جريدة الجرائد

د. خليفة الوقيان.. على خطى التنوير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

على نحو غير مسبوق صحافياً، بادرت القبس عبر جسر الملحق الثقافي الشهري، بنشر النص الكامل للدراسة العلمية للأخ العزيز الدكتور خليفة الوقيان، والتي حظيت بالانتشار الواسع خليجياً ودولياً لما احتواه البحث من معلومات علمية قيمة للغاية.

تصدت دراسة الدكتور خليفة الوقيان بتفاصيل دقيقة عن حقبة تاريخية، وخاصة فيما يتعلق بمعركة فكرية طاحنة بين التنويريين والإصلاحيين والأصوليين بقيادة محمد بن عبدالوهاب في منتصف القرن الثامن عشر، انتصاراً وترسيخاً لهوية الثقافة المدنية في تلك المرحلة المبكرة.

جهد عظيم لا أبالغ فيه تجلى بدراسة د. خليفة الوقيان العميقة، التي من المؤكد أنها استنزفت وقتاً مضاعفاً ومراجعة اعتماداً على مراجع علمية شتى وكثيفة في عددها، وذلك يعكس الحرص العلمي على تناول مراحل تاريخية بدقة متناهية وأمانة علمية.

وفند د. خليفة الوقيان بتسليط الضوء التاريخي على كل ما أثير من مغالطات وافراط في السرد والنقل والادعاء عن الحركة الوهابية والأصوليين، في تلك المرحلة الخاصة بالوهابيين والمناصرين لهم.

ثبت أن هناك من &"مشاهير علماء الكويت لم يقبلوا الدعوة الوهابية، وفي مقدمتهم في القرنين الثامن والتاسع عشر الشيخ عثمان بن سند، الذي كان مغالياً في دعوته الوالي داوود باشا إلى القضاء على الوهابيين&".

لست بصدد إعادة نشر بحث د. الوقيان وانما الأهم ابراز الأهمية التاريخية لهذا البحث والمرجع العلمي الجديد الذي تناول بدقة وعمق &"الجذور التاريخية للحركة الإصلاحية والتنويرية في الكويت&"، لعله يفسح المجال نحو تصحيح مفاهيم مغلوطة أو مُنفرة وطاردة لدى البعض تاريخياً.

وبات الطريق خصباً لصحيفة القبس في تدشين سابقة علمية لصحيفة يومية في أن تتحول تدريجياً لصف المجلات العلمية، عبر نشر البحوث والتوسع في ترسيخ المعرفة وتوفير المراجع العلمية عبر نافذة صحافية يومية، فجماهير القراءة للصحافة أكثر اقبالاً من جماهير المجلات العلمية المتخصصة.

وصاحب النشر خطأ مطبعي ورد في النص الأصلي، مما استدعى د. خليفة الوقيان، كما ذكر لي شخصياً، في المبادرة بتحمل المسؤولية الأدبية والتوضيح لجميع المتابعين للملف الثقافي قطعاً للطريق على تحميل القبس مسؤولية خطأ مطبعي ليست مسؤولة عنه اساساً.

جرأة الدكتور خليفة الوقيان حقيقة لا تقبل اللبس، فهو شخصية نادرة في هذا الزمان المشوه، وهو أيضاً كثير الامتنان والشكر لمن يصوب له معلوماته أو يفيده بمراجع علمية تعاونه على المزيد من البحث والمراجعة.

ولعل ما يؤكد تدشين القبس الطريق نحو النشر للبحوث العلمية، مبادرة أخرى في النشر ضمن الملحق الثقافي بحث الأخ العزيز الدكتور عبدالله الجسمي بعنوان &"عبدالعزيز حسين.. رائد التفكير العقلاني الكويتي الحديث&"، وهو بحث ركز على تحليل علمي وفلسفي لشخصية عبدالعزيز حسين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف