جريدة الجرائد

تركيا الغاضبة!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الجلسة التى عقدها مجلس النواب الليبى فى مدينة طبرق شرق البلاد قبل أيام، لم تكن ككل الجلسات التى عقدها المجلس منذ تشكيله إلى اليوم!.

كان المجلس سيناقش الموازنة العامة الليبية فى جلسته التى انعقدت صباح الخامس من هذا الشهر، بعد طول نقاش لها وخلاف حولها، ولكن هذا لم يكن هو الموضوع!.. فالموضوع هو ما حدث أمام البرلمان، وليس فى القاعة التى شهدت مناقشة الميزانية!

ففى اللحظة التى كان عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، يتجه بموكبه لحضور المناقشة، كانت مجموعة من المواطنين الليبيين تأتى بالعَلَم التركى، لا لترفعه فى انتظار الدبيبة طبعاً، وإنما لتفرشه على الأرض، ثم تدوسه إطارات السيارات وأقدام الأفراد فى الطريق إلى البرلمان!.

الفكرة أصابت الحكومة التركية بالجنون، وقالت وزارة الخارجية فى أنقرة إن ما حدث عمل شنيع وفظيع، وإنه يدمر العلاقات الأخوية بين البلدين، وإنها خاطبت الخارجية الليبية لتتخذ ما تراه تجاه الذين داسوا العلم التركى وأهانوا ما يمثله من رمزية لدى الأتراك!.

والذين تابعوا تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية فى تركيا لا بد أنهم قد لاحظوا أنها شديدة الغضب والسخط على ما جرى، وأن حكومة الرئيس اردوغان قد فوجئت بما حدث، وأن ما حدث قد أوجعها كما لم يوجعها شىء فى علاقاتها مع ليبيا، منذ أن دخلتها باتفاق مع حكومة فائز السراج السابقة!.

وحقيقة الأمر أن تركيا إذا كانت قد فوجئت بما قام به الليبيون أمام البرلمان، فهى مخطئة تماماً ولا ترى حقيقة مشاعر كل ليبى تجاه وجودها على أرض بلاده!.. إنها تصف وجودها هناك بأنه وجود شرعى، وتقول إنه تم من خلال اتفاق مع حكومة السراج، ولكنها لا تنتبه إلى أن ذلك كله لا ينطلى على أى مواطن ليبى، ولا تلتفت الى أن وصفها لوجودها بأنه شرعى وقانونى هو رأى يخصها، ومسألة تتعلق بها، ووجهة نظر تراها هى!.. أما الليبيون أنفسهم فإن لهم رأياً آخر، وليس أدل على ذلك إلا ما شهدته الساحة المؤدية إلى البرلمان!.

أفضل شىء تفعله حكومة أردوغان هو أن تبتلع الواقعة وتسكت، ثم تفكر فى الخروج سريعاً من ليبيا دون إبطاء، لأن واقعة العَلَم هى مجرد مقدمة لما يمكن أن ينالها وينال مصالحها فوق الأراضى الليبية على يد أحفاد عمر المختار!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عمر المختار عايش
ناصر -

خيرا ما عمل الشعب الليبي ، يجب ان تكون مصير كل القوى الخارجيه في ليبيا ،اما الخروج طوعا او تداس اعلامهم وجنودهم . عاش الشعب الليبي.

طاغية العصر
ابو تارا -

هذا هو المطلوب من كل الشعوب الت قاست وعانت من ظلمات المغول واحفادهم فى الماضى والحاضر وفى ظل قيادة الطاغية المتجبر اوردوغان وانتهاكاته الصارخة وجرائمه البشعة واعتدائاته وتجاوزاته وتدخلاته فى بلدان عديدة وبحار وساحات بعيدة