المفاوضات النووية ولعبة الوقت؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اختتمت أعمال الجولة السابعة من مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي بين الدول الأطراف في الاتفاق بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومع الصين وروسيا والولايات المتحدة وإيران ولم يحدد موعد للجلسة المقبلة، وسط اتهامات إعلامية وتصريحات متبادلة بين طهران والعواصم الغربية واستمرت سياسة الشد والجذب بين الأطراف الأوروبية وإيران، فحذرت &"ليز تراس&" وزيرة الخارجية البريطانية في ختام اجتماع لمجموعة السبع من أن المفاوضات التي استؤنفت لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني هي &"الفرصة الأخيرة أمام ايران كما حذر مسؤولون أوروبيون آخرون إيران من أن &"الوقت ينفد&"، وفي ضوء التقدم السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة قريبا &"إطاراً فارغاً&".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة تعمل&"بشكل نشط&" على إعداد &"بدائل&" في حال فشل المفاوضات، رغم التلويح الأميركي بالخيار العسكري في حالة فشل الاتفاق: هل يمكن القول بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود؟
تستمر ايران في المراهنة على الرغبة الدولية في التوصل اتفاق حول النووي، مع استمرارها في تعطيل عمليات التفتيش أو الإعلان عن رفع معدلات تخصيب اليورانيوم، فإيران اليوم تعتقد أن لديها أوراقاً كافية للحصول على ما تريده، فحتى الآن أعلنت طهران مراراً وتكراراً بانها غير مستعدة للتفاوض حول ملف برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة، وأيضا ملف الميليشيات الموالية لطهران في الشرق الأوسط.
ورغم الحاجه الإيرانية الملحة لرفع العقوبات الدولية، والإفراج عن الأموال المجمدة، إلا أن العودة للاتفاق بعدما وصلت إليه في برنامجها النووي قد تكون غير مجدية، إلا بإزالة كل العقوبات بشكل مباشر وتقديم مزايا إضافية لها.
فالمفاوضات اذا لم تمضِ وفق الشروط الإيرانية فهي عملياً لن تخسر شيئاً وستواصل تخصيب اليورانيوم، وسيكون لديها أسبابها ومرجعيتها لاستمرار البرنامج النووي، وهو ما سيعني في المحصلة حيازة سلاح نووي. ومن خلال متابعة سير المفاوضات التي بدأت في أبريل الماضي قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية أن طهران تستغل عامل الوقت لصالحها، حيث تحقق قفزات نوعية في برنامجها النووي بهدف خدمة موقفها التفاوضي.
من خلال متابعة الملف النووي الإيراني يلاحظ أن ايران تستحضر نموذج كوريا الشمالية في إدارتها لملفها النووي، فالاتفاقات التي عقدت مع كوريا اخفقت في كبح البرنامج النووي الكوري الشمالي، إذ على الرغم من توقيع اتفاق بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية &"إطار إتفاق&" في أكتوبر 1994، يقضي بأن تجمد كوريا الشمالية عمل مفاعلها النووي وملحقاته، وتسمح لمراقبي وكالة الطاقة الذرية بمراقبة هذا الاتفاق إلا أن الأنشطة النووية الكورية استمرت وفي عام 2003 أعلنت بيونج يانج انسحابها من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ما دفع الولايات المتحدة ودولاً أخرى مجاورة إلى عقد مفاوضات لوقف البرنامج النووي الكوري الشمالي، عُرفت بمفاوضات &"الأطراف الستة&"، وهي: روسيا، الصين، اليابان، الولايات المتحدة إضافة إلى الكوريتيْن، لكن جولات هذه المفاوضات لم تصل إلى نتائج حاسمة، ودخلت النادي النووي لتتغير بذلك معادلات القوة في منطقة شرق آسيا.