اكتشافات أثرية جديدة في السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية، أن هيئة التراث قد حققت كشفاً جديداً بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية بالسعودية وجامعة الملك سعود ومعهد ماكس بلانك الألماني. وهذا الكشف الجديد في كهف أم جرسان بحرة خيبر في المدينة المنورة. وتفاصيل هذا الكشف الأثري المثير تتلخص في العثور على عدد من الآثار داخل الكهف يرجع عمرها الزمني إلى أكثر من 7000 سنة، بالإضافة إلى وجود آلاف من عظام الحيوانات داخل الكهف، وكذلك جماجم لبشر يرجّح أنها ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ. هذه الأثار والبقايا الحيوانية والبشرية هي موضع دراسة الفريق الأثري حالياً، ومن المتوقع أن يتم نشر المزيد من المعلومات والنتائج عن هذا الكشف الذي يعطي تصوراً عن النشاط الإنساني في تلك المنطقة منذ آلاف السنين، وبالتالي فهو إضافة إلى التاريخ المعروف عن المنطقة.
وكان من الأمور التي لفتت انتباهي، الإعلان عن الكشف بمحافظة الحائط في منطقة حائل شمال المملكة عن نقوش صخرية تعود للملك البابلي نابونيد من منتصف القرن السادس ق.م. ويعد هذا الكشف دليلاً إضافياً على الدور التاريخي للجزيرة العربية وتواصلها الحضاري والتجاري مع معظم جيرانها من أصحاب حضارات الشرق الأدنى القديم. والكشف الجديد عبارة عن نقش على إحدى الصخور البازلتية يجسد الملك البابلي ممسكاً بيده الصولجان وأمامه عدد من الرموز الدينية، إضافة إلى وجود نص مسماري يصل العدد التقريبي لسطوره لنحو 2626 سطراً؛ مما يعد بذلك أطول نص كتابي تم العثور عليه بالمملكة إلى الآن.
ويضاف هذا الاكتشاف إلى اكتشافات سابقة من نقوش ومسلات حجرية في عدد من المواقع بين تيماء وحائل التي تذكر الملك البابلي نابونيد والتي تثبت اتساع الاتصال الحضاري والتجاري بين الجزيرة العربية وحضارات بلاد الرافدين. ويمثل موقع الحائط المعروف قديماً باسم &"فدك&" موقعاً مهماً في شمال غربي الجزيرة العربية منذ الألف الأول قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي المبكر، إضافة إلى احتواء الموقع على مجموعة من القلاع والحصون والأسوار والمنشآت المائية التي تعطى بعداً آخر لأهميتها الحضارية.
ومن قبل الكشف عن نقش الملك البابلي نعرف أن اسم الملك رمسيس الثالث، من الأسرة الفرعونية العشرين، قد عُثر عليه في واحة تيماء؛ مما يثبت تفاعل الحضارات القديمة في ذلك الوقت مع الجزيرة العربية، وخاصة العلاقات التجارية. أتوقع في ظل هذه النهضة الأثرية الحالية بالمملكة العربية السعودية الإعلان عن مزيد من الاكتشافات والمعلومات حول علاقات الجزيرة العربية مع الحضارات المختلفة في الشرق الأدنى القديم.