جريدة الجرائد

الفراشة لابسة باروكة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الإنسانية هي أن تشعر بكل من حولك ولا تحاول أن تؤذي أو تجرح الآخرين, وبدونها سنتحول الى وحوش تأكل بعضها البعض.

فتاة جميلة كانت تتحرك في حفل خطوبة اختها كالفراشة، تستقبل الضيوف بوجه سموح ومبتسم، وتتكلم مع الجميع بكل ذوق واخلاق، الفرح يشع من عينها, ترقص كالبجعة الرشيقة الجميلة، لفتت بأخلاقها وجمالها كل الأنظار وأولهم البنات الغيورات اللاتي كن يجلسن معي على الطاولة, وكانت كل واحدة منهن تحاول أن تبحث عن أي عيب أو خطأ في الفراشة، وطبعا سمعنا الكلام المعتاد الذي يقوله كل انسان حقود عندما يغير من جمال أي امرأة أو رجل, ولم يجدن أي خطأ, فقلن (أكيد كله عمليات تجميل ومو طبيعي!)، ثم فجأة قالت احداهن (الفراشة تلبس باروكة، هاي مو شعرها)، فالتفت لهن وكلي غيض وقلت لهن: دعوا الخلق للخالق واستمتعوا بالحفلة ما لكم والفراشة؟ هل أذت أي وحدة فيكم؟ (اشفيكم عليها؟)، طبعا امتعضن من كلامي وقلن لا بس من الملل نسولف عادي! ثم قالت الشريرة فيهن أنا بتأكد من شعرها. وقامت قبل أن أمسك بها ووقفت بجانب الفراشة التي كانت ترقص وهي في قمة سعادتها وتحرك شعرها بسلاسة فهمست لها الشريرة في أذنها لينقلب حال ومزاج الفراشة من قمة الفرحة الى قمة الحزن وابتسمت لها ابتسامة منكسرة لم تستطع بعدها مواصلة الرقص ثم اختفت عن الأنظار وانزوت في ركن بعيد وكأن فرحتها انطفت.

كم شعرت بالحزن والتعاسة لحظتها وأنا أرى فتيات جميلات في عمر الزهور يرتكبن جريمة فظيعة في حق فتاة جميلة لمجرد أنهن متمللات أو غيورات!! كيف ندمر نفسية أي انسان بهمسة واحدة دون ان يخطئ في حقنا؟ كيف نبحث عن الخطأ والعيب في أقرب الناس لنا ونحاول أن نجرحه به.

فأمسكت الفتيات وقلت لهن: ما هذا الحقد والشر الذي يظهر من فراشات جميلات مثلكن؟ لماذا هذا الهجوم على فراشة مثلكن لم تؤذ أي واحدة منكن؟ لماذا جاهدتن في وأد فرحتها بدل الاستمتاع معها في الحفلة؟ فحاولت الشريرة أن تتكلم ولكنني باغتها سريعا وقلت: ماذا همست في اذنها وحول فرحتها الى حزن؟ فقالت بكل فخر وتكبر واجهتها بحقيقتها وقلت لها: (حاسبي الباروكة ستقع) فضحكت بخبث!! فقلت لهن: هل تعرفن لماذا الفراشة لابسة باروكة؟ لأنها كانت تعيش حالة اكتئاب بشعة بعد موت صديقتها في حادث من أكثر من سنة فأصيبت بمرض الثعلبة الذي جعلها تفقد نصف شعرها وتصبح (صلعاء) وزاد ذلك من اكتئابها وحزنها فاضطرت والدتها الى أن تعرضها على طبيب نفسي يعالجها، هذه الفراشة كانت تبكي ليل نهار على ضياع صديقتها ثم شعرها حتى فقدت الكثير من وزنها وأصبحت كالمومياء ولكن بجهود الطبيب وحنان والديها وأسرتها استطاعت أن تخرج من حالة الاكتئاب وتحب الحياة ثانية ولكن شعرها لازال خفيفا ويحتاج الى الكثير من الوقت والعناية فاضطرت الى أن تلبس هذه الباروكة الجميلة التي تبدو طبيعية لكل عين محبة وطيبة، حتى تستعيد شعرها الجميل.

فتحولت الشريرة الى فراشة طيبة ثانية وقالت أقسم أنني لم أكن أتصور أو أعرف بما تعانيه الفراشة والا كنت سأحاول ان أساعدها!!

توجد بداخل كل منا كمية من الطيبة والشر والحقد والغيرة والتسامح، يجب علينا أن نغذي المشاعر الجميلة ونظهرها بدل أن نجعل المشاعر الشريرة تتغلب علينا ونتصرف تصرفات مخجلة.. دعوا الخلق للخالق واستمتعوا بالحياة والجمال، وارجوكم لا تقتلوا الإنسانية في قلوبكم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفرح ممنوع فى بلاد الذين أمنوا
فول على طول -

فى بلاد اذلين أمنوا ممنوع الفرح خاصة على النساء ...- وحتى على الرجل - وهذا بنصوص مقدسه . الأهم أن المؤمنه القاتنه تتحول الى انسانه تكره جسدها وتكره صوتها وتكره شعر رأسها وتكره صوت قبابها لأن الذى لا ينطق عن الهوى وضعها أسفل السافلين وكلها عورات وليس عوره واحده بالجمله مثال على ذلك فان المحجبه - أو المنقبه - تعانى من الكبت وترتدى هذا اللباس المخزى بدون قناعه لكن لا تقدر ولا تجرؤ على خلعه وبذلك تكره أى أنثى شجاعه متحرره وواثقه من نفسها ولا ترتدى الحجاب ولا النقاب وتبدأ بمهاجمتها وشتمها بل قص شعرها كما حدث مرات عديده فى المواصلات العامه فى مصر ..والمشايخ يهاجمون أى أنثى جرئيه تطالب بحقها ويطلقون عليها لقب " سافره " مع أنهم هم سافلون ..ويحرضون على التحرش بأى أنثى سافره كما يقولون وفى تلفزيون الدوله ...هكذا تتربى الكراهيه وعقدة النقص . تحياتى لك ابنتى وسيدتى الكاتبه .

لقد إنفض العزاء بالتجمعات الدينية والكنائس المعيبة منذ الفي سنة يا ابن الرب وإنقرض أرثوذكس مصر ومن بقي عينات للمتاحف.
رد على أغبى أقرانه -

لا يقتل هذا المدلس الفوال ويصيبه بنوبات هستيرية سوى حجاب المرأة المسلمة مع أنه فريضة في الديانات التي سبقت الإسلام وقد أوردنا العديد من النصوص في العهدين القديم والجديد والأسفار، وأكبر دليل على ذلك أنهم يزينون كنائسهم وبيوتهم بصور السيدة العظيمة مريم العذراء مرتدية الزي الإسلامي المحتشم دون أن يروا في ذلك أي غضاضة. نعم يا عدو نفسه يا ابن الرب الدين الحنيف والإسلام العظيم كرّم المرأة منذ اربعة عشر قرناً وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة ومنع وأدها وحررها وأعطاها حقها بالميراث وأجبر أبيها وزوجها وأخيها على النفقة عليها والكثير الكثير من الحقوق والواجبات مما نحتاج لمجلدات لتعدادها، بينما ورد تحقير المرأة بالكتاب الذي تدعون أنه مقدس. فقد ظلت المرأة في المسيحية ينظر لها باعتبارها قاصرا وحتى بداية القرن الثامن عشر كانت المرأة وفق الديانة المسيحية، وخاصة عند أرثوذكس مصر، لا مكان لها ولا ادنى قيمة، بل تباع وتشترى، وقد جاء في القانون الانجليزي عام 1805 كان يبيح للرجل ان يبيع زوجته، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات، وتذكر كتب التاريخ ان الكنيسة نفسها كانت تبيع النساء، وفي حادثة تقول ان احدى الكنائس البريطانية باعت امرأة ب (شلنين) لانها كانت تعيش عالة في بيت الرب. حتى الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر لم تتخلص من ارث الديانة المسيحية، فمع انها اعلنت تحرير الانسان من العبودية، الا انها لم تشمل المرأة، وقد جاء بنص القانون الذي الذي جاءت به الثورة التحررية ان القاصرين هم "الصبي و المجنون والمرأة . واستمر ذلك حتى عام 1983 م. وبحسب التلمود المرأة أنجس المخلوقات. مسكينة المرأة الأرثوذوكسية كم هي تعسة مع كنيستها تولد مجللة بعار الخطيئة الاولى ويحرمونها من الحب بحرية وهي شابة ، ويمنعونها من الزواج من غير الأرثوذوكسي ، ويفحصون فرجها قبل الزواج من أرثوذوكسي ، ويمنعونها من الطلاق بعد زواجها منه حتى وإن كان عاجز ذكورياً ويضربها أو كان مجرماً سكيراً قذراً مأبوناً ! ، ويحبسونها مدى الحياة في الأديرة الصحراوية البعيدة المنعزلة إن هي فكرت أن تغير عقيدتها أو مذهب طائفتها. وأنت يا فول بحديثك ذكرتنا بنظريتك المشهورة عن تحقير المرأة ووصفها بأنها قطعة أثاث وهو ما أكدته بعضمة لسانك بقولك: عندما نرى أنثى جميلة أول كلمة ننطق بها : الله على هذا الجمال وتعنى لنا سبحانك ربى على هذة القدرة على الخلق و