جريدة الجرائد

الإبداع الجميل لا يموت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك أغنيات من الزمن الجميل لا تزال تعيش في قلوبنا رغم حشود الفن الهابط التي تحاصرنا.. إنها سلسلة ذهبية من الإبداع الراقي.. في كل المناسبات تطل علينا هذه الأغنيات.

فمثلاً، لا تزال أغنية عبد المطلب &"رمضان جانا&" هي بداية ليالي الشهر الفضيل، ومع نهايته تنطلق شريفة فاضل &"والله لسه بدري يا شهر الصيام&"، ولا ننْسي أبداً كوكب الشرق أم كلثوم، وهي تغني &"يا ليلة العيد آنستينا&" وقد غنتها في حفل للنادي الأهلي حضره فاروق ملك مصر وأهداها وساماً.

كما لا ننسى أبدا أغنيات الحج &"يا رايحين للنبي الغالي هنيالكم، وعقبالي&" لصوت السماء ليلي مراد، و&"عليك صلاة الله وسلامه&" لأسمهان، ولن ننسى &"إلى عرفات الله&"، &"وولد الهدي&"، &"وسلو قلبي&"، لأم كلثوم.

إنها تلك السلسلة الذهبية، التي تزين حديقة الغناء العربي منذ عشرات السنين، وقد عشنا مع تلك الأغنيات أجمل ذكرياتنا، ولا نزال نسترجعها في كل المناسبات، وقد سكنت قلوب الناس كل هذا العمر لتؤكد أن الفن الجميل يتحدى الزمن، لذك في كل مناسبة ننتظرها ونتمنَّى لو عاد بنا الزمن إلى الوراء، وعشنا من جديد مع أصوات ملأت قلوبنا بالحب والجمال والإيمان.

مشكلة الغناء اليوم أن لا أحد يهتم بالنوعية، حيث طغت المسلسلات على الشاشات وتراجع مستوى الثقافة والإبداع، كما أن البرامج والمناسبات الدينية لا أحد يهتم بها، ومنذ أن اختفت الأعمال الدينية في المسلسلات، واختفى الغناء الديني سادت موجات من الفن الهابط، وسيطرت مسلسلات العري والعنف والقتل، وغابت تلك النفحات الربانية عن الدراما مثل &"محمد رسول الله&"، &"وعمر المختار&"، &"والرسالة&"، &"ورابعة العدوية&"، &"والشيماء&"، بل إن كُتاب الدراما الدينية انسحبوا تماماً من الساحة لأن أعمالهم غير مرغوب فيها، كما أن الأجيال الجديدة ليس لها مكانة في الغناء الديني أمام مطربي الشوارع ومسلسلات العنف والدمار.

لقد تعرضت أذواق الأجيال الجديدة لعملية تشويه مقصودة، أبعد ما تكون عن الثوابت الدينية والتاريخية في ظل تهميش اللغة العربية وامتهان التاريخ وغياب الحقائق، ولم يعد أمام أجيالنا الجديدة غير أن تهرب في دروب ثقافات غريبة، وتخلع جذورها وتتخلي عن ثوابتها، وإذا جلست الآن أمام إحدى الشاشات تتمنّى أن تشاهد مسلسلاً جادّاً ــ دينياً أو تاريخياً ـ أو تسمع أغنية في مناسبة من المناسبات، لن تجد غير صراخ وضجيج وزحام، وتسمع نشرات الأخبار تعلن المزيد من إصابات كورونا، عندها تتساءل: ماذا بعد حصار الفن الهابط وسجون كورونا؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف