جريدة الجرائد

«أوبك+».. قوة لا تقهر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تهدف سياسة "أوبك+" الإنتاجية بقيادة السعودية، منذ أبريل الأسود وبداية انتشار كوفيد- 19 وأوبك من قبل، إلى المحافظة على توازن الأسواق العالمية واستمرار إمدادات النفط إليها وليس تحديد الأسعار أو رفعها على المستهلك. وهنا تبرز قوتها في ظل أزمة الوقود وتضخم الاقتصاد العالمي وبطء تعافيه من آثار الجائحة، والذي تسبب هذه الأيام في نقص إمدادات الغاز في بريطانيا، وسبق ذلك إعصار "إيدا" الذي عطل إنتاج النفط في خليج المكسيك في الولايات المتحدة بـ 60 % من 1.7 مليون برميل يومياً في بداية الإعصار وما زال 16 % متوقفاً. كما أدى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والفحم بشكل حاد وانقطاع إمدادات الفحم في الصين في الأسابيع الأخيرة إلى ارتفاع الطلب على النفط.

وعززت مخاوف نقص إمدادات الطاقة وارتفاع الطلب العالمي على النفط في الأشهر المقبلة، ارتفاع أسعار النفط في الفترة الجارية وإلى نهاية العام، حيث ارتفع سعر برنت من 77.23 دولاراً في 24 سبتمبر إلى 78.72 دولاراً الاثنين الماضي، وكذلك غرب تكساس من 73.3 دولاراً إلى 75.45 دولاراً في الفترة نفسها، قبل أن يتراجع خلال الأسبوع، مع ارتفاع مخزون النفط الأميركي بـ4.6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 24 سبتمبر "إدارة معلومات الطاقة الأميركية". ولكن عاودت الأسعار الارتفاع الجمعة الماضية إلى 79.28 دولاراً لبرنت، وإلى 75.88 دولاراً لغرب تكساس تزامناً مع انخفاض قيمة الدولار، وبهذا يصبح متوسط سعر برنت 68 دولاراً، وغرب تكساس 65.1 دولاراً على مدى التسعة أشهر الماضية، وقد يكون قريباً من هذا المتوسط في نهاية العام.

ورغم ذلك، فإن هذه المتغيرات وتواصل الرئيس الأميركي بايدن مع أعضاء أوبك+ الرئيسين حول قلقه من ارتفاع أسعار النفط، لن يثنيها عن التزاماتها واستراتيجيتها بتضييق الفجوة بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية، ومواصلة رفع إنتاجها تدريجياً بـ 400 ألف برميل يومياً أو أكثر في نوفمبر على أساس شهري، حتى تستنفذ إجمالي التخفيضات المتبقية وقدرها 5.8 ملايين برميل يومياً، بناءً على معطيات السوق. وتتوقع أوبك+ عجزاً في المعروض بـ 1.2، 0.9، 0.1 مليون برميل يومياً في الأشهر الثلاثة المتبقية من هذا العام على التوالي، بينما تتوقع أن تشهد الأسواق فائضاً في المعروض خلال العام المقبل وبشكل متصاعد خلال الربع الأول ليصل إلى 3.2 ملايين برميل يومياً وبمعدلات اأقل حتى أكتوبر 2022، ما قد يحفزها على تخفيض إنتاجها.

وعززت توقعات وكالة الطاقة الدولية استراتيجية أوبك+ بارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 96.1 مليون برميل يومياً في 2021، مقارنة بـ 90.9 مليون برميل يومياً في 2020، و99.4 مليون برميل يومياً في 2022، بينما تتوقع أوبك وصوله إلى 100.8 برميل يومياً في 2022. كما أن استمرار ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والفحم في أوروبا وآسيا والتحول إلى استخدام النفط بكميات أكبر عالمياً مع احتمالية شتاء قارس سيدعم الطلب على النفط.

إن استراتيجية أوبك+ تتمحور في إدارة أسواق النفط العالمية والمحافظة على توازنها على أسس اقتصادية، ما منحها قوة استراتيجية، تدعم استثماراتها واستمرار إمداداتها النفطية عند أسعار تعزز تنافسيتها وفي الوقت نفسه لا تضر بالمستهلكين، ولا ينعكس ذلك سلباً على أداء الاقتصاد العالمي. هكذا تنتصر أوبك+ بزيادة إنتاجها وعند أسعار مرتفعة فرضتها أزمة الطاقة في الأسواق العالمية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف