جريدة الجرائد

«نزيف القطارات» في مصر.. متى يتوقف؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شهدت مصر خلال الشهر الماضي عدداً من حوادث القطارات التي راح ضحيتها العشرات، أولها: في أواخر مارس الماضي وكان بسبب اصطدام قطارين بمحافظة سوهاج (جنوب مصر)، وأدى لوقوع 199 إصابة و20 حالة وفاة، وفي منتصف أبريل وقع حادث آخر في محافظة الدقهلية (شمالي القاهرة)، إذ خرجت عربتا قطار عن القضبان، بسبب تجاوز القطار السرعة المقررة في منطقة إصلاحات، ما أسفر عن إصابة 14 شخصًا.

آخر الحوادث كان في محافظة مصرية أخرى وهي القليوبية (وهي محافظة متاخمة للعاصمة القاهرة)، وهو الحادث الذي وقع بسبب خروج عربات قطار عن القضبان وانقلابها، ما أدى إلى ضحايا جدد.

وبغض النظر عن نتائج التحقيقات والبحث عن المتسبب في هذه الحوادث، والمحاسبة المطلوبة، والتي وجه بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد الحادث الأول، إلا أن مسألة ضرورة إيقاف هذا النزيف الكبير في الأرواح بسبب حوادث مرفق السكة الحديد، لابد أن يتوقف، وأن يكون في طليعة اهتمامات الدولة، سواء بالتشديد في المحاسبة، أو المضي قدماً في إصلاح هذا المرفق بشكل كامل.

بحسب إحصائية رسمية مصرية أجرتها هيئة السكة الحديد بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2017، بلغ عدد حوادث القطارات في مصر 12236 حادثاً بين عامي 2006 و2016، وأكثر الحوادث دموية وقع في عام 2002 عندما لقي 361 شخصاً حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة.

أخذت الدولة المصرية مؤخراً على عاتقها تجديد مرفق السكك الحديدية المتهالك، وبالفعل بدأ العمل على تحديث المرفق بالكامل، ما أدى إلى انخفاض عدد حوادث القطارات إلى 1863 حادثة عام 2019 مقابل 2044 حادثة عام 2018 بنسبة انخفاض قدرها 8.9%.

وتعتبر شبكة سكك حديد مصر من أعرق الشبكات في العالم، فهي أول خطوط سكك حديد يتم إنشاؤها في إفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد بريطانيا، حيث تم إنشاؤها في 1853، وتمتلك شبكة سكك حديدية تزيد على 5000 كم تخدم محدودي الدخل في المقام الأول.

تلك الجهود ربما توقف النزيف، الذي من أجله اضطرت الحكومة المصرية إلى التعجيل بالخطة، ولكن يظل هناك أمران مهمان: الأول هو المحاسبة التي أكد عليها الرئيس السيسي في تعقيبه على حادث سوهاج، والثاني إرادة تنفيذ التطوير مهما كانت الصعاب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف