جريدة الجرائد

الليثيوم والكوبالت وسباق أسعار المعادن التنافسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تأثرت أسعار المعادن منذ قدوم جائحة كورونا في 2020، ولكن أشار المحللون إلى أن من المتوقع أن تستمر أسعار المعادن في اتجاه تصاعدي بنهاية 2020 إلى العام الحالي. وبالنظر إلى الممارسات العالمية، فلقد كان 2021 مربحا وذا إيرادات قياسية، ولا تزال التوقعات بالنسبة إلى شركات المناجم ومنتجي أغلب المعادن إيجابية لهذا العام. ولقد كان أداء2021 عام معادن الطاقة والصناعة بكل ما تعنيه الكلمة، ما أعطى المستثمرين عوائد قوية. ومع ارتفاع الطلب على السلع الصناعية، ارتفعت أيضا معادنها المادية، وعلى النقيض من أسعار الطاقة التي ارتفعت في جميع المجالات العام الماضي، لم تحقق جميع المعادن عوائد إيجابية. دعونا نرى أداء بعض المعادن التي كان لها أداء ومردود عال خلال2021. فقد قدم موقع Tradingeconomics.com معدلات العائد السنوي على أسعار المعادن لـ2021، رغم ارتفاع معدلات التضخم إلى أعلى مستوياته في 30 عاما الذي نتج عن إعادة افتتاح العالم طلبا غير مسبوق على معادن الطاقة والصناعة. وأشار الموقع إلى أن معدل زيادة السعر السنوي Annual Return في 2021 لعنصر الليثيوم كان خياليا بارتفاع 497 في المائة، يليه عنصر المغنيسيوم 207 في المائة، ثم عنصر الكوبالت 115 في المائة، لكن تراجعت أسعار الذهب والفضة في نهاية العام الماضي بمعدل 3.5 و11.5 في المائة تباعا، ولكن بالطبع قفزت أسعار الذهب والفضة وغيرهما من المعادن الثمينة نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية هذه الأيام، إضافة إلى الألمنيوم والنيكل.
لقد كانت المواد الأساسية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، مثل الليثيوم والكوبالت من بين أفضل المواد أداء، حيث استمرت مبيعات السيارات الكهربائية في النمو في 2021. وشهد العام الماضي التزام شركات صناعة السيارات الكبرى، مثل Ford وGM، بأن تكون مبيعات السيارات الجديدة خالية من الانبعاثات بحلول 2040، ما أدى إلى زيادة مبيعات السيارات الكهربائية 80 في المائة في 2021. ونتيجة لذلك، كان الطلب على معادن البطاريات الأساسية، مثل الليثيوم والكوبالت والرصاص والنيكل مرتفعا، حيث قام مصنعو السيارات بتأمين هذه المواد الأساسية لإنتاج بطارياتهم. وشهدت بداية 2022 مزيدا من المحفزات الإيجابية للنيكل على وجه التحديد، حيث أبرمت شركة Tesla صفقة توريد مع Talon Metals مقابل 75 ألف طن من النيكل المركز على مدار ستة أعوام.
من جانب آخر، لقد كان المغنيسيوم من أفضل المعادن أداء، حيث أثر الارتفاع الشديد في أسعار الفحم في المعدن الذي يستخدم كجزء من المواد الأولية في عملية الصهر. بينما كان خام الحديد Iron ore هو المعدن الوحيد ذو العوائد السلبية الحادة بمعدل 24 في المائة، حيث تم كبح الطلب إلى حد كبير بسبب تباطؤ النمو في الصين التي تعهدت بخفض إنتاج الصلب في أيار (مايو) من العام الماضي.
ختاما، تظل الصناعة والطاقة محل تحفيز كبير لأسعار المعادن، ولأن العالم يركز على تأمين المواد الخام اللازمة من أجل الانتقال إلى الطاقة النظيفة، فقد تتذبذب أسعار الذهب والفضة، وربما تؤدي الزيادات المتوقعة في الأسعار المقبلة، إلى تحفيز انعكاسات المعادن الثمينة تاريخيا. وتظل التوقعات لأسعار المعادن إيجابية مع أن من المعتقد أن الطلب على الليثيوم والكوبالت سيزداد، وبالتالي ترتفع أسعارهما تباعا، إلا إذا طال أمد الأزمة الروسية الأوكرانية، أو بروز أحد الأسباب الجيوسياسية الذي قد يحول كثافة الطلب عن الليثيوم والكوبالت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف