جريدة الجرائد

المرأة التونسية.. عبير موسي مثال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شكّلت المرأة التونسية ركناً أساسياً في الحياة السياسية والاجتماعية، وكانت الحركة الإصلاحيّة في تونس تطرح قضيّة تحرير المرأة، وتدعو إلى تعليمها، ومع ظهور الحركة الصحفية وبروز بعض المنظمات النسائيّة تطوّر الجدل حول قضيّتها، لا سيما مع عبدالعزيز الثعالبي والطاهر الحدّاد الذي أصدر كتابه &"امرأتنا في الشريعة والمجتمع&" وكذلك مع الحبيب بورقيبة ليشمل دور المرأة في بناء الوطن.

في لمحة تاريخية لمسيرة المرأة التونسية لا بد من الحديث عن ظهور أولى الجمعيّات النسائيّة قبيل الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، حيث كان للمرأة مساهمة في معركة التحرير عبر الانخراط في العمل السياسي، والجدير ذكره أن فترة ما بعد الاستقلال تميزت بوضع أسس الدولة العصريّة، وبناء المجتمع الحديث وضمان الارتقاء بأوضاع المرأة ضمن أهم المشاغل.

وفي بداية الاستقلال كان صدور مجلّة الأحوال الشخصيّة عام 1956 تتويجاً للحركة الإصلاحيّة، وضماناً قانونيّاً للحقوق الأساسيّة للمرأة وتنظيم العلاقات داخل الأسرة، وجاء الدستور في بداية يونيو 1959، ليكرس مبدأ المساواة بين المرأة والرّجل.

ومن ثم تتالت التشريعات لإقرار حقوق المرأة المدنيّة والسياسيّة كحق الانتخاب والتعليم والعمل، وجرى تأسيس الإتحاد القومي النسائي التونسي، وهو أول تنظيم نسائي عمل على تدعيم المساواة بين الرجل والمرأة وتعبئة جهدها في العمل السياسي، وتم إدخال إصلاحات تشريعيّة جوهريّة على مجلّة الأحوال الشخصيّة ارتقت بأوضاعها من طور المساواة إلى طور الشراكة.

وفي فترة ما بعد ثورة تونس 2011، كان هناك استبسال من قبل المرأة في الدفاع عن حقوقها المكتسبة، والحفاظ على ذلك في دستور الجمهورية الثانية.

غير أن ممارسات حركة النهضة في السلطة أدّت إلى رفع الصوت من قبل المرأة التونسية خصوصاً، وأن حركة النهضة الإخوانية تنظر إلى المرأة نظرة أقل من نظرتها للرجل، وهذا ما دفع بالمرأة التونسية إلى رفع الصوت بوجه الإخوان.

وكانت عبير موسي المثال للبرلمانية الشرسة في مواجهة الإخوان، وهي التي كانت قد اتهمت مراراً الحركة ورئيسها راشد الغنوشي بإدخال الإرهاب إلى البلاد منذ وصولها إلى السلطة، كما حذرت مراراً من عودة الخطاب التحريضي والتكفيري ذاته الذي شهد تنامياً خلال فترة حكم الترويكا، ما عرّض تونس لعمليات إرهابية خطيرة في السنوات الماضية.

عبير موسي لا تمثل عقبة أمام مشروع الإسلام السياسي للنهضة في تونس وللإخوان في المنطقة كسياسية فقط، بل هي صورة المرأة التونسية المناضلة، التي لطالما كانت السد المنيع أمام الرجعية وسطوة رجال الدين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف