جريدة الجرائد

الملكة تعرفه وتدعوه!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رأيت تقريرًا تليفزيونيًا أذاعته قناة فضائية عربية عن عنان الجلالى، خبير السياحة العالمى، الذى غزا الدنمارك كما لم يحدث أن غزاها مصرى من قبل!.

وإذا كانت القناة قد جعلت من عبارة &"أخبار الناس&" عنوانًا لبرنامجها الذى يعرض على المشاهدين قصص النجاح المماثلة لقصة &"الجلالى&"، فكأنها أرادت أن تقول إن هؤلاء الناجحين فى الحياة هم الناس حقًا!.. وقد كان الشاعر القديم يخاطب الشعراء ويقول: أنتم الناس أيها الشعراء!.

وفى جملة واحدة وصف البرنامج صاحب قصة النجاح التى يعرضها على مشاهديه، فقال: المصرى الذى تحول من غاسل صحون إلى ملياردير!.

ومن حلقة البرنامج سوف تعرف أن &"عنان&" خرج من مصر شابًا يبحث عن النجاح ويصمم عليه، ولم يكن يملك وقتها فى جيبه سوى عشرة دولارات، وفى النمسا التى كانت محطته الأولى دار فى الشوارع يبيع الصحف.. وفى الدنمارك التى انتقل إليها أكل من صناديق القمامة ونام فى كبائن التليفونات المتناثرة على النواصى.. هكذا يقول ويعترف ولا يجد حرجًا فى ذلك.. وقد كان على موعد مع العمل غاسلًا للصحون فى فندق هناك، وكان ينتهى من عمله فى مطعم الفندق ليبدأ عملًا آخر فى المساء دون أجر!.

لم يكن الأجر هو الشىء الذى يهمه فى ذلك الوقت، ولكنه كان يرغب فى اكتساب مهارات جديدة، وهذه المهارات هى التى جعلته يتدرج لاحقًا فيصبح رئيسًا لأكبر سلسلة فنادق دنماركية.. ومن بعدها صار الدنماركيون يعرفونه كأنه واحد منهم، وأصبحت الملكة تعرفه وتدعوه إلى مائدتها!.

أهم جملة قالها فى البرنامج كانت هى التى قال فيها: حرصت منذ البداية على أن أُعلّم نفسى وأطورها، حتى صرتُ أُعلّم الدنماركيين الذين يعملون معى وأطورهم!.

ولأن هذه الدقائق المعدودة فى حلقة البرنامج لا تكفى، فأنا أدعوه إلى أن يضع سيرته الذاتية فى كتاب، لعل كتابه يكون ملهمًا لكل شاب مصرى يريد أن ينجح وأن يتحقق فى الحياة، ولعل كل شاب يدرك منذ بداية حياته أن العمل فى وظائف الحكومة ليس حلًا، وأن الحل سوف يظل فى العمل الحر، الذى يرتقى بصاحبه كما ارتقى بـ&"الجلالى&"، الذى آمن بالتعليم فبدأ بتعليم نفسه.. فما حققه ليس سوى حصيلة لكلمة واحدة هى: التعليم!.. وإذا كان للنجاح سر فى حياة الأفراد والدول معًا فهذا السر هو التعليم!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف