السعودية والريادة في العمل الإنساني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في مبادرة تعزز من دور المملكة الريادي في العمل الإنساني، ينظم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، منتدى الرياض الدولي الإنساني في دورته الثالثة.
لا شك أن تجربة المملكة في العمل الإنساني كبيرة وانتشرت لتشمل كثيرا من دول العالم بمختلف احتياجاتهم سواء الدعم العاجل بسبب الجوائح والكوارث أو الدعم المستمر، نظرا إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول لأسباب انتشار الفقر والحاجة في تلك الدول حتى أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أحد أهم المراكز في العالم ومن الأكثر انتشارا ودعما بين دول العالم، ما يرسخ ويعزز دور المملكة الإنساني برعاية من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والمجتمع السعودي في الأعمال الإنسانية داخل المملكة وخارجها. لا شك أن العمل الإنساني مسؤولية على كل من لديه قدرة على مساعدة الناس وتضميد جراحهم والإحساس بمعاناتهم عاجلا من خلال تقديم الدعم الفوري والعاجل دون توان وبأفضل الطرق.
تجربة المملكة رائدة في العمل الإنساني خصوصا للأشقاء في الدول العربية والإسلامية، وقد كشفت الأزمة التي مرت على العالم خلال كوفيد- 19 حجم الاهتمام والحرص الذي تقدمه المملكة في ظل هذه الأزمة، التي كشفت عن صعوبات تواجهها الدول حول العالم في تقديم الاحتياجات الأساسية للحد من الأزمة، إلا أن المملكة لم تتوان عن مساعدة أشقائها في مختلف دول العالم.
تجربة المملكة تعتمد على تراكم الخبرة فيما يتعلق بالعمل الإنساني الذي بدأ مع المؤسس -رحمه الله- بالدعم بالممكن للأشقاء عند الاحتياج وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وقد كان اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالعمل الإنساني قديما ومستمرا وأكثر استدامة من خلال إنشاء مؤسسات خيرية واجتماعية متخصصة تستهدف شرائح أكثر احتياجا في المجتمع. ومع تطور العمل ونجاح التجربة أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني مركزا متكاملا لمختلف أشكال الدعم والتنسيق في العمل الإنساني خارج المملكة، كما أن مبادرة إنسان أصبحت منصة وشبكة إلكترونية لتعزيز التواصل بين الجهات الخيرية والاجتماعية والمجتمع بحيث يتم التبرع وفق أهداف وغايات المتبرعين بما يسهل عليهم الوصول إلى المحتاج دون وصول الأموال لغير مستحقيها، وبهذا يمكن أن يكون هناك كفاءة عالية في دعم المحتاجين إضافة إلى تشجيع الناس على دعم العمل الخيري والإنساني نتيجة رؤيتهم لأثر تبرعاتهم في المحتاجين لها.
هذا المؤتمر في نسخته الثالثة يعزز من اكتمال منظومة العمل الإنساني في المملكة حيث تحول من ممارسة إلى تجربة يمكن أن تكون ملهمة لكثير من المؤسسات الخيرية حول العالم، حيث إن منظومة العمل الإنساني في مركز الملك سلمان لا تقتصر على التبرعات المالية والعينية بل تشمل العلاج لأكثر حالات المرض صعوبة في مراكز متنقلة مكتملة الخدمات، كما أنها تطورت لتشمل مواجهة الأعمال الإرهابية والإجرامية من خلال مشروع مسام لنزع الألغام التي كانت ولا تزال أحد أسباب القتل البشع وفقدان الأطراف والتشوهات للبشر خصوصا في بلد الجوار الشقيقة اليمن.
من الأمور التي بالتأكيد أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يمكن أن يكون رائدا فيها هو بناء منظومة أكاديمية أو التعاون مع المؤسسات التعليمية في المملكة لبناء منظومة تعليمية أو إنشاء أكاديمية متخصصة، خصوصا أن المملكة تستهدف الوصول إلى مساهمة القطاع غير الربحي بـ5 في المائة من الناتج المحلي، ويتطلع أيضا إلى الوصول إلى مليون متطوع ضمن رؤية المملكة 2030، فالخبرة والتجربة في العمل الخيري في المملكة خاصة مركز الملك سلمان تجعله يعزز من مساهمته بالمعرفة في الأعمال الخيرية والإنسانية.
الخلاصة، إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أحد أهم التجارب العالمية في العمل الإنساني، وتنظيمه للمؤتمرات في هذا الشأن يجعله منصة لتبادل التجارب في العمل الخيري والإنساني، ووجود أكاديمية في هذا الشأن يجعل من التجربة أكثر انتشارا وتأثيرا باعتبار أن العمل الإنساني أصبح اليوم منظومة عمل، والالتزام فيها والكفاءة والاحترافية متطلبة لضمان وصول الدعم إلى المحتاج بما يحقق احتياجه ويضمد جراحه.