الجزائر وحلف «الناتو»!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
التحركات الحالية في العالم للقوى العظمى في مختلف بحار العالم مؤشر شؤم على العالم أجمع بعد أن مهدت جائحة كورونا المستجد الساحة لإعادة خريطة التوازن الاستراتيجي في العالم، والتأكيد على أهمية المشاريع الطموحة للصين لتصبح سيد العالم، وتباعاً لهذا السياق نراقب ما يدور في البحر المتوسط من شد وجذب ومناورات روسية جزائرية صينية في المتوسط، اعتبرها &"الناتو&" رسالة تهديد مباشرة له في عرض البحر، وهي رسائل مشفرة لرسم الخطوط الحمراء، التي ترسلها القوى الكبرى لبعضها البعض. وبروز الجزائر كقوة شمال أفريقية عظمى لعزل التهديد في حوض البحر المتوسط تصريح بأن النقاط العمياء لحلف &"الناتو&" باتت في مرمى التحالفات التي تشكلها الصين وروسيا في العالم.
إذاً، الجزائر في قلب الحدث العالمي بحكم موقعها الجغرافي المميز ونوعية التسليح الحديث الذي تحصل عليه، حيث تشير التقارير المختلفة حصول الجزائر على أحدث صاروخ روسي من نوع &"أفنغارد&" على سبيل المثال، ودبابات تيرميناتور المتطورة، ومنظومات &"أس-400&"، و&"تور&" للدفاع الجوي، وقاذفات القنابل &"سو-34&"، ومروحيات &"مي-28&"، ودبابات &"تي-90 أس أم&"، وتتطلع الجزائر أيضاً إلى الحصول على طائرات &"ياك-130&" ومنظومات &"باستيون&" لخفر السواحل وستغدو الجزائر في حال صحت أخبار تملكها على هذه المنظومات، القوة الجيوسياسية الأولى في القارة الأفريقية، وهو يمثل قلقاً لدول جنوب أوروبا وحلف &"الناتو&" الذي طالب روسيا بوقف تزويد الأسلحة الأكثر حداثة للجزائر ودعم الصناعة العسكرية الجزائرية، لأنها تسبب تهديداً على أمن أعضائها، والتخوف من انتقال غواصات نووية ومنظومات صاروخية قد تتحرك من سوريا وبور سودان لتهدد المصالح الأميركية في المحيط الأطلسي مروراً بجبل طارق، والذي يمثل رأس المغرب العائم وقَدم إسبانيا المقطوعة وحلقة وصل بين الأطلسي والمتوسط، وبالتالي رفع التسليح في المنطقة، لإحداث التوازن، هو ورقة ضغط كبيرة لربما تمنح الجزائر اليد العليا في الحوار الإستراتيجي مع واشنطن وباريس حول المنافع الإقليمية المشتركة.
فالجزائر تمثل قوة عسكرية لا يستهان بها في غرب البحر الأبيض المتوسط، وهي جدار عازل ترى فيه كل من روسيا والصين سداً منيعاً في وجه أطماع دول الحلف الأطلسي للسيطرة على مصادر الطاقة في القارة الأفريقية وعودة الحرب الباردة مجدداً إلى العلاقات الدولية ورفع وتيرة تسليح الجزائر، هو ضمان وجود حليف استراتيجي في وجه التغلغل الغربي. ولن تسمح روسيا والصين بحدوث ربيع عسكري في الجزائر ونشوب نزاع عسكري مع جيرانها واندلاع فوضي تهدد أمن مصالح روسيا والصين، وبالتالي استقرار ونمو القوة العسكرية الجزائرية بمثابة رد صريح على توسع الحلف الأطلسي على الحدود الروسية. وقد يمثل امتلاك الجزائر 14 طائرة مقاتلة من طراز الشبح (سوخوي 57) القادرة على الاختفاء من الرادار في عقد مع روسيا بقيمة 2 مليار دولار تحولاً جيواستراتيجياً، يجعل الجزائر رمانة الميزان في شمال أفريقيا، وتهديداً مباشراً للمصالح الأوروبية والأميركية في المنطقة وقوة عظمى قادمة إذا تم تسخير ثرواتها، وخاصة أنها تملك ثروات ضخمة غير معلن عنها تضع الاحتياطات الجزائرية من الذهب، على سبيل المثال لا الحصر، بين دول الرائدة في العالم. وأطلقت الصين مع الجزائر مؤخراً مشاريع تعتبر الأكبر في تاريخ الجزائر ولها تأثير عكسي على الاقتصاد الفرنسي مثل مصنع الحديد، كأضخم مشروع استراتيجي سيحولها إلى تكساس أفريقيا بقيمة 20 مليار دولار، وميناء الحمدانية ومشاريع عديدة تجعل الجزائر مغارة علي بابا والتي يقف على بابها أكثر من أربعين دولة!