"، وقد تحقق لها ذلك. أخذت دوائر الدَّولة تصنف طائفياً، حتى صار الحديث عن عراق مختلق أطروحة تتداول وتعمم عبر الإعلام؛ وتبرر المواقف بها، صار جهل البريطاني هنري فوستر مصدراً: &"برزت كلمة العراق، التّي طبقت حديثاً في الاستعمال، من لب التّشكيل والتّأليف الذّي أعقب الحرب العالمية الأولى&"(نشأة العراق الحديث). جهلَ فوستر أنَّ العثمانيين سموا والي بغداد بوزير العراق(العزاوي، العراق بين احتلالين)، ويجهل تنظيم مدحت باشا(السنة 1896) العراق إدارياً إلى عشرة ألوية(النَّجار، الإدارة العثمانيَّة) وهي التي ظهرت(1920).

ففي عراق يعتبرونه مختلقاً، لا يُشار إلى أهله بمدنهم ووطنهم، لأن هذا الانتماء لا يوفر الجذب المطلوب لرؤساء المذاهب والقوميات، وهل حقيقّة ما يحصل غير ما نبه المعري (ت449هجرية) إليه: &"إنما هذه المذاهب أسبابٌ لجذب الدُّنيا إلى الرُّؤساءِ"(اللزوميات)!
نعم، مِن حقّك أيها الكردي الالتحام أو الانفصال، ونحن معك في جرائم ما ارتكبته السِّياسة، لكنَّ لا تغالط التَّاريخ.
أيها الشِّيعي لا تحول تاريخ هذا الوطن إلى نزاع طائفي، فالسُّنَّة لم يقتلوا الحُسين، وهل مَن قُتل مع الحسين كانوا يرسلون أيديهم في الصَّلاة أم يضمونها؟! وهل آذانهم كان مختلفاً عن أذان الذين قتلوهم؟! وأنَّ الأئمة لم يُقتلوا جميعاً(المفيد، تصحيح الاعتقاد)، لتغدو مناسبة وفاة كلّ إمام تجديد للشَّحن الطَّائفي، فلا تجعل ذلك غذاءً للمظلوميّة، التي لا يُريد الطفيليون عليها، نهاية لها، والكلام لـ(أصحاب المنابر)، وليس للشيعة عامةً. ويا وجهاء السُّنّة النَّظام الظَّالم لا يُدافع عنه، فلا يشعر بقسوته إلا مَن الخنجر في جسده.

نتفهم أن العثمانيَّة والصَّفويَّة، جعلا المذهب راية، فحط مِن مكانة جعفر الصَّادق(ت148هـ) بخلق تشيع لا يشبه الأصل، وجعل أبا حنيفة(ت150هـ) شعار استقواء. لكنْ لماذا العراق الدِّيمقراطي، اعتمد ذلك النَّهج المنبوذ، ليصبح معمم لبناني، يُفصل في شأن العِراق وباسم المذهب؟! إن إلغاء السِّجل الطَّائفي خطوة نحو الوطن! هذا، مع أنَّ الطائفيين لا يرضيهم القرار، وليكن، وأعود للمعري: "فانفرد ما استطعتَ فالقائل الصَّادقُ يُضحي ثقلاً على الجلساء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل هناك شيء اسمه طائفية أساساً؟
زعيم حارة المسك -

إن هذا المصطلح الخبيث الذي اسطلى به العراق منذ العام 2003م حتى اليوم لم يؤدي إلا إلى خراب الكثير من مناطق العراق عدا المنتفعين من المعادلة الأميريكية الإيرانية على أرض العراق.

عنصرية اللوح المحفوظ - الأكراد نفر من الجن
فول على طول -

بدون مجاملات فان عنصرية وطائفية اللوح المحفوظ لا علاج لها ..انتهى - ليس من قبيل الصدفه أن كل بلاد المؤمنين بها نزاعات ودماء وارهاب بل نقلوا ارهابهم الى البلاد التى تمنحهم اللجوء وتحسن اليهم بحجة أنهم كفار . المسلم مخلوق ارتكازى يتبع اللوح المحفوظ دون تفكير ..لذلك لا يقيم المسلم أى سلام مع المختلف معه فى العقيده وهذا أول اختلاف . ثم ينتقل الخلاف المذهبى بين جناحى خير أمه ..ثم هناك الفرقه الناجيه فى المذهب الواحد ..المصيبه أن هذه الخلافات تصل الى حد القتل وليس التكفير فقط ناهيك عن التعصب للعشيره وهى أيضا تأتى من مؤسس الدين نفسه أى أشرف الخلق الذى جعل قريش أفضل القبائل ولغة قريش هى لغة أهل الجنه ولغة القران ..ثم هو انتقى نفسه من أفضل فرع فى قريش ..ثم العربى أفضل من غير العربى ..والمؤمن القوى خير من الضعيف ...الخ الخ .. ولا فرق بين حاكم ومحكوم لأنهم جميعا ينهلون من نفس المنبع ..بل تجد الحاكم نفسه يزايد على الغوغاء فى الطائفيه والمذهبيه وتفضحه أعماله أكثر من أقواله ..انتهى - الغرب لم يأتى لكم بالمذهبيه ولا الطائفيه ولا العنصريه بل هى تنبع منكم . لا أرى أى أمل فى علاجكم الا الدعاء ..انتهى . شكرا على نواياك الطيبه .

احمق منه وفيه
متابع -

الصليبي دفع احدهم ان يوجه كلامه الى علماني شيعي ؟! الا الحماقة اعيت من يداويها ، يذكر ان كنيسة الاقباط بتفرق بين المسيحيين في الواقع وفِي الاخرة التكفير في المسيحية عقيدة تراق من اجلها دماء المخالفين ولو كانوا مسيحيين وهذا يظهر من تاريخ المسيحيين الهمجي والدموي والمتوحش عندما تقاتلوا كطوائف فكانت المحصلة هلاك الملايين منهم وليس بضعة آلاف و لا زالت مبرراته موجودة الى اليوم تحت الرماد

الاناجيل حرضت على العنصرية
الباحث -

وظف المسيحيون نصوص الاسفار لدعم حججهم في إثبات تفوق العرق الأبيض، وتبرير تجارة العبيد والاستعمار؛ تقول الآيات 9 :27 «وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك سامًا وحامًا ويافث. وحام هو أبو كنعان، هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض، وابتدأ نوح يكون فلاحًا وغرس كرمًا، وشرب من الخمر فسكر، وتعرى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجًا، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما، ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما، فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير، فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته، وقال مبارك الرب إله سام، وليكن كنعان عبدًا لهم، ليفتح الله ليافث؛ فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبدًا لهم».وهكذا فإن أحفاد سام (الساميين) هم الذين يسكنون الشرق الأوسط وآسيا. وأحفاد يافث هم الذين يسكنون أوروبا، أما أحفاد حام وابنه كنعان فهم السود الذين يسكنون أفريقيا وهم الشعب الملعون بحسب التفسير الذي ساد، لذا كان الكاهن والفيلسوف البرتغالي أنطونيو فييرا يرى في تجارة الرقيق امتثالًا لما ورد في الكتاب المقدس، وكان فيه ما يُضفي شرعية على معاناة الرجل الأسود و«لعنة» عرقه. برعاية الكنيسة.. وبمشاركتها أحيانًا في ذلك الوقت بذل المسيحيون الأوروبيون قصارى جهدهم لتبرير العنصرية وتجارة الرقيق والفصل العنصري من الكتاب المقدس، لاحقًا اعتبر مؤرخون أنه كان أمرًا لا يصدق أن يبرر إنسان رغبته في السلطة والاستغلال والنهب باسم الله والدين والعرق، وهكذا برروا الفظائع التي ارتكبوها. لم تكن الكنيسة بعيدة عن تجارة الرقيق ففي عام 1442 أعلن البابا يوجيسيتياس الرابع رعايته لحملات خطف الرقيق التي يقوم بها هنري الملاح في أفريقيا، وكان للكنيسة نصيبها من الأسلاب، وكان كل ما تطلبه هو تعميد المأسورين إلى أمريكا لإنقاذ أرواحهم، وتشترط أحيانًا أن يكون على ظهر السفينة التي تحملهم قسًا، ينال نصيبًا من ربح التجارة عن كل عبد، وكان ارتفاع الربح قد دفع أحد الأساقفة إلى إرسال سفينة لحسابه في إحدى الحملات. وعلى أساس مبدأ الخضوع شرّعت الكنيسة هذه التجارة ولم تتدخل في العلاقة بين المالك والعبد سوى بطلب الطاعة من العبد دون النظر إلى ما يطوله من ظلم، كما يقول القديس بطرس «أيها العبيد أطيعوا سادتكم بخوف ورغبة كعبيد المسيح المترفين

