جريدة الجرائد

إعلام الاجتزاء!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رأى الجزء الثاني من معالم مدينة الكويت القديمة النور أخيراً، بعد صدور الجزء الأول حول &"نواة الكويت&" ضمن برنامج زمني سريع منذ نوفمبر 2020.

ذلك دليل على تفوق فريق العمل المشرف على هذا الكتاب الوثائقي والمرجع العلمي عن تاريخ مدينة الكويت القديمة، بدعم مركز البحوث والدراسات الكويتية، وهو جزء من كنوز المركز الكويتي، الذي يقوده بتفانٍ ودقة متناهية الأخ الكبير الدكتور عبدالله الغنيم.

لم يأخذ كتاب &"مدينة الكويت القديمة&" حقه على مستوى الإعلام الرسمي، فقد صدر الجزء الأول وتبعه الجزء الثاني بحوالي أربعة أشهر، وأستبعد أن تتحول أنظار تلفزيون الكويت والإذاعة والبرامج الحوارية إلى الجزئين من الكتاب، فإبصار الإعلام الحكومي محدود الأفق وفاقد التدارك مهما تنوعت المواد وتعاظمت الأهمية، فتاريخ الكويت - فيما احسب - ليس من ضمن الرؤية الإعلامية بسبب توغل سياسة الاجتزاء لتاريخ الدولة.

الاختلاف بين الجزئين الأول والثاني ليس فقط في المضمون، وإنما في مبادرة وزارية فردية نفذها الأخ الفاضل المهندس وليد خليفة الجاسم، وزير الدولة لشؤون البلدية الأسبق، حيث توج اهتمامه المهندس وليد بزيارة إلى الأخ الكبير عبدالله الغنيم في مقر مركز الدراسات والبحوث الكويتية، واتخاذ قرار بتكليف فريق عمل للتنسيق مع المركز، وجعل جميع مستندات بلدية الكويت في متناول المركز لتمكينه من القيام بأهدافه الوطنية.

لعل هذه الزيارة للوزير وليد الجاسم تبرهن على جزء بسيط من إنجازاته، ضمن فترة زمنية بسيطة، في جهاز بلدية الكويت، الذي من الصعب الشروع في إصلاحه، لأن معظم الصلاحيات التنفيذية مقلوبة، فالصلاحيات ذهبت، بل تمركزت عند المدير العام تاريخياً، من دون تغيير يذكر حتى تاريخه. لذا، نجد أن البهرجة الإعلامية مكثفة في الصحف اليومية ومن بعض الكتاب على شخص المدير العام الحالي احمد المنفوحي، وليس الجهاز بكامله، فحتى زيارات التفتيش &"المفاجئة&" للمدير العام تصاحبها كاميرات الإعلام على الدوام!

أعود للكتاب، للقول إنه يستحق العرض الصحافي والإعلامي على المستويين الخاص والرسمي، فالمهندس صلاح الفاضل، صاحب كاريزما الحوار والرواية، ومعروف بتألقه بالحديث التاريخي المشوق سرداً وتفصيلاً.

حتى لا أفسد مبادرة محتملة ومأمولة إعلامياً، في جذب الأضواء إلى الكتاب مهنياً، أقول إن الكتاب يشرح عن فرجان، أحياء، الكويت القديمة ومنها فريج الشيوخ، وعن بيت الشيخ مبارك الصباح 1906م، وقصر السيف الذي حمل منذ الإمارة حتى اليوم العبارة &"لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك&"، لعل هذه المعلومة تدفع بفزعة إعلامية رسمية في الخروج عن المألوف انتقائياً من دراما وبرامج حوارية خاوية المضمون في معظمها في منح الحق الإعلامي لهذا الكتاب التاريخي بجزئيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف