جريدة الجرائد

اليوم الوطني والأفكار الإبداعية!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حراك فني نعيشه حاليا استعدادا لليوم الوطني، الجهات الحكومية والخاصة في سباق محموم لإنتاج عمل فني درامي أو غنائي احتفالا بهذه المناسبة المهمة علينا جميعاً، الكل سيرى أن عمله هو الأفضل وأن الفكرة التي قدمها مختلفة عن الآخرين، وبطبيعة الحال وحسب كل ميزانية سنجد من سيستعين بنجوم التواصل الاجتماعي والحسابات الإخبارية للإشادة بعمله ونشره بصورة مكثفة، كلٌ حسب ميزانيته المالية، والكاسب الأكبر شركات الإنتاج الفني وتطبيقات التواصل الاجتماعي الكبرى التي بدأت من فترة للتسويق لهذه المناسبة.

لا بد أن نتفق أن أي عمل للوطن سيكون جميلا ورائعا، لأن الواقع يقول إنه مهما بذلنا من حرفية إنتاجية وأفكار إبداعية لن نوفي الوطن ومناسبته العظيمة حقه، في السابق كان اليوم الوطني كمناسبة مهمة يمر مرور الكرام وهذه حقيقة عشناها أنا وأبناء جيلي ومن سبقنا، كان الأمر يقتصر على تكرار مشاهد تلفزيونية لم تتغير عبر التلفزيون وضيوف تقليدين بطرحهم ويستمر البث إلى ما قبل الفترة المسائية وتعود الحياة البرامجية إلى طبيعتها، علماً أن الكل في عمله أو مدرسته ونادراً من يتابع برامج هذا اليوم بسبب وقت البث!

كان الإعلام المقروء المتمثل بالصحف والمجلات هو الأبرز في تغطية هذا اليوم وإبرازه إعلاميا، وساعد على ذلك وبدرجة كبيرة دعم الشركات إعلانيا للصحف وانتشار التصميمات الصحفية المميزة التي تتناول هذا اليوم، مع مقالات وموضوعات صحفية ثرية ومشوقة، ولكن سيطرة فئة معينة على المشهد السعودي، ساهمت في أن تكون الاحتفالية باليوم الوطني محدودة وأحيانا يتم بكافة الطرق تحجيمها والاستناد على تحريمات معينة يتم الاستعانة بها ونشرها بالمجتمع الخاضع اجتماعيا لتلك الأفكار والمبادئ!

تطور الأمر كثيرا وأصبحنا بنقلة عظيمة، جعلتنا نستدرك أن اليوم الوطني السعودي ومن دون مبالغة هو يوم عظيم تاريخيا، فهو قصة توحيد لبلاد مترامية الأطراف، فهذا التوحيد هو معجزة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة، لأن التوحيد لم يكن مقتصرا على المواقع والأراضي مثله مثل دول أخرى سبقتنا، ولكن توحيد مجتمعات مختلفة بالشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، بتآلف وترابط تاريخي مهم لمجتمعات كانت أغلبيتها أمية وفقيرة، فكان ترابط أبناء هذه الأمة نموذجا حياً يستحق الاحتفال والتباهي به.

لذلك أرى أن التفكير والتنافس لعمل أفلام قصيرة عن اليوم الوطني لا بد أن يكون بالكيف وليس بالكم، العملية ليست مسألة روتينية يتم التخطيط إعلانيا وإعلاميا لها سنويا، لا بد من العناية بالأفكار والرسائل لهذه الأعمال، لأن كل عام نجد الكم والعدد القليل من الأعمال المميزة، بالإمكان خلق أفكار فنية إبداعية بعيدة عن محدودية فكرة فيلم قصير، الأفكار الإبداعية موجودة وتحتاج لمن يبحث عنها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف