جريدة الجرائد

انتخابات (استقرار) ليبيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

منذ أيام، كان القادة الليبيون فى مصر يناقشون مع الرئيس السيسى مستقبل ليبيا، والحرص على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، المقررة فى ديسمبر المقبل.

اللقاء وإن كانت العناوين الكبيرة حوله تشير إلى حرص الجميع على إجراء الانتخابات فى موعدها، لكنها فى الوقت نفسه تؤكد على القلق من محاولات البعض تعطيل الانتخابات، وكذلك حرص القادة على الدعم المصرى للوصول إلى بر الأمان.

ويعتبر الإخفاق فى عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية فى ليبيا، التى ستجرى فى 24 ديسمبر، قد يجدد الانقسام والصراع، ويحبط الجهود المبذولة لتوحيد الدولة بعد عقد من الاضطرابات والحروب، وهو ما تحاول فعله بعض الجماعات التى تسعى إلى عرقلة الانتخابات، وفى مقدمتها جماعة الإخوان فى ليبيا، التى تدرك جيدًا أن انتخابات ديسمبر ستكون بمثابة نهاية مشروعها فى البلاد، لذا عبر قياديون فى التنظيم- المصنف إرهابيًا من البرلمان الليبى الحالى- عن رفضهم إجراء الانتخابات العامة، وبالتحديد مسألة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وسعوا إلى ترويج مقترحات غرضها تعطيل المسار السياسى، ومنها الدعوة إلى الاستفتاء أولًا على مشروع الدستور، ولما لم تنجح هذه الخطة لجأوا إلى خطتهم البديلة دائمًا، وهى نشر الفوضى والاضطرابات.

حزب الوطن، الجناح السياسى للجماعة الإسلامية فى ليبيا، يسعى أيضًا لإجهاض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال هذا العام، خوفًا من الخسارة وفقدان مكاسبهم، وذلك لأن الشارع الليبى لن يصوت للمرشحين الإسلاميين، نظرًا لأنهم لا يتمتعون بقاعدة شعبية.

أطراف خارجية لها مصلحة فى عرقلة الانتخابات، بسبب تواجدها على الأرض الليبية، ما يخدم مصالحها، فضلًا عن المرتزقة ومن يمتلكون خيوط تحركاتهم على الأرض، إضافة إلى عوامل داخلية من انقسامات حادة بين حكومة عبدالحميد الدبيبة والبرلمان، وكذلك الكثير من الأحزاب والقوى السياسية المتنازعة التى لا ترى مصلحة لها فى الاستقرار.

لاشك أن كل ذلك تم طرحه فى الاجتماع الذى تم فى القاهرة، وأتصور أن الموقف المصرى المساند لإجراء الانتخابات فى ليبيا، والداعم للاستقرار والهدوء، سيكون دافعًا للوصول بليبيا إلى بر الأمان.

ولكن الأهم من الموقف المصرى، أو الذى أستطيع أن أسميه حائط الدعم والصد، لن يكون كافيًا لإعادة الاستقرار، بل لابد أن يكون للقادة الليبيين وللقوى السياسية هناك دور كبير فى إتمام عملية الانتخابات، فى حال وضع الجميع الخلافات جانبًا، والنظر إلى مستقبل البلاد.

الدعم المصرى مهم، ولكن الأهم هو رغبة الأطراف المعنية فى الحفاظ على المسار الصحيح، من أجل مستقبل مستقر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف