جريدة الجرائد

اليمن الجديد... هل هلّ هلاله؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في أثناء انعقاد المشاورات اليمنية برعاية خليجية في الرياض، هلّ علينا هلال يمني منير وبشير جميل... وهو تشكيل قيادة يمنية جديدة، ومختلفة، شكلاً ومضموناً.
حسب الأخبار، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فجر أمس (الخميس)، قراراً بتشكيل مجلس قيادة رئاسي ينقل صلاحياته كافة له وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما أصدر قراراً بإعفاء نائبه، المثير، علي محسن الأحمر، من منصبه.
البيان الرئاسي قال إن مجلس القيادة الرئاسي الجديد باليمن سيتولى إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
يترأس المجلس رشاد محمد العليمي، وبعضوية 7 أعضاء هم: سلطان العرادة وطارق صالح وعبد الرحمن أبو زرعة وعبد الله العليمي وعثمان مجلي وعيدروس الزبيدي وفرج البحسني.
كل عضو في مجلس القيادة الرئاسي بدرجة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بينما يكون لرئيس مجلس القيادة الرئاسي &"حصراً&" القيادة العليا للقوات المسلحة، والمصادقة على الاتفاقيات، وإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة.
تنتهي ولاية مجلس القيادة الرئاسي، عند إجراء الانتخابات العامة وفقاً للدستور الجديد وتنصيب رئيس الجمهورية الجديد، وكل ذلك جرى بالاعتماد على المرجعيات السابقة لترتيب أمر اليمن، وفي مقدمتها الاتفاقية الخليجية وآليتها التنفيذية، واتفاق الرياض وغيرها من المرجعيات.
بعد مرور زهاء 7 سنوات على بداية المواجهة العسكرية والسياسية والأمنية مع الميليشيات الحوثية التابعة لـ&"الحرس الثوري&" الإيراني، هناك انتصارات وانكسارات، ليس على المستوى العسكري فقط، بل كذلك السياسي، إذ جزء كبير من إعاقة عمل التحالف لحماية الشرعية ومواجهة الحوثي، عائد لمكائد المجتمع الغربي السياسي ومؤسساته التي يصفها بالدولية.
هذا لا ريب فيه، غير أن شطراً لا بأس به من إعاقة العمل راجع لخلل بنيوي داخل مؤسسة الشرعية وبناء مشتركات وطنية جامعة مع الفرق اليمنية الأخرى، التي تتفق في مواجهة الحوثي، بين الجنوبيين والشماليين، بين الجمهوريين وغيرهم، بين &"الإخوان&" والسلفيين، بين العلمانيين والأصوليين.
لكنّ إعلان أمس، الذي خلق قيادة يمنية جماعية جديدة، كتب صفحة جديدة في معركة إنقاذ اليمن، رغم أن القيادة الجماعية ليست جديدة على تاريخ اليمن الحديث، فكلنا نتذكر المجلس الرئاسي السابق بين اليمنين الشمالي والجنوبي أيام علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض.
اليوم أُزيحت العناصر المعيقة للعمل الحقيقي باليمن، وتم تأسيس قيادة رئاسية جماعية شملت كل الأطراف، يكفي وجود عيدروس الزبيدي وعبد الله العليمي باوزير والمحرمي وطارق صالح في تكوينٍ قياديٍّ واحد لندرك مدى جرأة الخطوة التي تمّت أمس.
هل يغتنم اليمنيون هذه الفرصة النادرة؟ أم ينقضون غزلهم بأيديهم؟ نرجو الأولى ونخشى الثانية، لا قرّبها الله، وحفظ الله اليمن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف