«غوغل» مهم.. لكن غير كاف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بوسعنا جميعاً، وبصرف النظر عن طبيعة اهتماماتنا وميولنا، أن نتخيل كيف ستكون حياتنا لو فقدنا، لأي سبب، ما يقدّمه لنا محرك البحث &"غوغل&" من معلومات نحتاجها، وبوسعنا إدراك أهمية هذه &"النعمة&" حين نتذكر كم من الوقت سيستغرق البحث عن تلك المعلومات لو لم يكن &"غوغل&" متاحاً.
المعرفة الإنسانية لم تبدأ مع نشوء محرك البحث هذا أو سواه، ولن تنتهي بانتهائه بطبيعة الحال. في أزمنة غابرة لم يكن البشر قد عرفوا فيها لا الإنترنت وحده، وإنما حتى الكهرباء، انكبّ العلماء ورجال الفكر والأدب والفلسفة على البحث والتنقيب في بطون الكتب والمراجع، وفي ما تيسر لهم الوصول إليه من وثائق ومخطوطات، وكان الأمر يتطلب منهم السهر ليالي على ضوء شمعة يحركه الهواء يمنة ويسرة، لكنهم منحوا البشرية ما منحوها من التراث العظيم الذي شكّل مخزوناً ثرياً في المعرفة.
واليوم أيضاً، لن يكون &"غوغل&" أو أي محرك بحث يمكن أن يحلّ محله في المستقبل، كافياً لبلوغ كل ما نحتاجه من معلومات وتاريخ وقائع. كل مؤلف كتب أو حتى طالب دراسات عليا يعرف ذلك جيداً. يعيننا الإنترنت، لكنه ما زال أعجز، وربما سيظلّ، عن الإحاطة بكل ما نحتاجه من معارف ومعلومات وتواريخ.
صحيح أن ما ندعوها ب &"بطون الكتب&" قد تنطوي، هي الأخرى، على أخطاء ومغالطات، أو على بيانات وأحكام لم تزكها الحياة، ما يتطلب من الباحث الحصيف والرصين الدقة والتريث، لكن سهولة تضمين شبكة الإنترنت المعلومات على أنواعها من قبل كل من يرغب، دون خضوعها لأي تمحيص، تجعل كمية الخطأ والزيف على الشبكة كبيرة جداً، ومن هنا يأتي محذور تعميم ما يصادفه أي منا من معلومات حول موضوع يبحث فيه ويصدّقها ويعتمدها دون التيقن من مدى صحتها أو دقتها.
مؤخراً دارت مناقشات أيضاً حول قيام &"غوغل&" بحجب بعض الموضوعات التي يرى القائمون على المنصة أنها حساسة من على محرك البحث، أي أنك لو وضعت في خانة البحث المفردة، أو الجملة، التي تعتقد أنها مفتاح ما ترغب في الاطلاع عليه، فإنك قد لا تجد ما تريد، لأن المنصة ارتأت حجبه لاعتبارات شتى، ليست السياسة ببريئة منها.