جريدة الجرائد

وضوح

تحليل لرأي ابن تيمية في الكريسماس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل فترة قريبة كانت ذكرى عيد ميلاد الكريسماس المسيحي، وراسلني حينها أحد الإخوة بفتوى للشيخ ابن القيم - رحمه الله - ‏وهو تلميذ مباشر للشيخ ابن تيمية وأن لهما فتوى متشابهة بعدم جواز تهنئة غير المسلمين بعيدهم، ‏مع العلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد رهن درعه عند يهودي، وكان يحسن لجاره اليهودي ويعوده، فهل فعلاً الإسلام يمنع هذه التهاني؟ بل لم يُعرف إن كان هناك تحريم في هذا الجانب في أزمنة الخلفاء الراشدين - حسب ما أعرف - فهل كان ابن تيمية ‏هو سبب هذا التحريم في الإسلام؟ وهل هو من أثار التعصب والكراهية الطائفية في الإسلام؟

‏للإجابة حول ابن تيمية لابد من معرفة السياق التاريخي الصحيح بالعودة لزمن ابن تيمية وفكره لمعرفة الجواب. فلقد عاش ابن تيمية في القرن السابع الهجري، وقبل مولده بقرون في ظل وجود متغيرات أدت إلى ضعف الدولة العباسية في القرن الثالث الهجري التي من شأنها أن شجّعت على ظهور حركات انفصالية قامت على أساس عقائدي واستخدمت الدين والاختلاف المذهبي للانفصال وقيام دول مختلفة الطوائف مثل الدولة الرستمية (المغرب)، والفاطمية (تونس، مصر)، والحمدانية (حلب)، وبني بويه (العراق)، وقيام حركة القرامطة التي سرقت الحجر الأسود في الجزيرة العربية وغيرها. فقيام مثل هذه الدول التي قامت على أساس طائفي قد عزز الكراهية الدينية والصراعات الطائفية، كما أن هذه الدول قد شهدت اضطرابات مقلقة تدل على تفشي الفقر مثل ظهور (الشدة المستنصرية) في مصر الفاطمية وهي المجاعة التي قضت حتى على الدواب وتولي ‏خلفاء فاطميين مشكوك في قواهم العقلية مثل (الحاكم بأمر الله).

في تلك الظروف ادعى عالم عظيم مثل ابن الهيثم الجنون بحثاً عن السلامة في ظل تفشي الجهل والفقر وبدأت تظهر الخرافات والأوهام ‏التي وجدت من يدافع عنها مثل كتاب (الفتوحات المكية لابن عربي) الذي كان رائجاً في ذلك الزمن الذي يعزز من خلاله اللا منطق واللا معقول. هذا الضعف والهوان جر الحملات الصليبية للعالم العربي وتحولت الكراهية الطائفية إلى كراهية دينية، بالإضافة إلى الغزو المغولي للمشرق العربي، بل بلغت الكراهية الطائفية بين المسلمين بأن يُصلي المسلمون في جماعات مختلفة. فالحنابلة مثلاً كانت تصلي في جماعة منفصلة عن جماعة المالكية، كل هذا كان يحدث قبل مولد ابن تيمية.

‏أما ماذا عن فكر ابن تيمية، فإن من يقرأ كتابه (نقض المنطق) وهو ينتقد المنطق (الأرسطي) الذي كان دارجاً في تلك الفترة، يدرك أنه سبق مفكري الشرق والغرب في الاهتمام بالمنطق التجريبي على حسابه التجريدي. وبعد وفاة ابن تيمية بقرون طالب الفيلسوف الإنجليزي (بيكون) في كتابه (الأورجانون الجديد) new mothed بآراء تشابه ابن تيمية بالاهتمام بالجزئيات والتجارب حيث شبه المنطق الأرسطي بالعنكبوت التي تنظر للأمور من مقامها وتغزل شباكها من دون تواصل، أما التجريبيون فهم مثل النحلة التي تدور بين الورود ‏وتصنع عسلاً مختلفاً عن كل زهرة. والجدير بالذكر أن (بيكون) مات وهو يقوم بتجربة لتبريد اللحوم.‏

هذا الفكر الذي امتلكه ابن تيمية والأفق البعيد عن عقلية المتعصبين ذوي الأفق والعلم المحدودين كان سببه أنه يمتلك عقلاً حراً يناقش منطقاً كان دارجاً حتى أن ابن رشد ذاته وهو من تأثرت به الحضارة الغربية الذي كان مشهوراً باسم Averroes لم يتجاوز المنطق الأرسطي، وفي الغرب اعتبره القسيس الفيلسوف (توما الأكويني) كمعيار وكذلك في الفكر الإسلامي اعتبره الغزالي ميزاناً للعلوم.

ومن يقرأ رواية حي ابن يقظان التي كتبها عدة فلاسفة عرب (ابن سينا، السرهودي، ابن طفيل، ابن النفيس)، سيجد المنطق الأرسطي يتجلى في الرواية بكل وضوح في منطق (ابن يقظان) الذي نشأ معزولاً في جزيرة.‏

‏وبشأن معايدة غير المسلمين فكتابات ابن تيمية ذاته منها كتابه (درء التعارض) الذي كان منهجياً أكثر من كتاب ابن رشد الذي بدا فيه مثالياً (القول الفصل)، رأى ابن تيمية أن التحريم أنواع؛ ففي حالة التحريم الظني - ليس التحريم القطعي - يُغلّب العقل كون التحريم مرتبطاً بتغير الزمان والظروف المحيطة بسياق تاريخي تختلف باختلافه الفتاوى، كما أن التصور أن التهنئة هي إيمان بما يُهنأ به لم يعد صحيحاً، فكون دول العالم بخلاف دياناته تهنئ المسلمين بأعيادهم لا يعني أن هذه الدول تؤمن بالضرورة بعقيدتنا ولكنها تهنئ من باب صنع السلام الذي نحن أولى به. فالله تعالى في كتابه يقول: (وقولوا للناس حسناً).

حقيقةً قد أكون ممن تحدث في غير تخصصه وهذه ليست فتوى؛ بل رأي شخصي في فتوى ابن تيمية، ولكنْ أخلاقياً فإنه يجب علي أن أتحدث بحكم اطلاعي على سماحة الإسلام وعلى رجل وهب حياته للفكر والاطلاع. فلم يتزوج ولم يطلب الخير إلا لأمته، رحم الله ذلك الشيخ العظيم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما تقوله هو اللامعقول واللا منطق سيدى الكاتب .
فول على طول -

الدفاع عن القبح يأتى أكثير قباحة من الفعل القبيح نفسه . السيد الكاتب يدافع عن فتاوى ابن تيميه فى تحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وهذا فى حد ذاته أقبح من فتاوى ابن تيميه وغيرهم من الذين يحرومون تهنئة غير المسلمين بأعيادهم أو بمناسباتهم المفرحه . سيدى الكاتب : التعاطف والتواصل الانسانى عمل خلاق ومطلوب والمفروض أن الأديان تكون أرقى من الانسان نفسه أما أن يأتى ابن تيميه ومن على شاكلته ويحرم التهنئه فهذا عمل قبيح جدا والأقبح الدفاع عنه وعن أرائه الخايبه والعنصريه . ابن تيميه فى كتاب صغير له أفتى بالقتل 380 مره وهذا الكتاب يدرس فى الأزهر الشريف جدا حتى اللان والأغرب أن هناك من يدافع عن هذا القبح وعجبى ؟ سيدى الكاتب : أنت لست بقاصر ولا بناقص عقل كى تسأل ابن تيميه أو غيره فى تهنئه الأخرين واذا كان فى العصور السحيقه جائز على الأقل أن تكون بلغتم سن الرشد الان وأن تحرقوا هذه الحسالات من كتبكم . بالمناسبه هل طالبكم أحد من المسيحيين أن تهنئوه أو غضب لأنكم لم تهنئوه أم هو تطفل منكم ورذاله وحشر أنوفكم فى شئون الغير وبدلا من تحسين صورتكم وتحسين اسلامكم تزيدون الاسلام طينا وكأنه ناقص طين ؟ وهل مقبول أن تتشدق بهذا الكلام الان وبدون أدنى خجل وتدافع عن ابن تيميه ؟ انتهى - حكاية رهن الدرع حكايه بائسه والرسول كان مليونير كما يقول علماؤكم من الأنفال وخمس الغنائم وكان ينفق على عدة زوجات وعبيد وخيول أى ثرى ..ثم أنه لم يحجاور اليهود ولم يحسن اليهم بل قضى عليهم فى أكبر عمليات تطهير عرقى على أساس الدين ..راجع مذابح بنى قريظه وبنى خيبر وبنى النضير اذا كنت لا تعرف . يتبع

تابع ما قبلة
فول على طول -

أول جمله فى المقال : قبل فترة قريبة كانت ذكرى عيد ميلاد الكريسماس المسيحي، ..انتهت الجمله يا عم الكاتب ..الكريسماس ليس له عيد ميلاد بل هو نفسه العيد وتعنى عيد ميلاد السيد المسيح أو عيسى حتى تعرف ....كيف يكون عيد ميلاد الكريسماس ؟ يعنى أنت لم تعرف معنى الكلمه أصلا وتتصدى للكتابه وتدافع عن الارهابى ابن تيميه ؟ أما التبريرات بأن الفتاوى أو النصوص تأتى فى سياقها التاريخى فهذا كلام أكثر من بائس لأن المفروض أنها دينيه وربانيه ولا تتأثر أو تتغير حسب الظروف السياسيه ..لا تنسي أن الحملات الصليبيه - كانت قبلا تسمونها حملات الفرنجه ولكن تغيرت بفعل فاعل لسبب معروف - فهى كانت ردا على بربريتكم وهجومكم على الحجاج المسيحيين وقتلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وتكرر هذا عدة مرات وهذا تاريخ وكفى كذب وهروب من التاريخ والحقيقه . والمسيحيه جاءت قبل الاسلام بسبعة قرون وأوصت بمحبة الأعداء ويأتى الاسلام ويحرم التهنئه على الغير فهذه كارثه كبرى بل أم الكوارث ..مع أن المفروض أنه الدين الأعلى والدين الخاتم وتبرر ذلك بأن فتاوى ابن تيميه كان لها سياقها التاريخى فهذه مصيبه . من أين تأخذون دينكم ..هل من ابن تيميه أم من القران ؟ الحقيقه التى لا تقدرون على الهروب منها أن الكراهيه الدينيه فى الاسلام نفسه أيات وقران وأحاديث وتفاسير واذا كنت لا تعرف اتصل بالفول على طول وكفى كذب وهروب وادعاء بأن الاسلام دين سلام ..أقرب الناس اليكم لا يصدقونكم وتركوا الاسلام ولكن لا يقدرون على المجاهره لأسباب معروفه ..أغرب شئ أنك تقول أن التحريم أنواع ..يا سلام على الفهم والذكاء ؟ يعنى هناك تحريم كيوت وابن حلال مثلا ..وأخر ابن حرام ولا يجوز ؟ الغريب أن تقول أن ابن تيميه كان يمتلك عقلا حرا ..ونحن نسألك وأين عقلك أنت ؟ حاول أن تطلع بأكثر فهما وأكثر موضوعيه وبعقل حر ...وسيبك من حكاية سماحة الاسلام والكلام العاطفى البائس وسيبك من أن ابن تيميه لم يتزوج يعنى تنسب له أن رجل خير ..نحن نحكم على تراثه وليس على حياته الشخصيه وكان الأجدر به أن يطلب الخير للجميع بدلا من أن يطلبه لأمته فقط . نكتفى بذلك .

للتصحيح فقط
فول على طول -

يقول الكاتب فى أول جمله : قبل فترة قريبة كانت ذكرى عيد ميلاد الكريسماس المسيحي..انتهت الجمله . يا سيدى الكاتب من أين أتيت بعيد ميلاد الكريسماس ؟ أول مره نسمع أن الكريسماس له عيد ميلاد ..بالمره تقدر تقول لنا من هو الكريسماس ينوبك مليون ثواب يا شيخ . أنت لا تعرف اسم المناسبه أصلا وربما لا تعرف صاحبها وهذه مصيبه ثم تكتب عنها وعن ابن تيميه ؟ فعلا أنتم أحياء محكومون بالأموات والذين ماتوا منذ 14 قرنا ومازالوا يحكمونكم ..انها وصمة عار لا تمحى .