جريدة الجرائد

فات أوان إعادة تشكيل "الشرعيّة" في اليمن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل لا يزال ممكنا إنقاذ مدينة مأرب في ظلّ “شرعيّة” يمنيّة، أقلّ ما يمكن أن يقال فيها إنّها مهترئة؟

هناك إصرار إيراني ليس بعده إصرار على السيطرة على مدينة مأرب ذات الموقع الاستراتيجي من جهة والتي ترمز إلى ثروات طبيعية كبيرة من جهة أخرى. يفسّر الإصرار الإيراني توغّل الحوثيين (جماعة أنصارالله) في محافظة شبوة بغية استكمال حصارهم لمأرب والوصول إلى مرحلة لا يعود أمام المدافعين عنها سوى الاستسلام.

ما يثير الاهتمام، ليس الاستماتة الإيرانية، ذات الأهداف المعروفة، من أجل وضع اليد على مأرب فقط. ما هو لافت للنظر أكثر، ذلك التقاعس لدى “الشرعيّة” التي على رأسها عبدربّه منصور هادي في اتخاذ الإجراءات التي تضمن منع سقوط مأرب. هذا التقاعس ليس وليد أمس وليس وراءه عبدربّه وحده. فالرئيس اليمني المؤقت جدّا، ذلك أنّه مؤقت منذ تسع سنوات، لا حول له ولا قوّة ولا يستطيع الذهاب إلى مسقط رأسه في محافظة أبين. في الواقع، تقف وراء هذا التقاعس أيضا جماعة الإخوان المسلمين التي تعمل في اليمن تحت لافتة حزب التجمّع اليمني للإصلاح.

لولا سلاح الجوّ التابع للتحالف العربي، الذي استطاع وقف تقدّم الحوثيين في اتجاه مأرب مرات عدّة، ولولا قبائل محلّية مثل عبيدة ومراد، لكانت مدينة مأرب سقطت قبل أشهر عدّة. ومع سقوطها يكتمل القسم الأهمّ من المشروع الإيراني في اليمن وهو مشروع أقلّ ما يمكن وصفه به أنّه في غاية الخطورة على كلّ دول شبه الجزيرة العربيّة. بمجرّد سقوط مأرب، بعد صنعاء، يكون اكتمل بناء كيان يمني تابع كلّيا لإيران، على غرار الكيان الذي أقيم في غزّة مع فارق معيّن. يتمثّل هذا الفارق المعيّن في أنّ إيران ليست وحدها التي تسيطر على الإمارة الإسلاميّة، على الطريقة الطالبانيّة، التي أقامتها “حماس” في غزّة منذ العام 2007. كان لدى إيران دائما شركاء، بينهم تركيا وجهات أخرى.. إلى أن دخلت مصر جدّيا على الخط في القطاع وباشرت تهدئة الوضع في غزّة من أجل إعادتها إلى وضع طبيعي في ضوء الحرب الأخيرة التي وقعت مع إسرائيل في أيّار &- مايو الماضي.

في مناطق الحوثيين في اليمن، لا مكان لقرار غير القرار الإيراني. يؤكّد ذلك ما حصل مباشرة بعد إطلاق مبادرة السلام السعوديّة في آذار &- مارس الماضي. كان الرأي الذي ساد رأي حسن إيرلو السفير الإيراني في صنعاء، وهو ضابط في “الحرس الثوري”. قرّر إيرلو عبر تغريدة له أن “مبادرة السعوديّة في اليمن مشروع حرب دائم واستمرار للاحتلال وجرائم حرب وليس إنهاء للحرب (…)”. إلى الآن، لا يتجرّأ الحوثيون على مخالفة القرار الإيراني. كلّ ما في الأمر أن الهجوم على مأرب مستمر، كذلك تستمر الاعتداءات من داخل الأراضي اليمنيّة على الأراضي السعوديّة والأهداف المدنيّة عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف