جريدة الجرائد

هل أخفق العالم في محاربة الإرهاب؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

على بعد أسابيع قليلة من أسوأ ذكرى سوف تحفظها الأجيال في عالمنا المعاصر، ذكرى الأحداث الإرهابية في نيويورك وواشنطن، في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001، يتساءل المراقب للمشهد الأممي: هل أخفق العالم في مواجهة ظاهرة الإرهاب؟
أمران يدفعان في طريق البحث والتنقيب عن جواب شاف واف، الأول هو الانسحاب الأميركي من أفغانستان، والثاني هو التقارير الاستخبارية المتواترة، عن عودة &"الدواعش&" مرة أخرى، بعد انكسارهم واندحارهم في سوريا والعراق.
بداية يمكن القطع بأن افغانستان، ومن قبل أربعة عقود كانت السبب الرئيس في ذيوع وشيوع جماعات الإسلام السياسي المسلح، تلك التي توارت وراء مفاهيم &"الجهاد&" هناك، ثم لم تلبث أن استدارت على العالم العربي والشرق الأوسط أول الأمر، إلى أن فعلت فعلتها المذمومة عبر جماعة &"القاعدة&" في الداخل الأميركي.
اليوم تبدو أفغانستان مرشحة، ومن جديد لتفجير موجة لا يعلم إلا الله وحده مداها أو منتهاها، وبخاصة بعد الانسحاب الأميركي المرتبك وغير المنطقي، والسيطرة القادمة لا محالة على كافة ربوع أفغانستان من قبل جماعة &"طالبان&".
كارثة ما يحدث الآن على الأراضي الأفغانية هو أنه يفتح الباب واسعاً لجولات جديدة لـ&"القاعدة&"، والأكثر هلعاً أنه يعطي مجالاً لـ&"الدواعش&" لأن يجدوا هناك موطئ قدم لإعادة ترتيب صفوفهم، وبلورة رؤاهم المستقبلية.
على أن عودة &"الدواعش&"، وفي حقيقة الأمر، غير مرتبطة ارتباطاً جذرياً بمآلات الأوضاع في أفغانستان، بقدر القصور الذي جرى في مجابهة التنظيم، وعليه يبقى التساؤل: أين جرت التطورات في المسار الخطأ، وهل هو لوجستي أم فكري؟
في أواخر يوليو المنصرم، صدر تقرير عن فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة، والعامل في الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا والعراق، يستند إلى معلومات استخبارية تشير إلى أن الجماعة تطورت إلى تمرد راسخ، مستغلة نقاط الضعف في الأمن المحلي للعثور على ملاذات آمنة، واستهداف القوات المشاركة في عمليات مكافحة &"داعش&".
استطاع التنظيم، وعلى الرغم من كل الضربات التي تعرض لها من القيام بتغيير هيكليته، تلك التي كانت تعتمد على نظام الولايات، وقد تحولت اليوم إلى استراتيجية استنزاف جهود القوات العراقية على سبيل المثال عبر مفارز إرهابية مكونة من ثلاثة إلى خمسة عناصر، كما يستخدم هذه العمليات لأغراض إعلامية للتجنيد وإيجاد بيئة مجتمعية.
تحذير آخر مخيف صدر عن رئيس الاستخبارات الألمانية، &"برونو كال&"، خلال اللقاء الذي أجرته معه صحيفة &"زود دويتشه تسايتونغ&" الالمانية في الثاني عشر من الشهر الماضي، إذ قال:&"إنه على الرغم من عدم وقوع هجمات إرهابية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة، مثل الهجمات الدامية التي هزت البلدان الغربية قبل عقدين، الإ أن إرهاب جماعات الإسلام السياسي قد تطور، وكلف حياة الكثيرين من البشر، كما ازداد عدد الإرهابيين والخطر الذي يشكلونه&". أين الإخفاق إذن؟ عبر عقدين من مكافحة الإرهاب، قامت الولايات المتحدة بهش الذباب بالمطارق، وفيما اهتمت واشنطن بتسخير القوة الخشنة لمجابهة العنف المنظم، نسيت أو تناست أن الإرهاب فكرة، وأن الأفكار لها أجنحة تطير بها، وفي العالم السيبراني ما أيسر انتقالها بسرعة البرق!.
هل من مراجعة جذرية؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ارهاب المسيحيين اشد وافضع انواع الارهاب منذ الفين عام ونيف ..
متابع -

كلا ، فما يزال ارهاب النظم الغربية العلمانية ذات المنشأ الصليبي يهدد البشرية و الطبيعة والبيئة يا صليبي مشرقي حقود ..

لماذا أخفق ويخفق المسلمون فى مواجهة ارهابهم ؟
فول على طول -

يا عم الكاتب حاول تفهم وحاول تسأل أسئله صحيحه وبعد ذلك تعرف الاجابه دون مجهود ..لكن تبدأ بالسؤال الخطأ والافتراض الخطأ ومن أولها لابد أن تصل الى النتيجه الخطأ كعادتك دائما . السؤال الصحيح هو عنوان تعليقى . الارهاب فى العالم كله يتركز فقط فى الدول الاسلاميه لماذا ... هذا هو السؤال .؟ وهل العالم مطلوب منه أن يحمى الذين أمنوا من أنفسهم وفى بلادهم مثلا ؟ يعنى يحمى الصومال من الصوماليين والأفغان من الأفغانيين وليبيا وسوريا والعراق وباكستان الخ الخ من أهلها ومن أنفسهم . هل يعقل ذلك وبأى منطق ؟ هذه مسئولية كل بلد ..فهمت ؟ يا رب تفهم يا خويا يا رب .

الارهاب له دين واحد لا زالت البشرية تعاني منه رغم تعلمن والحاد معتنقيه ؟!
ابو الصلوح -

المسيحية و السيف…وثائق المطران بارتولومي دي لاس كازاس عن ابادة هنود القارة الامريكية على ايدي المسيحيين الاسبان ، لاَ تَظُنٌّوا أَنِّي جِئتُ لأُرسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرضِ. مَا جِئتُ لأُرسِيَ سَلاَماً، بَل سَيفاً. يقول المؤرخ الفرنسي الشهير ((مارسيل باتييون)) أن مؤلف كتابنا ((برتولومي دي لاس كازاس)) أهم شخصية في تاريخ القارة الأمريكية بعد مكتشفها ((كر يستوف كولومبوس)) وأنه ربما كان الشخصية التاريخية التي تستأهل الاهتمام في عصر اجتياح المسيحيين الأسبان لهذه البلاد. ولولا هذا المطران الكاهن الثائر على مسيحية عصره وما ارتكبه من فظائع ومذابح في القارة الأمريكية لضاع جزء كبير من تاريخ البشرية. فإذا كان كولومبوس قد اكتشف لنا القارة، فان برتولومي هو الشاهد الوحيد الباقي على أنه كانت في هذه القارة عشرات الملايين من البشر الذين أفناهم الغزاة بوحشية لا يستطيع أن يقف أمامها لا مستنكرا لها، شاكا في إنسانية البشر الذين ارتكبوها)) كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس، كانت سياسة الاجتياح المسيحي: أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها..مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة)).وانه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف من تحزن: أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب، أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد، فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها، أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة، فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة. أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم. كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء، ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر، أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه، ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين: أنها أشهى لحم الإنسان.