جريدة الجرائد

«إيلون ماسك» حروفه بالمليارات!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي الحديث، يعتبر من وجهة نظري الملياردير إيلون ماسك الشخصية الأشهر تأثيراً عالمياً، حروف لا تتجاوز 100 حرف إذا غرد بها من الممكن أن تزلزل سوق الأسهم العالمية، وهذه حقيقة، فعندما أعلن خلال شهر أكتوبر الماضي عبر تغريدة الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك عن طلب شركة تأجير السيارات الأميركية &"هيرتز&" شراء 100 ألف سيارة كهربائية من شركة تسلا، قفزت ثروته 29 مليار دولار لتصبح 281 ملياراً في يوم واحد، ما رفع أسهم الشركة إلى 10 %.

وعلى النقيض تماماً عندما أعلن أيضاً عبر تغريدة في شهر نوفمبر الجاري رد فيها على أحد المغردين بقوله: إن الصفقة مع &"هيرتز&" لن يكون لها تأثير على اقتصاديات تسلا، وقلل منها، تسببت هذه التغريدة بتراجع أسهم تسلا بسوق الأسهم الأميركية بنسبة 6.9 %، وهذا الانخفاض يعتبر بالمليارات، وكبيراً ومؤثراً على الشركة، التي تبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار.

شخصياً لا أحب لغة الأرقام وخاصة المليارية، وعمل صداع للقارئ غير المتخصص بلغة الأموال مثلي، ولكن استرعى انتباهي أن ماسك بالفعل حروف تغريداته مليارية ومؤثرة بالمفهوم الحقيقي للتأثير، وليس المفهوم كمفهوم المؤثرين والمؤثرات لدينا، الذي لا تتعدى إمكانات بعض تأثيراتهم تجاوز الخطوط الحمراء بالتصرفات والألفاظ، وكميات السيلكون عن المؤثرات. والاحتفالية الغريبة وغير المنطقية لبعض الجهات الرسمية والتجارية بهم، وجعلهم بالمقدمة، بزعم أن لديهم الملايين من المتابعين، ولهم تأثير عليهم في التسويق والإعلان.

على المستوى القريب لن يصل في التأثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي من حيث لغة المال -وهي الأهم عالمياً-، حتى لو ضخ الملياردير جف بيزوس ملك أمازون المليارات على سبيل المثال لدعم العلماء في معالجة أزمة المناخ، وأنا أعتبر أن ماسك يمثل حالة فريدة وجنونية لمفهوم التسويق والعلاقات العامة، فرغم أن أميركا بلد الاقتصاد تعتمد اعتماداً كلياً على خبرات كبرى شركات العلاقات والتسويق وتضخ مئات الملايين بهذا الخصوص، إلا أن ماسك نسف هذه النظريات، وبات الجميع ينتظر جنون تغريداته التي تتلاعب بمئات المليارات، وتؤثر على أكبر سوق للأسهم في العالم!

تخيلوا لو لم يكن هناك على سبيل المثال تويتر وغيره كمنافذ لماسك وأمثاله من المشاهير، لن يستطيع بطبيعة الحال حتى لو أنفق الملايين أن يظهر حسب ما يريد وفي أي وقت ليرمي حروفاً بسيطة تؤثر عالمياً لشركة يديرها بقيمتها المليارية، أحياناً الجرأة مع الإعلام في عالم المال أعتقد قد تكون مهمة وقد ترفع من شركة أو منتج، ولكن إذا كانت الجرأة كجرأة إيلون ماسك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف