مبادئ الأبوّة والأمومة: هل تشيخ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عندما كُنّا صغاراً كُنّا ننتقد أهلنا لأكثر من سببٍ يتعلّق بتربيتِنا. عندما كبُرنا بقينا على رفضنا لبعض ما طلبوه منّا، وفهمنا، عندما أنجبنا أولاداً، البعض الآخر من دون أن نتبنّاه، كما تبنّينا بالكامل مسائل كُنّا قد رفضناها في صِبانا. من هذه المبادئ التي لا تشيخ خمسُ نواحٍ تُعلّمك إيّاها الأيّام بالدرجة الأولى لا الكتب.
في علاقتك مع ولدك ليَكُن لديك شيءٌ من تعليم المهارات. الاحترام مهارةٌ، هل تعلم ذلك؟ نحن نريد أن نرى الاحترام فضيلة. أنا أراه مهارة. لذا عوّد ولدك على احترام الآخرين مهما كان وضعُهم الاجتماعي، وشدّد على أن احترام الإنسان لا يُقاس بالمال أو بالمستوى الاجتماعي. وعلّم ولدك أيضاً أن يحترم الوقت وَدَعْه يُدرك أنّ الوقت ثمين، وأصرّ على ولدك أن يتصرّف بلياقة مع الضيوف أو إلى مائدة الطعام، وأن يستخدِم كلمات ساحرة Magic Words مثل "شكراً"، و"لَوْ سمَحْت". ولا بأس في أن تُعيّن لولدك وظائف معيّنة يقوم بها في البيت مثل ترتيب سريره أو طي ثيابه. هو أيضاً يكتسب مهاراتٍ حياتيّة أخرى منك مثل التواصل وحلّ المشكلات، وذلك عبر مراقبتِه لطريقة تصرّفك مع زوجتك (أو زوجك)، وأسلوب حديثك مع إخوته ومعه هو.
في علاقتك مع ولدك ليَكُن شيءٌ من الجرأة. فإذا نسي ولدك كتبه في البيت، لا تلحق به إلى المدرسة وتنقذه من العقاب أو من العلامة الراسبة، بل دعهُ يتعلّم من أخطائه. دعْ ولدك يلعب خارجاً. فالهواء الطّلق مفيدٌ له ولعقلِه ولنموّه. وكما أنّه من مسؤوليّاتنا كأهل أن نؤمّن للولد كل ما يحتاج إليه من ملبس وطعام وبيت ومدرسة، لكن ليس من الضرورة أن نؤمّن للولد كلَّ ما يطلبُه. فلا بأس إذا شعر ولدُك بالضجر أحياناً. واجباتُنا كأهل أن نؤمّن طعاماً صحّياً منوّعاً لأولادنا، ولكن هذا لا يعني أن نلبّي طلباتهم كمطعم أو كخدمة "دليفري"! ولا بأس إذا أخذتما كزوجَين وقتاً لكما من دون الأولاد، فأنتما بحاجة لقضاء بعض الوقت من دون متطلبات. كلُّ هذا يتطلّب جرأةً.
في علاقتك مع ولدك ليَكُن شيءٌ من الحزم. لا تدع ولدَك يوجّه كلمات نابية لك، ولا ترضَ بأيّ كلمة تقلّل من احترامك. هذا لا يعني أن تستعمل معه العنف. تذكّر دائماً أنّك(كِ) أولاً وآخراً والد أو والدة الطفل ولستَ (تِ) صديقه (صديقته). يمكنك أن تقول أحياناً: "...لأنني أنا أمّك أو أنا أبوك وقد قلتُ كلمتي". أنتَ لستَ ملزَماً أن تبرّر قرارَك، أو أن تقدّم تفسيراتٍ لولدِك في كلِّ مرّة تقول "لا" عن موضوع ما. يمكنك أن تحرمَ ولدَك من بعض الامتيازات إذا أخطأ. فهذه الطريقة الوحيدة التي تجعلُه يُدرِكُ أنّ "لكل عمل إجراء مقابله". لكن لا تنسَ مساحة الغفران في العلاقة. كُنْ ثابتاً وملتزِماً بقرارِك عندما تقول لولدَيك الّلذين يتخاصمان: "إن لم تتوقّفا عن الخصام، فسوف تذهبان كلاكما إلى النوم في وقت مبكر!". التزم بقوانين بيتِك. لا تهتمّ بما يقوله ابنُك عن تساهل أهل رفاقه مع أولادهم. لكن لا تُحقّره عندما يقولُ هذا الكلام الذي قد يكون في معظم الأحيان غير دقيق أو مُبالغاً فيه.
في علاقتك مع ولدك، ليَكُن شيءٌ من الحفاظ على التقاليد. مثلاً قد يكون أحد التقاليد في عائلتك هو عشاء العائلة مجتمعةً ليلة العيد (الميلاد، الفطر ...) في بيت أهلك. حافِظْ على هذا التقليد حتّى ولو تذمّر الأولاد أحياناً. دعْ أولادَك يُمضون وقتاً مع الجدّ والجدّة حتّى ولو شعروا بالملل أحياناً. كذلك من المُستَحْسَن أن تتناولوا العشاء معاً كعائلة واحدة أربع مرّات في الأسبوع على الأقل.
خامساً وأخيراً، ليكن في علاقتك مع ولدِك شيءٌ من المثال والمثاليّة. شارِك أولادك بقصص عنك عندما كُنتَ صغيراً في سنّهم. أخبِرهم عن حياتك مع جدّهم وجدّتهم فهذا يفرحُهم كثيراً. وأخيراً، كُنْ قدوة صالحة لأولادك في الكلام، في التفكير، في التصرّف، وفي عَيْش القيَم. مهمّتُكَ كأبٍ، ومهمّتكِ كأمٍّ هي أصعب مهمّة وأكثرها دقّة على الإطلاق في التاريخ.