تقاسيم أفغانية... من الأخطر «داعش» أم «القاعدة»؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سألت رجل أمن عربياً كبيراً عن الطرف الأخطر في نظره، &"داعش&" أم &"القاعدة&"، فرد بلا تردد، &"القاعدة&" بدون شك.
أما لماذا، فهو لارتباط &"القاعدة&" بشكل أعمق بخدمة &"المشروع&" الكبير الذي هو مشروع &"الإخوان المسلمين&" في النهاية، مستحضرين في هذا الجانب أن أسامة بن لادن نفسه هو ربيب جماعة &"الإخوان&"، كما شرح ذلك بتوسع الباحث الأميركي لورانس رايت في كتابه الشهير (البروج المشيدة). وجل قيادات &"القاعدة&" الكبرى هي منتجات إخوانية في الأساس، ولنا أيضاً أن نتذكر ترحيب أسامة ونائبه الظواهري بخطف &"الإخوان&" الربيع العربي 2011.
تنظيم &"القاعدة&" بقراءة ما، هو الذراع العسكرية لجماعة &"الإخوان&"، بصرف النظر عن الانتقادات المتبادلة بينهما، لكن من أهم الجوامع التي تصل بين &"القاعدة&" و&"الإخوان&" هو وحدة المفاهيم المشتركة عن شكل الإسلام والمسلمين والعالم، كما أن علاقات &"القاعدة&" بجماعات الإسلام السياسي الشيعي (الخمينية) علاقة تخادم وتبادل منافع، وعمل مشترك، وهذا بالضبط هو طبيعة العلاقة بين جماعات &"الإخوان&" والنظام الإيراني الخميني والجماعات التابعة له بلبنان والعراق واليمن.
&"داعش&"، رغم توحشها البربري، لا تملك كل هذه المزايا من العلاقات والتحالفات، وهي &"خطفت&" المشروع البعيد المدى لـ&"الإخوان&": مشروع &"الخلافة&" ونتذكر كيف وبخ يوسف القرضاوي، الرمز الفقهي الفكري الإخواني الشهير، &"داعش&" بعد دعواها الخلافة من دون الرجوع لأهل الحل والعقد، يقصد جماعة &"الإخوان&" طبعاً.
اليوم وفي أفغانستان نجد أن طالبان بنسختها الحالية لا فرق بينها وبين طبيعة نشاط ولغة وروح جماعات &"الإخوان&"، بعد تطويرها طيلة السنين الماضية، تطويراً سيئاً بطبيعة الحال، وصار لا فرق بينها وبين &"حماس&" الفلسطينية وحتى &"حزب الله&" اللبناني، في الدهاء السياسي ونوعية التحالفات.
يراد اليوم من طرف أميركا تصوير المشكلة في أفغانستان بجماعة &"داعش خراسان&"، فقط لدرجة أن الجنرال مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، عندما سئل مؤخراً عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتعاون مع طالبان ضد تنظيم &"داعش&" في خراسان، قال الجنرال ميلي إن هذا احتمال!
لا حديث عن &"القاعدة&"، وتنظيم &"القاعدة&" اليوم هو حليف طالبان، فهو أول من بارك &"للطلبة&" كما كان يصفهم أسامة بن لادن، وصولهم للحكم، والأنكى من ذلك أن التاريخ يعيد نفسه اليوم، فها هو تنظيم &"القاعدة&" يتشارك مع طالبان في معارك وادي بنجشير، ضد جماعة أحمد مسعود، النجل، ومن معه من الحلفاء، حسب بيان صريح لحركة مقاومة طالبان.
تنظيم &"القاعدة&" بالأمس، هو من اغتال أحمد شاه مسعود، الأب، الذي كان الخصم الرئيسي لطالبان و&"القاعدة&"، في نفس شهر سبتمبر الكبير عام 2001.
كما أن إيران قدمت خدمات الإيواء والتدريب لطالبان، سابقاً وحالياً، فهي فعلت نفس الأمر مع قيادات &"القاعدة&"، وما زالت، وهذا حديث معلوم لا يحتاج لكثرة الحكي.
لا جديد، إلا أن ملالي قندهار وهلمند وأولادهم صاروا أكثر تدريباً وتأهيلاً سياسياً وعسكرياً... وسلامة أفغانستان والجميع.