هل يفوز ماكرون بولاية ثانية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أيام، وبحضور كثير من الصحفيين الفرنسيين والأجانب، بعرض الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي. وقال إن العالم الآن عند &"مفترق طرق&" وإن فرنسا بوسعها أن تصنع فارقاً، وتعهد بأن يقود بلاده ليعْبر بها مما سمَّاه &"زمن الأزمات الجديدة&" إذا فاز بولاية رئاسية ثانية.
وكانت ولاية الرئيس ماكرون الأولى مليئة بالأحداث، خاصة ظاهرة &"السترات الصفراء&" كتعبير عن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها فرنسا. وكان ماكرون أصغر رئيس سناً عرفته فرنسا على الإطلاق، إذ صعد وزير الاقتصاد السابق في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند إلى القمة عام 2017 وهو في الـ39 من عمره، مستخدماً ببراعة صورتَه كسياسي لا ينتمي إلى اليمين ولا إلى اليسار، ومستفيداً من تفكك الأحزاب التقليدية.
وقد بدأ إيمانويل ماكرون مساره التعليمي بانطلاقة ناجحة في أبرز المدارس والمعاهد الفرنسية وهي معهد &"هنري 4&" بباريس، ثم معهد العلوم السياسية بباريس (عام 2001) والمدرسة العليا للإدارة بمدينة ستراسبورغ (2002-2004)، إضافة إلى مؤسسات تربوية عريقة أخرى. وخلال مشوراه الدراسي، وقع ماكرون قبل أن يتجاوز الـ16 في غرام مدرسته للغة الفرنسية برجيت ترونيو والتي كانت تكبره سناً بطبيعة الحال. ولعبت هذه السيدة دوراً مهماً في تألق نجمه، سواء على الصعيد المهني أم السياسي. وبعد تخرّجه في المدرسة العليا للإدارة في عام 2004، عمل كمفتش عام للمالية لمدة ثلاث سنوات، وفي عام 2008 غادر عالم الإدارة العليا والتحق بمصرف &"روتشيلد&" ليكتشف أسرار البنوك والمالية. وفي عام 2012 التحق بالرئيس هولاند وعمل مستشاراً اقتصادياً لديه إلى غاية عام 2014، حيث عيَّنه بعد ذلك وزيراً للاقتصاد محل أرنو مونتبورغ الذي استقال من منصبه. ودامت عهدة ماكرون الوزارية بين عامي 2014 و2016، قبل أن يؤسس حركته &"إلى الأمام&" ليستقطب عشرات آلاف المساندين، غالبيتهم من الشباب الذين رأوا فيه رجلَ المرحلة إلى أن وصل إلى كرسي قصر الأليزيه.
وقبل ذلك ما كان أحد يتكهن ولو لثانية واحدة أن ماكرون سينعم بهذا الفوز الرئاسي الكبير، ولا أحد إطلاقاً كان يتصور أن القطبيتين السياسيتين التقليديتين، واللتين طبعتا تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة، وأعني بهما اليمين واليسار، ستختفي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. كان الحدث زلزالاً سياسياً كبيراً، لأنه حتى بعض أنصار اليمين واليسار صوّتوا آنذاك لهذا المرشح الشاب. واليوم يبدو أن الفرنسيين سيصوتون لصالح الرئيس ماكرون، أولاً لضعف خلفيات وبرامج منافسيه، وثانياً لتداعيات الحرب في أوكرانيا، حيث إن الخوف يعم الفرنسيين وكل الأوروبيين، خاصة وقد بدأت أزمة غلاء المعيشة ترخي بظلالها على مناحي الحياة اليومية للسكان، وهو ما يجعل من التصويت العقابي في هذه الفترة أمراً مستبعداً إلى حد كبير.