محمية الملك عبدالعزيز وصناعة السياحة البيئية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم تُعد "السياحة البيئية" في السعودية مجرد أفكار ونقاشات بينية من الأطراف ذات العلاقة، بل إنها تمثل وفقًا للخبراء والأرقام المتخصصة مستقبل قطاع السفر والضيافة، خاصة أنها أثبتت فاعليتها الكبيرة خلال جائحة "كوفيد - 19"، ترتبط السياحة البيئية وفق منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بـ "الاستدامة" "و"خفض الانبعاثات الكربونية"؛ لدورها المباشر في مكافحة تحديات التغير المناخي، لذلك أصبحت أولوية رئيسة لـ "الأمن البيئي القومي السعودي"، وهو ما رفع سقف اهتمام المملكة بتأسيس المشاريع البيئية المختلفة، ما يعزز السياحة البيئية أو "سياحة المحميات الطبيعية"، هو أن بلادنا تُعدّ موطناً لبيئات طبيعية متنوعة زاخرة بالموارد والمشاهد الخلابة، وهناك خطط طموحة لزيادة المناطق المحمية التي من شأنها تعزيز التنوع الحيوي وحماية المناطق البرية والبحرية الثمينة في المملكة، والذي يشكل أحد المرتكزات الرئيسة التي تعمل عليها مبادرة "السعودية الخضراء".
تكمن العلاقة بين وجود المحميات الطبيعية وزيادة نسبة السياحة في كون المحمية تعد معلمًا سياحيًا خاصًا بكل دولة، حيث يزور السياح هذه المحميات بغية الترفيه والاستكشاف، وممارسة الرياضة، وتنظيم النزهات العائلية، وهو الأمر الذي يزيد من استقطاب السياح.
واليوم تحت ظل "مجلس المحميات الملكية" الذي يرأسه سمو ولي العهد، فإن السعودية تعمل ووفق خطط منهجية على تقديم وإبراز صناعة الوجهات السياحية البيئية النوعية، خاصة أن هذا النوع من الأنماط السياحية سيقود قطار السياحة في العقود الماضية، لذلك بدأنا نلحظ تحركات عملية لتجذير موقعنا بلادنا العالمي في هذا الإطار، ويندرج ضمن ذلك إعلان هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية عن توقيع عقود استثمارية لإنشاء منتجعين سياحيين في كل من روضة الخفس وقلتة أم قليدة، وهذا يحمل الكثير من الدلالات الإيجابية ويدعم المملكة في الأسواق السياحية العالمية والإقليمية، ويجعل المحمية وجهة سياحية جاذبة تلبّي رغبات وطموحات زائريها، وتحقق لهم تجربة ثرية تتميز بالترفيه.
سيُقام المنتجعان على مساحة واسعة ضمن نطاق وحدود المحمية، ووفقاً للمعايير والضوابط التي تضمن المحافظة على البيئة واستدامتها، وهما يتكونان من مناطق لممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية، والتخييم، إلى جانب عدد من المطاعم والمقاهي، والغرف الفندقية، ومناطق خاصة بفعاليات لتأمل النجوم والمناسبات الخاصة، بما يتوافق مع أولويات الحفاظ على البيئة، والإسهام في تنشيط السياحة البيئية التي تعد واحدة من أبرز مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030، إضافة إلى خلق نمط سياحي مُميز بات الوجهة الرئيسة التي يبحث عنها عدد كبير من السياح داخليًا وخارجيًا، والمحمية نموذج فريد للسياحة البيئية، حيث تجمع المحمية تضاريس مختلفة: الأودية والروضات، والهضاب والجبال، والسهول المفتوحة، والصحراء الرملية، ستسهم هذه الخطوة المؤثرة في تعزيز "الصناعة السياحية البيئية السعودية" وأخذ حصتها من كعكة المنافسة الدولية.. دمتم بخير.