أصوات نسائيَّة مغاربيَّة في الذاكرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قدّم المغرب العربي مجموعة من أجمل الأصوات في حديقة الغناء العربي، وكان للمغرب وتونس والجزائر الحظ الأكبر في ذلك بداية من عُلية التونسية وأغنيتها الشهيرة مع حلمي بكر &"حبايب مصر&"، ثم كان ظهور سميرة سعيد وقد غنت قصيدتي &"يقولون عني&" من ألحان محمد سلطان.
وتألقت ذكرى ـ من تونس ـ ولا أحد يعرف أسباب رحيلها حتى الآن في ظروف غامضة في جريمة قتل مجهولة، وهي من أجمل وأحلى الأصوات في حديقة الغناء العربي.. وبعد ذلك كان ظهور لطيفة وهي من تونس، وقد عاشت في مصر وتألقت فيها سنوات طويلة.
ولا يمكن لنا أن ننسى وردة الجزائرية ـ المصرية، التي تربعت زمنا في ساحة الغناء وعاشت مع موسيقي محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وأخذت مساحة كبيرة في تاريخ الأغنية العربية بجانب نجومها الكبار في عصرها الذهبي، وتزوَّجت واحداً من أجمل ملحني الأغنية العربية، وهو بليغ حمدي صاحب روائع أم كلثوم.
وفي وقت لاحق ظهرت &"سميَّة قيصر&"، من المغرب، وكانت من أكثر الناس حظّاً حين غنت قصيدتي &"في عينيك عنواني&"، وكانت معجزة أن يشارك في تلحينها محمد عبدالوهاب ومحمد الموجي، وكان من المفروض أن تغنيها الجميلة &"نجاة الصغيرة&"، ولكنها كانت قررت الاعتزال.
وكان عبدالوهاب قد بدأ تلحينها ولم يكملها، وتولي مجدي العمروسي مهمة خروج &"في عينيك عنواني&" إلى الناس، فأحضر من المغرب سمية قيصر لتجري بروفات آخر ألحان عبد الوهاب بعد أن أكملها الموجي بنفس روح وإحساس عبدالوهاب.
وغنت سميّة قيصر القصيدة في حفل مبهر في دار الأوبرا، ثم طافت بها في أكثر من دولة عربية، وحقَّقت نجاحاً مذهلاً كصوت واعد جميل، ولكن كانت المفاجأة أن سمية قيصر أعلنت اعتزالها، وتزوجت، وبقي سؤال حائر عن هذا الغياب.
وهناك صوت مغربي ساحر هو &"عزيزة جلال&"، والتي تعدُّ أجمل من غنّى أغنيات أسمهان، ونجحت أغانيها &"هو الحب لعبة&" وغيرها، ولكنها اختفت بعد أن تزوجت أميراً عربياً، واعتزلت الغناء، وفقد الغناء العربي صوتاً بديعاً، وبعد سنوات رحل زوج عزيزة جلال، فقرَّرت بعد رحيله أن تعود إلى الأضواء وتُغني مرَّة أخرى، ولكن الزمان كان قد تغير وعواصف الخريف قد اجتاحت سنوات العمر والصوت الجميل.
وظلّ المغرب العربي يقدم أصواتاً نسائية بديعة، وعاش فنها الجميل، الذي هزَّ القلوب وحرّك المشاعر، وإذا كان الزواج قد أخفى مواهب كبيرة، فإن ما بقي قدَّم إبداعاً جميلاً استحقَّ البقاء.