صفقة «الإخوان» وصدّام!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بينما يواجه التنظيم الإخواني في دول الخليج عدة إجراءات أمنية واحترازية، من تحجيم المصالح وإبعاد الرموز والقادة إلى أحكام قضائية تمتد عشرات السنين جراء أعمال إرهابية وأمنية أو سوابق إجرامية لأعضاء ومنتمين إليه.. يحظى التنظيم في دول أخرى بالترحيب والاحتضان. أما في الكويت فللتنظيم وضع مختلف منذ تأسيسه هناك منتصف أربعينيات القرن الماضي.
في عام 1947 كان اللقاء المعروف بين مؤسس &"جماعة الإخوان&" ومرشدها &"حسن البنا&" وعبد العزيز العلي المطوع في مكة المكرمة أثناء أدائهما مناسك الحج، وهو اللقاء الذي تم بعده تأسيس أولى خلايا الجماعة في الكويت. وبتوصية من البنّا أصبح المطوع ضمن أعضاء المجلس التأسيسي لفرع الجماعة، ثم خلفه أخوه عبدالله المطوع الذي تابع بدوره أعمال المجلس.
وفي عام 1952، أرسلت &"جماعة الإخوان&" في مصر مجموعة من أعضائها إلى الكويت للمساهمة في العمل التنظيمي للجماعة، تم بعدها مباشرة إشهار &"جمعية الإرشاد الإسلامي&" من قبل دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية، لتصبح واجهة للعمل السياسي والتنظيمي لـ&"الإخوان&" تحت غطاء ديني واجتماعي وثقافي تستخدمه العناصر الحركية للجماعة وتغلف به عملها الحزبي.
بعد استقلال الكويت وتنصيب الشيخ عبد الله السالم الصباح حاكماً للبلاد عام 1950، وعودة النشاط السياسي والأندية الثقافية والهيئات الشعبية إلى مزاولة نشاطها، بدأ توافد بعض أعضاء وقيادات &"الإخوان المسلمين&" من العراق، وخاصة من منطقة الزبير، إثر انقلاب عبد الكريم قاسم وتضييق الخناق على الجماعة هناك. تلا ذلك تأسيس &"جمعية الإصلاح الاجتماعي&" التي تعد استمراراً لـ&"جمعية الإرشاد الإسلامي&"، وبلغ عدد أعضائها المسجلين حتى عام 1989 نحو 1170 عضواً تلقنوا جميعاً من منهل تثقيفي واحد اعتمد على مؤلفات حسن البنا وسيد قطب والمودودي والندوي والقرضاوي ومصطفى السباعي وسيد سابق. وكان في الكويت خليط بين جنسيات عربية، أبرزها رموز الجماعة من مصر وسوريا والعراق، مما رسخ الصورة الذهنية للأممية الإخوانية في انتقاء البيئة السياسية والاجتماعية الممهدة لتمكين الجماعة وتسهيل عملياتها ومخططاته التنظيمية، لتحقيق حلم &"التمكين&" في الوقت المناسب، وهذا ما تراءى لهم بعد غزو صدام حسين للكويت، حيث اتضح وجود صفقة كشف عنها عضو الجماعة يوسف ندا حين اعترف بتلقّيه تكليفاً من مكتب الإرشاد التابع للجماعة بلقاء الرئيس العراقي آنذاك وإعلان رفض تحرير الكويت على يد التحالف الدولي، وتشكيل جيوش مضادة تابعة للتنظيم، ثم التهيئة لخوض &"انتخابات&" تتولى على إثرها جماعة &"الإخوان&" مقاليد حكم الكويت. وكان برفقة يوسف ندا الذي ذهب لتنسيق الصفقة مع صدام حسين، أحد رموز &"الإخوان&" من الكويتيين.
وأكد هذا الأمر الشيخ سعود ناصر الصباح وزير الإعلام والنفط الكويتي الأسبق في لقاء متلفز، وأضاف فيه أن الكويت أثناء الغزو كانت تحارب على عدة جبهات، ففضلاً عن حربها ضد نظام صدام وغزوه الغاشم، فقد كانت تواجه مواقف عربية عدائية ومؤيدة للاحتلال، بالإضافة إلى التيارات الإسلامية التي وقفت ضد تحرير الكويت، ويقصد جماعة &"الإخوان&" وما يتفرع عنها من تيارات.