عنصرية المسيحيين الافارقة نوع من القرود
متابع -

يُسجل التاريخ ظهور أوّل حديقة حيوان بشرية، في إيطاليًا، تحديدًا الفاتيكان. وكان ذلك في القرن السادس عشر، حيث أسست أسرة ميديشي الأوروبية العريقة واحدةً من أكبر حدائق الحيوان الأوروبية آنذاك. وخصصتها لعرض الحيوانات الغريبة، بالإضافة إلى أكثر مجموعات بشرية من أكثر من عشرين عرقية مُختلفة، بينها التتارية والهندية، فضلًا عن الإفريقية. يُشار إلى أنّ تلك الحقبة الزمنية، عُرفت بعصر النهضة الأوروبي، الذي اعتبرت تلك الحديقة واحدة من مظاهره!
انتشرت تلك الحدائق في الأمريكتين بُعيد استيطان الأوروبيين فيهما. وكانت أقرب إلى كونها معارض متنقلة تعرض إلى جانب الحيوانات، البشر المُلوّنين، والأقزام، والمصابين بالبرص أو التوائم السيامية (المُلتصقة). وبدايةً من مُنتصف القرن التاسع عشر، كانت ذُروة انتشار تلك الحدائق بشكل أكثر تأسيس، حيث شهدت أوروبا الكثير منها، ما زالت آثارها باقية إلى الآن.وتا بينجا، أو “الصديق” بلغة قبائل مبوتي التي تقطن أدغال الكونجو. أوتا بينجا هو واحد من أفراد هذه القبائل الذين هُم جميعًا من الأقزام. يُرجّح أن أوتا بينجا قد وُلد عام 1883، في قريةٍ صغيرة على ضفاف نهر كاساي. عاش مع قبيلته كفرد عادي؛ تزوّج وأنجب ولدين، قبل أن تتحوّل حياته تمامًا.ما حدث هو أنّ تاجرًا أمريكيًّا يُدعى صمويل فيليبس فيرنر، كان قد تعاقد مع معرض الأعراق بمدينة سانت لويس الأمريكية، على أنّ يمدّهم بمجموعة من الأقزام ليتم عرضهم في ذلك المعرض. وتصادف أن زيارة فيرنر للكونغو أتت مُتزامنة مع حملة عسكرية بلجيكية على قبائل الأدغال، إذ كانت الكونغو واقعة تحت الاستعمار البلجيكي. طالت إحدى تلك الحملات أوتا بينجا، واقتادته أسيرًا، قبل أن يشتريه فيرنر بدوره.نُقل أوتا بينجا إلى مَعرض سانت لويز عام 1904، ونال دون غيره، شُهرةً واسعة، إذ كرّس المعرض له باعتباره أقرب حلقة انتقالية بين القرود والإنسان وفقًا لنظرية التطوّر. لذا كان يتم وضعه دائمًا برفقة حيوانات الشمبانزي.بعد ذلك بعامين، نُقل بينجا مرّة أخرى، هذه المرّة إلى حديقة الحيوان في برونكس بنيويورك. وقد كانت من عادات قبيلته، نحت أسنان الفرد فيها على هيئة مُدببة. هذا الشكل للأسنان، جعل إدارة حديقة برونكس تُروّج لبينجا باعتباره من شعوب بدائية آكلةٍ للحوم البشرحرفيًّا كان يُعرض بينجا كحيوان. ليس وحده، إنما هو وغيره من البشر الذين اُقتيدوا قسرًا لحدائق الحيوان

الاحتراب الطائفي المذهبي المسيحي وملايين الضحايا
متفرج -

احترب الامريكيون فكانت النتيجة هلاك اكثر من نصف مليون في حربهم الاهلية على مر عقود جرت في ايرلندا مذابح ومجازر وأعمال ارهابيه بين المسيحيين على أسس طائفية ، ألقت بريطانيا - العظمى - بكل ثقلها وقواتها لترجيح طائفه مسيحيه على اخرى ، وكان هذا الصراع الطائفي المسيحي - المسيحي نموذجا تم الاحتذاء به في كل عمل ارهابي لاحقا في كل مكان في العالم ، المسيحيين الأرثوذكس في مصر - مثلا - طائفه نصرانيه تكفر كل الطوائف المسيحيه الاخرى ولا تعترف ب - بابا - الادثوذكس ولا ب - بابا - الكاثوليك فلها - بابا - خاص وطقوس وشعائر مختلفه ، ولكل طائفه مسيحيه نصرانيه لها طقوس وشعائر مختلفه ، هذا مكتوب في اللوح المحفوظ ، كذلك الحال مع الطوائف الاسلاميه ، كله في اللوح المحفوظ ، ومن العجيب ان الغبي - على طول - لا يلاحظ ذلك ، ولا يلاحظ ان طائفته هي الأكثر تطرفا وتكفيرا ، انه يقرأ في اللوح المحفوظ عن الاخرين فقط ، إذن ما هو الحل الجذري للطائفيه ؟ انها تزداد وتنتشر كل يوم ، اذا لا بد من فض الاشتباك بينها ، ولرفض الاشتباك يجب فك الارتباط اما بفيدراليات واسعة الصلاحيات او كونفدراليات او التقسيم ، التقسيم هو الحل النهائي الذي لا مفر منه .