لبنان اليوم.. خسارة لشعبه ولنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
العقلاء في لبنان وعشاقه في كل أرجاء الدنيا يتساءلون: هل كان لبنان يستحق هذه النهاية؟ وهل كان يستحق ـ سابقاً ـ الحرب الأهلية التي قضت على الأخضر واليابس في قطعة ذهبية لا مثيل لها؟ وكيف دمر اللبنانيون بلادهم في معارك لا غالب فيها ولا مغلوب، وكيف انقسم الشعب اللبناني الواعي المثقف إلى فئات وأحزاب وجيوش ومليشيات، وماذا يفعل الجيش اللبناني أمام مليشيات أمل وقوات وصواريخ حزب الله؟ وكيف عجز بكل مؤسساته أن يختار حكومته وفيه من العقلاء الآلاف؟ لقد وصل لبنان إلى صراعات دامية توقفت معها كل جوانب الحياة، حيث انهار اقتصاده، وتراجع سعر الليرة بدرجة مخيفة، وبدأ الشباب يهربون من مستقبل غامض يحاصر كل شيء، وعجز لبنان بكل خيراته عن توفير لبن للأطفال ورغيف خبز للجائعين.. لبنان الذي كان يوماً واحة للعالم العربي وأكثر الأوطان أمناً ورخاء واستقراراً.
في الأسبوع الماضي خرجت صيحات من نجوم الفن في لبنان تندد بفشل السياسات، وانحراف القيادات وعجز سلطات القرار، عن مواجهة الأزمات في مجتمع ينهار في كل شيء ـ بشراً واقتصاداً وسياحة وعدلاً ـ في ظل أسئلة كبرى عن الدعم العربي، الرسمي والمؤسساتي ـ الخيري، وحتى الشعبي، وتساؤلات أخرى أعمق توجه للجاليات اللبنانية في كل دول العالم، ومنهم الأثرياء والعلماء ورجال الأعمال والفنانون والمبدعون.
لقد كان الإنسان اللبناني أغلى ما في لبنان، بل هو ثروته الحقيقية، واليوم تشرد اللبنانيون في بلادهم يبحثون عن مستقبل ينقذهم من الكوارث الراهنة والمستقبلية.
لبنان اليوم يعتبر خسارة لشعبه وخسارة لأمته وخسارة للإنسانيّة كلها، ومن غير المقبول ولا المعقول أن يتخلى الجميع عنه أو يبقى دعمه محدوداً على النحو الذي رأيناه في مؤتمرات دعم لبنان، التي تمت تحت رعاية فرنسا ولم تنقذ لبنان، حيث لم تخرج به من أزماته.
لبنان يحتاج أولاً أن يعود موحداً، وله جيش واحد يحمي شعبه وقراره، كما يحتاج إلى دعم عربي ينقذ اقتصاده، إضافة لذلك هو في حاجة للتخلص من صراعاته وعصبيّاته وانقساماته البغيضة.
خلاصة القول: لبنان لا يستحق هذا التجاهل وهذا الإهمال وهذا الواقع الحزين والمؤلم.. إنه في حاجة لمواقف أكثر دعماً وإنقاذاً ورحمة في عالم فقد الكثير من مظاهر العدل والسلام.