جريدة الجرائد

هجرة إلى لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليس جديداً على لبنان، وعاصمته بيروت تحديداً، أن يكون وجهة الباحثين عن مساحات من الحرية غير المتاحة في أوطانهم. في عصر بيروت الذهبي، خاصة بين ستينات وسبعينات القرن الماضي، حطّ رحال مثقفين وأدباء عرب كثر فيها، لأنهم استنشقوا هناك أوكسجين الحرية الذي عزّ عليهم في أوطانهم الأم، قبل أن تمزق الحروب والتدخلات الخارجية وصراعات أمراء الطوائف لبنان، وتفقده الكثير مما كان له من مميزات.

ومع أن هجرة اللبنانيين، والشوام عامة، إلى إفريقيا وأمريكا الجنوبية وسواها ليست جديدة، ويعود بعضها إلى فترة الهيمنة العثمانية على المشرق العربي، لكن ما عانى ويعانيه لبنان اليوم حرمه الكثير من أدمغته وكفاءاته التي وجدت نفسها محمولة على الهجرة منه.
سيفاجئنا أن لبنان الذي كفّ أن يكون مقصدأً، اختارت سياسية أوروبية مرموقة الهجرة إليه، هي وزيرة الخارجية النمساوية السابقة، كارين كنيسل، التي أعلنت خلال مشاركتها في &"منتدى الشرق الاقتصادي&" المنعقد في أقصى الشرق الروسي، أنها اختارت العيش في لبنان بعد أن وجدت نفسها مكرهة على مغادرة وطنها.
كانت كنيسل قد تعرضت لتهديدات بالقتل والاعتداء عليها بعد أن نشرت على حسابها على منصة &"تويتر&" كاريكاتيراً يظهر سياسيي الاتحاد الأوروبي وهم يتوسلون للحصول على الغاز الروسي من فلاديمير بوتين، ما أثار حفيظة مؤيدي أوكرانيا ودعاة فرض العقوبات، ورغم أنها تخلت عن وظيفتها في مجلس الإشراف في شركة الطاقة الروسية العملاقة &"روسنفت&"، إلا أن التهديدات ضدها لم تتوقف.
يبقي مثيراً للفضول لماذا اختارت كارين كنيسل، التي شغلت موقع وزيرة الخارجية في النمسا من عام 2017 إلى عام 2019، لبنان بالذات إلى الهجرة إليه، وهذا ما تناولته هي نفسها حين أوضحت أنها فضلت العيش في لبنان على روسيا رغم إتقانها اللغة الروسية أيضاً إلى جانب اللغة العربية التي قالت إنها تتقنها أفضل، كما أن لديها أصدقاء في لبنان.
وسنسأل، بدهشة: لماذا اهتمت المرأة بدراسة اللغة العربية؟ ولكن شيئاً من هذه الدهشة سيتبدد حين نقرأ في سيرتها أن المرأة قضت جانباً من طفولتها في العاصمة الأردنية عمّان، حيث عمل والدها طياراً خاصاً للملك الراحل الحسين بن طلال، وأسهم بعد ذلك في تأسيس الخطوط الملكية الأردنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف