جريدة الجرائد

مهرجان كورونا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مع تصاعد موجات الإصابة بكورونا وتزايد الأعداد يوما بعد آخر، في إشارة واضحة إلى تهاون البعض في تطبيق الإجراءات الاحترازية أثناء خروجهم من المنزل، فأظنه قد حان الوقت لأن يتحمل كل شخص مسؤوليته، ويكون أكثر إدراكا للمخاطر التي قد يتسبب فيها للآخرين. نحن مقبلون على شهر رمضان؛ شهر البركة والخير، حيث يتضاعف فيه الخروج للأسواق ومحال الأغذية والأواني وغيرها من قبل النساء، استعدادا لشراء مستلزمات رمضان والتحضير له، وفقا للعادات والتقاليد الشعبية المتوارثة، مثل شراء السمبوسة وعجائن الفطائر وغيرها، وشراء الأطعمة التي اعتاد الناس على تناولها؛ كالفيمتو والشوربة وقمر الدين والمهلبية... إلخ، واقتناء بعض الكماليات التي تضيف بهجة لأجوائه؛ كالفوانيس وعقود الإنارة الرمضانية ومفارش الطاولات والسفرة التي رسم فيها عبارات ترحيبية نقشت باللون الأحمر، أو تجديد بسيط لأثاث المنزل وإضفاء روح متجددة عليه، أو شراء "مواعين" خاصة بهذا الشهر الفضيل وأجهزة كهربائية تساعد على إراحة سيدة المنزل. باختصار، في هذه الفترة سنشاهد في كل شارع تجاري، وفوق لوحة كل محل، وعند تصفح كل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، مهرجان تخفيض يغري كثيرا من النساء بالشراء والتسوق والتزاحم في الأماكن العامة. وأنا لست ضد فكرة الاستعداد لشهر رمضان، وإضفاء الطابع الجميل لاستقباله، لكني ضد فكرة أن مهرجانات التخفيضات لمستلزماتنا الكمالية يقابلها مهرجان زيادات في حالات كورونا؛ بسبب اللامبالاة والاستخفاف بخطورة هذه الجائحة. أي أعذار واهية قد نقبل بها ونحن نرى بعض الأمهات يصحبن أطفالهن معهن في مشاوير التسوق وهم لا يرتدون كمامات ولا قفازات؛ بل إن بعض الأمهات قد تعطي طفلها كيس رقائق بطاطس يأكل منه حينا ثم يساعدها في "دف" عربة التسوق حينا آخر. قبل ثلاثة أيام أصبت بالذعر وأنا أسمع إحداهن في محل تسوق، وهي تتكلم في هاتفها قائلة "والله بنيتي طلعت نتيجتها إيجابية بس الحمدلله هذانا لنا خمسة أيام مخالطينها ما جانا شي". السؤال الذي يطرح نفسه: ما هذا الاستخفاف بحياة الآخرين؟ معقولة فيه ناس بمثل انعدام الضمير هذا؟!
الكثيرون يتوجسون خوفا من فكرة الحظر، لكن القلة يؤمنون أنه يحدث بسبب التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية.
وخزة:
في شهر الخير "فكونا" من الغبقات الرمضانية والتجمعات العائلية و"هياط العزومات" واللهاث بالأسواق من دون ضرورة.. نريد أن نحتفل بعيد الفطر السعيد مع عائلاتنا حتى لا تتكرر الذكرى الحزينة للعيد السابق؛ يوم احتفلنا به بعيدا عن أحبتنا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف