جريدة الجرائد

النعامة والديك الفرنسي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عادت دورة الكراهية في التصاعد بعدما حدث في فرنسا، حين تعمَّد مدرس تاريخ فرنسي في إثارة مشاعر المسلمين من خلال نشر رسوم تسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطت ردة فعل من خلال الذبح للمعلم فرصة لا تعوض لأولئك الذين يروجون أن من أركان ممارسة الحرية مهاجمة مشاعر المسلمين الذين لا يؤمنون بهذه الحريات على الطرف الآخر من المتوسط.

بالفعل تحوَّل المعلم &"باتي&" كما يطلقون عليه إلى رمز لحرية التعبير في فرنسا. وفي حفل تأبينه قال الرئيس ماكرون &"إن باتي قُتل لأنّه كان يجسِّد قيم الجمهورية&"، مؤكداً أنّ بلاده لن تتخلى &"عن رسوم الكاريكاتور&"، وفي ذلك تحول كبير في مبدأ علمانية الدولة الفرنسية.

إذ تعد علمانية الدولة كما هو معلن أمراً محورياً بالنسبة للهوية الوطنية في فرنسا، وهي على نفس درجة أهمية مفاهيم الحرية والمساواة والإخاء، التي تمثل شعارات الثورة الفرنسية، وتنص علمانية الدولة على أن الحيز العام سواء كان فصولاً دراسية أو أماكن عمل أو وزارات ينبغي أن يكون خالياً من الدين.

لكن شعار الديك الفرنسي يرمز في حقيقة الأمر إلى عمق الأصالة وجذور الدولة القديمة، وبينما وجد الديك من أعداء فرنسا استهزاءً بالغًا، قابله اعتزاز وفخر من الشعب الفرنسي على مدار العصور، وبعيدًا عن أصالته كتراث، فإن الديك له قيمة رمزية كبيرة، فصياحه حسب قناعاتهم كل صباح يعبِّر عن انتصار الخير على الشر والنور على الظلام.

الديك يرمز إلى الدولة العميقة في فرنسا، وأنها لا تزال تعمل وتخطط لإجلاء أعداء الجمهورية، فوجود ستة ملايين فرنسي يشكل عامل خطر على مسيحية الدولة العميقة، وتحتاج فرنسا مثل هذه الإساءات المنظمة للرموز المقدسة عند المسلمين لتنفيذ أهدافها، بينما تنص قوانين الدولة العلمانية على قدسية الأقلية اليهودية ومحرقتهم، فإنكار المحرقة يعد عملاً مخالفاً للقانون، وهو ما يخالف أيضًا مبدأ علمانية الدولة..

في جانب آخر لا يزال الغضب الإسلامي المتطرف يسهم في إسهال مهمة الدولة العميقة في فرنسا، من خلال ردة فعل متوحشة، لا يقرها الدين الإسلامي، فكان من الأنسب استغلال الإساءات من أجل إصدار قوانين تمنع عدم التعدي والاستهزاء والسخرية بالرموز المقدسة في مختلف الأديان..

أحياناً أتساءل لماذا يريد بعض المتطرفين الإسلاميين إلصاق الجرائم المتوحشة بالدين العظيم، وهو منها براء، ومن أين جاءت هذه الدموية، فالمناهج في المدارس تنص أن الإسلام دين الرحمة والتسامح، ولكن هل يوجد مناهج أخرى تُدرس في الغرف المظلمة خارج المدارس، لكن الإجابات تختفي بمجرد أن تضع النعامة رأسها في الرمل الساخن!

أدرك جيداً أن الإرث الإسلامي الواسع يحفل بمختلف وجهات النظر، وقد يستدعي المسلم أياً منهم لتلبية رغبته في الانتقام، ويدل ذلك على وجود قيم فوضوية وغير منهجية، تسكن عقل المسلم، فهو لم يتخلص إلى اليوم من فكرة العنف والانتقام الدموي المتوحش، والتي لم تعد من قيم التعامل الإنساني في المجتمعات، ويجب نبذها وإتباع الموعظة الحسنة، والمطالبة بحقوق عدم التعدي على الرموز من خلال القانون، بدلاً من هذه الأفعال المشينة والدموية..

قد تؤدي مثل هذه الأفعال المشينة على ضرر كبير على الجاليات المسلمة في أوروبا، وعلينا أن ندرك أن أجواء الحرية ساهمت في نشر الإسلام بينهم، بينما ترفض العقلية الإسلامية في جنوب المتوسط هذه الحرية على وجه التحديد، وهو ما يعني أن الأوربيين قد يراجعون مفاهيم الحرية وتأثيراتها على النسيج الأوروبي، فهل المشهد من خلال هذه الزاوية واضح، أم نكتفي برد النعامة الشهير! كلما رُفعت علامة استفهام جديدة؟..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كفاكم التغني باحترام المقدسات
ماجد المصري -

كما تفرضون قوانيكم علي غير المسلمين في بلادهم الاصلية المحتلة من قبلكم ففرنسا لها الحق في فرض قوانينها...حولتم الكنائس الي مساجد الا يسمي هذا اهانة لبلايين المسيحيين...دمرتم كنائس و معابد.... كفاكم التغني باحترام المقدسات ايها المسلمين...1400 سنة و انتم تهينون أتباع الديانات الاخري و تقولون عنها محرفة و انه ينبغي اجبارهم علي دفع الجزية و اذلالهم...المسيح قال سياتي بعد انبياء كذبة و من اعمالهم تعرفوهم...

كلام أكثر من بائس ولا يصح من أى كاتب
فول على طول -

الى متى تدفنون رؤوسكم كالنعامه والى متى تهربون من الحقائق والى متى تكذبون على أنفسكم ؟ لا أحد يصدقكم سيدى الكاتب حتى أقرب الناس اليكم ..انتهى - الغريب جدا أن مشاعر المسمين مرهفه جدا جدا ..ولكن لا يرون أنهم يهينون عقائد الأخرين ويسخرون منهم عدة مرات يوميا وفى صلواتهم ويشتمونهم ويدعون عليهم ولا يرون ذلك أذى لمشاعر الأخرين أبدا . الذين أمنوا وبنصوص مقدسه يهينون عقائد الأخرين ومنذ 14 قرنا بل يأمرهم الدين الأعلى بقتل الكفار جميعا ان لم يدخلوا دين ربهم ولا يقبل منهم الجزيه - يقبلها فقط من اليهود النصارى بشرط وهم صاغرون - ولا يرون ذلك أنه مساس بشعود الأخرين ..فعلا شعور المسلمين مرهفه جدا جدا ..وعندما يزعقون من منابرهم : النصارى واليهود كفار وأحفاد القرده والخنازير ومشركون انما المشركين نجس الخ الخ ..فهذا كله ثناء ومدح من وجهة نظر المسلمين أصحاب المشاعر المرهفه جدا وعلى غير المسلمين عدم الاعتراض أو حتى الشكوى حتى لو قتلهم المؤمنون ..كيف يتجرأ ماكرون ويصف الجريمه أنها اسلاميه متوحشه ؟ يجب أن يشكر الجانى على هذا الفعل البطولى وعلى كل ما سبق من ارهاب ضد فرنسا . انتهى - والنبى يا سيدنا الكاتب تقول لنا ما هى السوم المسيئه لرسولكم الكريم ؟ يعنى لو تم رسم مذبحة بنى قريظه أو قتل كعب بن الأسرف أو شق أم قرفه بين جملين ..هل تعتبر هذا مسئ لرسولكم أم تاريخ ومن كتبكم ؟ أو زواج رجل خمسينى من طفله ..هل هذا مسئ أم تاريخكم ومن كتبكم ؟ يتبع .

تابع ما قبلة
فول على طول -

لا يا سيدنا الكاتب وجود 6 ملايين مسلم فى فرنسا لا يهدد المسيحيه فهذه أوهامك أنت ..هى تهدد الدوله نفسها وتهدد أمنها وسلامها لأن ارهابكم لا يخفى على أحد ولا تهدد المسيحيه فى شئ ..فرنسا لا تمنع أى فرنسي من اعتناق الاسلام وليس لديهم حد الرده وكفى هروب الى حوارى جانبيه . اسلامكم هو الذى يهدد العالم كله وحتى بلادكم وأنتم عانيتم من الارهاب الاسلامى فلا تهرب . ومن حق فرنسا أو أى دله تتخذ اجراءت قاسيه ضد الارهابيين وهذا يحدث فى بلادكم ..هل حرام على فرنسا وحلال عليكم ؟ أما أنك تخلط بين انكار المحرقه اليهوديه وارهابكم فهذا تهريج منك لا يستحق الرد . انتهى - أما قولك أن الاسلام دين الرحمه والتسامح فهذا كلام بائس ومكرر لا يستحق الرد وأقرب الناس اليكم لا يصدقونه ..رحم الله المشعوذين . ربنا يشفيكم . أنصحك أن تقرأ نصوصكم وكتب السيره وتجاوب : هل داعش فعلت شيئا مخالف لنصوصكم ؟ انتهى