الرسالة الأهم التي نأمل أن يدركها الجميع هي أن الحزب الذي يقتات على شعارات الديمقراطية في بعض البلدان هو حزب خائن ومدمر، وأن المرحلة التي ينعم بها التنظيم الإخواني اليوم داخل تلك البلدان هي مرحلة خطيرة عليها وعلى الخليج قاطبة وتتطلب وقفة جادة وحاسمة ودون تردد.. فالأمم حين تستشعر الخطر تتخلى عن الكثير من مبادئها مقابل أمنها واستقرار شعوبها!
التعليقات
افتراء وكذب بواح
Delven -انا مواطن عراقي لا احب صدام ولا اؤيده في حروبه ولكن محاولة بعض الاماراتيون ربط كل ما هو سيء بصدام كهذه الناشرة هي محاولات خائبة ولا تلقى اي تأييد أو مساندة في الرأي ، ذلك لأن توجهات الامارات الدولة القزم والتي تعاني من نقص حاد في الانتماء العربي وتظخم خطير في الذاتية والنرجسية تحاول ومنذ فترة البر وز في العناوين الرئيسية في ما يتناوله الناس من اخبار يومية وبأي شكل ومهما كان الموضوع تافها . لقد انقضى على احتلال صدام للكويت قرابة العشرين عاماً فما هي فائدة نبش هذه الجروح ؟ لماذا الاماراتيون دون غيرهم من الخليجيين يجيدون النبش في الماضي دون تحقيق اي فائدة ؟ هل انهم يحبون الكويت اكثر من الكويتيين؟ فمن المعلوم ان صدام من جهة والاخوان وكل الحركات والاحزاب الدينية كما لو انهم قطبان متشابهان للمغناطيس متنافران على الدوام فكيف اتفق صدام مع الاخوان ؟ ها لعمري استخفاف برأي الجمهور والذي احسبه واعي كفاية ليدير ظهره على مثل هذه المحاولات البائسة كما اني انصح الناشرة وليس الكاتبة بضرورة ان تجرب حضها في مواضيع موضة الملابس والمكياج وكل ما يهم المرأة الاماراتية خيرٌ لها من السياسة.
الدنيا ربيع قفلي على كل المواضيع
ابوالصلوح -بعدما تم القضاء على الاخوان في مصر و تونس وسائر المشرق ، تستعد الحكومات التي قضت عليهم لاطلاق رحلات فضائية الى القمر و زحل و المريخ مجانية ، بعد ان تم القضاء على كافة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية ، نزلت الاسعار وتوفرت السلع و فضيت المواصلات و اختفت طوابير العيش ووجد كل مواطن سرير في المشفى و مقعد لابنه في المدرسة و شقة لكل مواطن وعروس لكل عازب ، وبقت الدنيا ربيع وقفلي على كل المواضيع ؟! و الحقد علي الاخوان صار غدة سرطانية متقيحة وسبوبة للارتزاق والحسابه بتحسب وعند الله تجتمع الخصوم ُ ..
يا هيلة
كاميران محمود -نقطتان في المقال تجدر الاشارة اليهما الاولى هي ان الكويت في يد اخوان الظلام والثانية والتي ظلت دون ان يشير اليها احد هي ان عبد الكريم قاسم حارب الاسلاميين وهي مايستحق عليه رد الاعتبار والتبجيل.
تابع يا هيلة
كاميران محمود -أن صدام بحملته الايمانية (الاجبارية)جعل من كل المشرق العربي بيئة متقبلة لظلام الاسلاميين.
الى ،دلڤين التفسير بسيط و لا يحتاج الى ذكاء كبير
الجنزوري -وتقول في تعليقك * *صدام من جهة والاخوان وكل الحركات والاحزاب الدينية كما لو انهم قطبان متنافران ، ** انا لن احاول ان ادحض او ادعم تعاون صدام مع الاخوان و لكن اناقش ما جاء في تعليقك عن عدم معقولية هذا الامر ، بينما المسألة بسيطة لا تحتاج الى ذكاء كبير ، التحالف ممكن بين الاعداء عندما يعادون طرفا ثالثا تحت شعار و تكتيك عدو عدوي صديقي ،كلا الطرفين ( صدام و الاخوان ) كانا حتما في داخله يحفر للثاني و ينتظر الى ان تتحسن الظروف و ينقض على الأخر ، و هذا السلوك ليس بعيدا عن سلوك كليهما
الى السيد الجنزوري
Delven -ان كان رأيك هذا تعبيراً عن قاعدة فصدام يمثل الشذوذ عن هذه القاعدة ،