جريدة الجرائد

الدين والعقل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم ينل الإلحاد من الدين بقدر ما نال الدين من الدين، فبينما بقيت الحملات المعادية للدين من خارجه محدودة التأثير والأثر، تكفلّت حملات المتطرفين بالقدر الأكبر من الإساءة والتخريب. إن التطرف هو الدافع الأكبر لموجة التشكيك في الدين التي تصاعدت في السنوات الأخيرة، ومع كل موجة من التطرف، وكل جيل من الجماعات والتنظيمات، وكل مساحة يحتلها الإرهابيون في الحياة أو في العقل، تصعد الموجة الأخرى بالمقابل. يبدو الأمر وكأنه تطبيقٌ للقانون الثالث لنيوتين: &"لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه&".

إن ما ارتكبته جماعات الإسلام السياسي، والتي تمتد وصولاً إلى داعش وبوكوحرام.. قد فاقم من ظاهرة الإسلاموفوبيا من جهة، ومن موجة الحرب على الإيمان من جهة أخرى. بالمقابل.. فلقد كان التطرف العلماني هو الآخر عامل إساءة لمشروع الحداثة، وعامل تعطيل للنهضة العربية، إذْ أدى الاشتباك العدمي بين متطرفي الجانبيْن إلى تسرُّب الحكمة وضياع الهدف، بعد أن غطى ضجيج العراك على معالم الطريق.

في خريف عام 1996 أجرى الكاتب هاشم صالح حواراً مع الفيلسوف الجزائري محمد أركون، وكان من بين ما قاله أركون: &"لقد تجاهلتْ الجماعات المتطرفة البعد الروحي في الدين، وركزت على البعد الإيديولوجي العنيف.. تم تشويه الدين باسم الدين، وتشويه العقل باسم العقل، لذا لابد من تطهيرهما معاً&".

من المفارقات المثيرة في هذا الصدد أن عدداً كبيراً من العلمانيين المتطرفين لم يطالعوا علوم الحداثة وآدابها، ولم يزد إطلاعهم على تجربة الغرب عن بضع قشور ومنمنمات، وعدد من العناوين العامة لرموز الحداثة ذائعي الصيت. لم تأخذ علوم الفيزياء أو الكيمياء أو الرياضيات، كما لم تأخذ فلسفة العلم، أو حالة المعرفة.. الاهتمام الكافي من قبل ذلك التيار.

لم تأخذ علوم الاقتصاد والقانون والإدارة هي الأخرى اهتماماً يذكر.. بعد أن انصبَّ جُلّ أهدافهم على السطح الدعائي للغرب. لقد انبهروا حين كان يجب أن يصمدوا، وغفلوا حين كان يجب أن يستيقظوا. المتطرفون دينياً أبعد ما يكونون عن المعرفة الدينية الحقّة، ولقد أصبح مشروعهم هو الدفع بهذه الأمة إلى طريق الجهل والفقر، وإلقاء مستقبل ملياريْ إنسان في بحر الظلمات.

إنّ من يتأمل خُطب قادة التطرف لن يجد سوى كلمات بائسة حول جهاد الطواغيت والحرب على أعداء الإسلام، وتعبئة أحواض عملاقة من الدماء على طريق الشريعة والخلافة. لن يجد المرء شيئاً ذا قيمة من الناحية الفكرية. لا علم ولا قراءة ولا معرفة، الكلمات ذاتها يعاد تركيبها فعلاً وفاعلاً.. مبتدأً وخبراً.

لا شيء عميق ولا شيء جاد، مجرد بيان قتال لا يعبِّر سوى عن زوال القلب، وإلغاء العقل. غاية القول: التطرف الديني والتطرف العلماني وجهان لعملةٍ واحدة.. يجب إنقاذ الدين من أدعياء الدين وإنقاذ العقل من أدعياء العقل.

* كاتب مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما هى المعرفه الدينيه الحقه فى الاسلام ؟
فول على طول -

ما هو الاسلام الصحيح ..ولماذا لم يظهر حتى الان ..ولماذا يسكت علماء الدين وما أكثرهم عن تبيان الاسلام الصحيح ؟ يعنى هل يختلف عن داعش ؟ والنبى يا عم الكاتب تقول لنا فعل داعشى واحد خارج تعاليم الدين الصحيح أو تسكت ينوبك مليون ثواب .؟ يعنى علماؤكم لا يعرفون الدين الصحيح ؟ يعنى لما تسمع الحوينى ومحمد حسان وحسي يعقوب وتعاليمهم الداعشيه تقدر تقول عنهم أنهم لا يعرفون تعاليم دين الحق ؟ وطيب والنصوص التى يؤكدون بها أقوالهم ..ماذا تقول عنها ؟ يتبع

الدين والعقل
فول على طول -

وبما أنك تتكلم عن الدين والعقل ...يعنى مفروض أن عقلى يكذب النصوص ويكذب العلماء والمشايخ ويكذب كل ما يراه ويشاهده من أقوال العلماء والتطبيق العملى لأقوالهم ويقول أن ليس هذا هو الدين الصحيح ؟ اذن ما فائدة العقل ؟ لماذا لا تكون المصيبه فى الدين نفسه ونحترم عقولنا ونقول الصدق ؟ يعنى أنت عندك نصوص ومشايخ وعلماء يؤكدونها ..كيف نقول أن هذا ليس من الدين ؟

عيب عليك يا مسلمانى
فول على طول -

كفى لغو كلام ..وكفى تهريج وهروب وقت الجد ...أقرب الناس اليكم لا يصدقونكم لأنكم كذابون وكاذبون وتتنفسون الكذب ولا تخجلون . ..الحاج جوجل رضى الله عنه وأرضاه والحاجه انتنرنت والميديا رضى الله عنهم جميعا فضحوا كذبكم ..المصيبه أنكم أنتم لا تخجلون . ..تحب تعرف النصوص والتفاسير ؟ طبعا أنت تعرفها جيدا ..اذن لماذا والى متى الكذب ؟ تجميل القبح دائما يكون أقبح من القبح نفسه . ..فهمت ؟

قليل من المصداقية والحيادية ونبذ التعصب الطائفي لا يضرون كاتب نزيه يا سيد مسلماني
حمص الشام -

أنت تعرف جيدا يا سيد مسلماني من هم مؤسسي داعش وممولي بوكو حرام الذين تنسبهم للإسلام والمسلمين .زورا وبهتانا بدافع طائفي متطرف وهو منهم براء. وأنت تعرف من هو مؤسس داعش في ليبيا المدعو أبو حفص إمام المسجد شيخ الموساد بنيامين أفرام الذي فضح مؤامرات تل أبيب وداعش لتفتيت ليبيا. والذي ألقت القبض عليه سلطات طرابلس.. واعترف أنه أسس فرقة إرهابية داعشية من 200 داعشى لتنفيذ عمليات إرهابية.. ومهد طريق هجرة يهود ليبيا إلى إسرائيل. وأنت تعرف جيدا أن الظواهري والجولاني تدربوا وتأهلوا في مخابرات النصيري بشار بهرزي . وأنت تعرف من نقل الدواعش بباصات مكيفة إلى السويداء لقتل الدروز وشمال سوريا لقتل الأكراد أليس حسن الإيراني المنتحل اسم حسن نصر الله؟ ليتك تحدثنا يا سيد مسلماني عن الإرهاب النصيري في سوريا من إبادة للشعي السوري وتهجير نصف السكان بمشاركة المليشيات الخمينية الطائفية الإجرامية وما قاموا به من جرائم يعادل مليون ضعف ماقام به أوباش داعش وبوكو حرام