الأجمل فى مباراة انتصار مصر

منذ سبع سنين.. رحل الآلاف من نيجيريا إلى الكاميرون خوفا وهربا من تهديدات وجرائم بوكو حرام.. تركوا بلدهم سيرا على الأقدام وعاشوا فى حماية الكاميرون فى مخيمات أعدتها لهم الأمم المتحدة فى شمال الكاميرون، مثل ميناواو وغيره من المخيمات.

وكان من الطبيعى أن يسافر كثيرون من هؤلاء إلى مدينة جاروا لتشجيع نيجيريا أمام مصر فى بطولة أمم إفريقيا الحالية.. وكان من الطبيعى أن تتعاطف جماهير كاميرونية كثيرة معهم وتشجع نيجيريا أمام مصر والسودان أيضا.. وبعد توالى أيام البطولة ومبارياتها.. تغير موقف الجماهير الكاميرونية التى حرصت على الذهاب أمس الأول إلى ملعب جابوما فى مدينة دوالا لتشجيع منتخب مصر أمام كوت ديفوار.

وكان هناك سببان لذلك أولهما هو الرسالة التى وجهها محمد صلاح باسم منتخب مصر للتضامن مع الكاميرون، بعد مأساة ملعب أوليمبى قبل مباراة الكاميرون وجزر القمر، حيث أسفر التدافع والزحام عن سقوط قتلى والكثير من الجرحى.. والسبب الثانى كان الغضب الكروى المتبادل بين الكاميرون وكوت ديفوار، ورغبة الجماهير الكاميرونية فى خروج كوت ديفوار من البطولة المقامة فى بلادهم.. وقد سبق أن فاز منتخب الكاميرون فى نوفمبر الماضى على منتخب كوت ديفوار وأخرجه من تصفيات كأس العالم.. وكان السببان كافيان لحضور جماهير كاميرونية كثيرة لتشجيع منتخب مصر، بل جاء بعضهم إلى استاد جابوما وهم يحفظون النشيد القومى لمصر قبل بدء المباراة، تماما مثل جماهيرنا التى سافرت من مصر.

وكان ذلك هو البداية الجميلة لمباراة شهدت الكثير من الحكايات التى استحقت الاهتمام والاحترام.. فقد غاب الأهلى والزمالك فى هذه المباراة ولم تبق إلا مصر ومنتخب مصر.. وجاء اختيار الننى نجما للمباراة بمثابة رد اعتبار بعد انتقادات كثيرة قاسية طالت الننى وشككت فى موهبته، واستحقاقه اللعب فى منتخب مصر.. وكان جميلا أن يتألق الشناوى قبل إصابته ليحل محله أبو جبل فيتحول من حارس احتياطى إلى عملاق آخر قاد مصر لانتصارها.. وإذا كان متوقعا وجميلا أن يتألق حجازى فى الدفاع.. فالأجمل كان تألق محمد عبد المنعم وأحمد فتوح كاثنين نجحا فى استغلال الفرصة لإثبات ما يملكانه من قدرة وموهبة، مع استحقاق الجميع لشرف اللعب باسم مصر.. ولأن ضربة الجزاء الأخيرة كانت لصلاح.. تحول انتصار مصر إلى عنوان وخبر رئيسى فى كل الإعلام الإنجليزى.