جريدة الجرائد

القنبلة الفلسطينية التي لم تنفجر!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إن المتعلمين من دروس الماضي وحدهم الذين يشعرون بامتيازات تلك الدروس والتعلم والاستفادة منها على مستويات مختلفة، باستثناء حكومة الكويت التي تخشى الإقدام على التصدي لمخاطر الفكر الجهادي والمتطرف بحلول جذرية وحازمة لا تقبل التهاون والتأجيل!
من الدروس التي تعلمتها من واقع خبرة إعلامية وسياسية منذ مطلع الثمانينيات حتى اليوم أن هناك خونة بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى عميق، ولعلني لا أتجنى بالجزم أن الخونة هم الفلسطينيون الذين كانوا في الكويت اثناء الغزو العراقي، باستثناء عدد بسيط من الأبرياء الذين فزعوا للشعب الكويتي وكان لهم دورهم الاقتصادي والثقافي المهم في دعم الكويت وهي تمرّ في محنتها الصعبة.

وانتصرت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وقوى أخرى كالإخوان المسلمين في العالم ومصر تحديدا لوهم المقبور صدام حسين في تحرير فلسطين عبر العبور نحو جنوب العراق مرورا بالكويت، في حين الطريق نحو تحرير القدس مختلف تماما جغرافياً!

وتأكيداً لما وعدت به في مقالي &"خفافيش الفضاء الإلكتروني&"، عن الصحافي الفلسطيني الذي يعمل في الكويت في إحدى الصحف، تتبعت طبيعة انتماء هذا الصحافي المتشدد فكرياً ودينياً ووجدت أنه من المتباكين على &"ثورة مرسي&" وفلول جماعته، لدرجة أن قارنه -علنا- بالخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه)!

وهذا الصحافي الفلسطيني المقيم في الكويت ولديه من النفوذ في انفاذ سمومه الفكرية والمتشددة عبر نافذة الكترونية كويتية، مستغلا بيئة حرية الرأي، التي أنا وغيري كثر نؤمن فيها ونحترم بذات الوقت الرأي المخالف طالما لا يحمل سموماً ولا تضليلاً وخداعاً للرأي العام، والأهم خطورته على الأمن الوطني الكويتي.

ولكن لابد من الحذر في التعامل مع هذه الملفات، خصوصا أن الكويت دفعت ثمناً باهظاً نتيجة خيانة عدد لا يستهان به من الفلسطينيين، وتحديدا من وثقنا بهم وتعاملنا معهم برقي فكري وأخلاقي، ولكن الأيام اثبتت حقيقة الخيانة المترعرعة عند هؤلاء!

وتستدعي الذاكرة مواقف بعض الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في وكالة الانباء الكويتية (كونا) ومنهم داود سليمان القرنة، الذي انضم طوعياً إلى فريق صحيفة النداء العراقية وتمت محاكمته مع عدد آخر من الفلسطينيين محاكمة عادلة بحضور المنظمات الدولية بعد تحرير الكويت.

وقد سُرقت جميع مكائن طباعة صحيفة القبس، التي تحولت إلى مقر صحيفة النداء العراقية، من بعض الأفراد الفلسطينيين والعراقيين من الموالين والمؤيدين للغزو العراقي للكويت اثناء مرحلة الاحتلال.

بعد سنوات من سجن داود سليمان القرنة وصدور حكم مؤبد أو إعدام على ما أظن، صدرت توجيهات سامية من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بالعفو والتسفير لجميع الصحافيين الفلسطينيين المدانين إلى الأردن.

انبرى المدعو داود سليمان القرنة، الصحافي الفلسطيني، بعد تأمين وصوله إلى الأردن في نشر مقال في صحيفة أردنية زاعماً كذباً عدم صحة وجود أسرى كويتيين، وأن الكويت استأجرت عمالة آسيوية لرفع أعلام الأسرى!

بادرت آنذاك في ارسال رد على ناكر الفضل والجميل، داود سليمان القرنة إلى الصحيفة الأردنية، وتم نشر الرد مع تعليق للصحيفة بأنها قامت بدور النشر بالرغم من الأخطاء الإملائية، التي يبدو أنها كانت محور اهتمام الصحيفة وليس الرد ومضمونه!

وكانت الأجواء مشحونة في تلك المرحلة في التسعينيات في الأردن وبلدان أخرى، لذلك كانت رحلة الكويت مع ملف الأسرى عسيرة للغاية بسبب نفوذ قيادات فلسطينية وعراقية موالية لنظام صدام حسين، إلا أن الايام برهنت على صحة قضية الأسرى. ولم يكن مستغرباً استهجان الكتروني مباشر للصحافي الفلسطيني المقيم في الكويت حاليا لما ورد في لقاء مع صحافي كويتي مخضرم عبر نافذة القبس، بسبب &"التعميم&" عن الخونة الفلسطينيين اثناء الاحتلال العراقي للكويت.

ويتضح أن هناك البعض من فئة فلسطينية لم تزل في الكويت تعمل كغيرها في بث سموم المغالطات والحماية لجماعاتهم والموالين لهم تنفيذاً ربما لأجندة وهدف غير معلن حاليا حتى يتم بلوغ غاية التمدد والتوغل في مفاصل الدولة والإعلام الخاص والرسمي الكويتي!

ليس من العسير على الجهات الرسمية الكويتية، خصوصاً وزارتي الداخلية والأوقاف، أن تتخذ الإجراءات القانونية بصرامة وحزم من أجل حماية المجتمع من انتشار الفكر المتشدد والمتطرف دينياً وفكرياً، إذا ما توافرت الإرادة في التصدي لعبث متعمد ضد الاستقرار.

ولعله من المهم بمكان تجديد الأهمية لحرية الرأي والتعبير التي نصبو إليها جميعا كشعب كويتي، الا أن الخروج عن إطار النقد المباح ونشر الرأي التكفيري والجهادي لا يمكن القبول به، ولا ينبغي أن تستهين به القيادات السياسية والأمنية في الدولة. يبدو أن الحكومة الكويتية تنتظر انفجار القنبلة الفلسطينية حتى تقوم بحركة السلحفاة في قليل من الحركة والقول المائع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فقط تخيل
صالح -

فقط تخيل حجم الكرم وسمو الاخلاق عند الاخوة الكويتيين وحكومتهم, فلو كان هناك اجانب ولنقول مثلا فلسطنيين يعيشون في ايران او تركيا وقام صدام باحتلا ايران وناصر الفلسطينيين المقيمون في ايران صدام احتلاله ايران ثم اندحر صدام وخرج مكسورا ذليلا من ايران.هل يستطيع انسان ان يقول كم من الفلسطنيين سيبقى حيا او يستطيع مغادرة بلد الولي الفقيه حيا؟؟؟؟؟؟؟

عندما يتحدث التافهون
داود سليمان القرنة -

لا أدري ما هدف موقعكم من إعادة نشر هذا المقال المليء بالكراهية ضد الشعب الفلسطيني، إلا إذا كنتم طرفًا في العداء لهذا الشعب ولا أريد أن أذهب إلى ما ذهب إليه أسامة فوزي في حديثه عن "موقف إيلاف الإخباري وأسرار العداء للمغرب وفلسطين".ما يهمني هو أني كنت مسؤلا عن هذا الكاتب المغمور عندما كان مندوب أخبار في وكالة الأنباء الكويتية وكنت نائب رئيس تحريرها قبل الاجتياح العراقي للكويت. كان هذا الطْراح لا يخفي عداءه للفلسطينيين وكان من الناشطين في جهاز أمن الدولة وقد حضر جلسات محاكماتي بتهمة التعاون مع العراق لعملي في صحيفة النداء التي أسسها النظام العراقي في أثناء الغزو بعدما حوّل العاملين في الكويت إلى القطاع العام العراقي. الأستاذ داود الفرحان، الذي تنشرون مقالاته ، كان رئيس التحرير ويعرف هذا الواقع وقد قال لي قبل أن يغادر الكويت ولم يجد ثمن علبة حلوى ليشتريها لبناته: " إذا كان من مكسب في كل ما جرى فهو التعرّف إليك."هذا الكويتي، ومن قبله فؤاد الهاشم، الذي سجن في الثمانينيات لشتمه الملك عبد العزيز، احترفوا مهنة شتم الشعب الفلسطيني واتهامه بالخيانة لأن هذا هو الطريق للشهرة الرخيصة. وفي الكويت أيضًا كتاب وصحفيون وأكاديميون وفنانون محترمون لهم مواقف من الحياة، وما يؤسف له أنه في غياب الكُتاب النبلاء لم يبق في الساحة إلا بعض المتطفلين الذي يعشقون السباحة في المياه الراكدة.. ويتحدث صاحبنا عن الخيانة! ولماذا يتوقع من غيره الولاء وقد كان من بين الذين هربوا من الكويت ولم نسمع عن بطولاته في مقاومة الاحتلال العراقي. صحيح أن الذين استحوا ماتوا.