جريدة الجرائد

بنك الوثائق والدراسات الكويتي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لدينا في الكويت مركز البحوث والدراسات الكويتية، وهو بمنزلة بنك ضخم يضم في أركانه شتى الوثائق النادرة والدراسات المختلفة، التي توثق مراحل تاريخية للدولة بشكل مستمر ومواكب للاحتياجات العلمية وعمليات التوثيق، وهو عمل جبار وفخر وطني.

أجد نفسي ملزماً مجدداً بجذب الانتباه والإبصار الحكومي إلى الجهود المضنية والثمينة في الوقت ذاته، التي يبذلها مركز البحوث والدارسات الكويتية بقيادة الأخ الكبير الدكتور عبدالله الغنيم ونخبة من الموظفين وفرق أخرى من خارج المركز، بهدف النهوض بإثراء أهداف المركز.

استفدت شخصياً، وغيري كثر، من النتاج العلمي والتاريخي لهذا البنك الوثائقي الكويتي، وبقدر هذه الاستفادة أتحسّر على غياب الاهتمام والدعم المادي والمعنوي الحكومي المفترض لمركز البحوث والدراسات الكويتية، فالمركز يعمل بميزانية متواضعة مقارنة مع أهدافه وإنجازاته العظيمة حتى اليوم.

حسرتي تتجدد كلما وقع البصر على المطبوعة الشهرية للمركز، التي تصدر بعنوان &"رسالة الكويت&"، فهي بالفعل رسالة إعلامية تحمل في طياتها أبحاثاً علمية وملخصات لكتب ومراجع علمية رصينة تستفيد منها كل الجهات والأفراد المهتمين بكافة الميادين العلمية.

حملت &"رسالة الكويت&" لشهر يوليو مقالاً حول الكويت في مجلة &"توبلوينو - Topolino - الإيطالية 1966م&"، للدكتور يوسف بدر البدر، حيث تناول الكاتب تفاصيل مهمة نشرتها المجلة الإيطالية للقصص المصورة، التي تصدر أسبوعياً بترخيص من شركة والت ديزني الأميركية.

تضمن عدد توبلوينو &"الفأر لينو&" المترجم من الإيطالية إلى العربية 532، الصادر في 6 فبراير 1966م، تقريراً مصوراً عن الكويت في ستينيات القرن الماضي بعنوان &"معجزة في الكويت&" Miracolo a Kuwait من 6 صفحات ملونة.

وردت في عدد المجلة الإيطالية معلومات شتى عن مدينة الكويت، كعدد السكان حينذاك البالغ نحو 80 ألف نسمة من &"صيادي اللؤلؤ ومزارعين&" وموقعها الجغرافي، علاوة على كونها &"الميناء الأساسي&" وزيادة ثرائها في عام 1936م، أي بعد اكتشاف النفط.

هناك أسباب عدة تستوجب على مجلس الوزراء منح مركز البحوث والدراسات الكويتية فرص الخروج من دائرة البيروقراطية الحكومية، ليعمل باستقلالية أفضل من أجل عطاء أكبر، فالإنجاز بنهاية المطاف سيسجل باسم الكويت ولمصلحتها محلياً ودولياً.

ولعل من الخيارات التي يمكن اقتراحها نقل تبعية المركز إلى الديوان الأميري، ليصبح تحت إشراف وزير الديوان مباشرة وليس تحت مظلة مركز الوثائق التاريخية بالديوان، فثمة اختلاف جذري في العمل بين المركزين وطبيعة الأهداف والإنجازات أيضاً.

أما الخيار الآخر وربما الأمثل فهو أن يصبح المركز إحدى الجهات المنضوية تحت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، خصوصاً بعد ولادة رؤية تنفيذية جديدة بقيادة الأخ د. خالد الفاضل بعد انحراف عميق للإدارة السابقة استنزفت أموالاً طائلة على استراتيجيات تلد أخرى!

لدى مركز البحوث والدراسات الكويتية من المقتنيات الوثائقية والدراسات، التي يمكن أن تكون رافداً حقيقياً للدبلوماسية الكويتية إقليمياً ودولياً، لذا تتعاظم أهمية تقديم الدعم والمرونة بالعمل للمركز بالتناغم من الأهداف المنشودة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف