جريدة الجرائد

الجوائز الثقافية الوطنية هذا العام غير

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أقيم قبل أيام حفل توزيع الجوائز الثقافية الوطنية الذي تقيمه وزارة الثقافة والذي يعد إحدى مبادراتها ضمن برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية 2030م وبكل تأكيد فإن المجتمع الثقافي كان ينتظر هذا الحدث المهم والذي يعد نقلة نوعية لتعزيز دور الثقافة بالمجتمع وإبراز أعمال المبدعين والموهوبين وكذلك دور المؤسسات الثقافية وكذلك القطاعات، فالجوائز الوطنية للأعمال الثقافية ظاهرة عالمية حميدة لها قيمة معنوية رفيعة ونيلها شرف يتمناه كل من يعمل بالمجالات الثقافية والمملكة وطن زاخر بالإرث الثقافي وغني جداً به وبالمبدعين بمختلف فروع الثقافة الستة عشر التي يتم منح الجوائز لمن ينتمون لها من مبدعين ومؤسسات وتعد هذه السنة هي الدورة الثانية لهذه المبادرة الوطنية والتي حققت نجاحاً بدورتها الأولى بالرغم من الظروف التي كانت تطغى على العالم بسبب الاحترازات التي واكبت التصدي لجائحة كورونا.

فتشجيع المحتوى والإنتاج الثقافي لخدمة القطاعات الثقافية هو ما تسعى له المبادرة حيث يتم تقديم دعم مادي ومعنوي للفائزين وكذلك دعم إنتاجهم الثقافي والاحتفاء به إعلامياً ومجتمعياً ومنحهم التمثيل الشرفي لأحد القطاعات الثقافية في الفعاليات والمناسبات التي تعقد خلال العام، وذلك ضمن سعي المبادرة إلى تحقيق تطلعات رؤية المملكة في القطاع الثقافي، أما أهداف المبادرة فتتمثل في &"الاحتفاء والتكريم بأهم الإنجازات الثقافية الوطنية التي تتحقق كل عام، وكذلك تشجيع وتحفيز الإنتاج الثقافي بالدعم والتمكين المادي وغير المادي، إضافةً لتسليط الضوء على المواهب الثقافية الوطنية وإبراز إنتاجها الثقافي محلياً ودولياً، وتشجيع المشاركة المجتمعية بالتفاعل مع الساحة الثقافية من خلال متابعة مراحل الجوائز الثقافية، وتكريم رواد القطاع الثقافي وتقدير جهودهم المبذولة في خدمة قطاع الثقافة عبر مختلف الأجيال، وتحفيز القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية لتبني وتطوير المواهب الثقافية من خلال برامج خاصة &" فالأهداف تعد محفزة لتنشيط الحراك الثقافي وتشجيع الموهوبين والمبدعين من فنانين ومؤسسات وناشطين بالمجال الثقافي للعمل بجد ونشاط نظراً لوجود مثل هذا الحافز فالجوائز تنقل الحاصل عليها لمرحلة جديدة وتفتح له المجال للحصول على دعم يسانده في مسيرته المهنية.

وعند النظر بحوكمة المبادرة وطرق الترشيح والاختيار للأعمال أو المرشحين النهائيين فهناك معايير وضعت من قبل الوزارة حسب ما هو معلن وحددت الشروط وآليات الترشيح ما بين من يرشح نفسه ومن يتم ترشيحه عن طريق الغير أو من ترشحه لجان مختصة داخل الوزارة والتقديم يتم إلكترونياً ومن خلال المرور على كافة بنود الترشيح وطرقه ومن خلال ما يتم تداوله بالوسط الثقافي ممن يتقدمون بملفاتهم للموقع فهم يواجهون بعض الصعوبات في رفع الملفات نظراً للمتطلبات الكثيفة وهو ما يعد جانبا تقنيا يمكن حله مستقبلاً إلا أن من يطلع على بعض الجوائز التي تقدم بدول سبقتنا بهذا المجال يجد أن حوكمة تلك الجوائز منتشرة ومعلومة للجميع بالوسط الثقافي وذلك بكل تأكيد بسبب قِدم مبادرات الجوائز عندهم بما في ذلك معايير الترشيح والتقييم الذي تحدد على أساسه آلية الانتقال من مرحلة لأخرى ومن يفوز وليس المقصود المتطلبات للتقديم فهي أمور مهمة للمشاركين حتى يتقنوا المتطلبات بدقة كما نأمل النظر بإمكانية الإعلان مسبقاً قبل أيام من حفل إعلان وتوزيع الجوائز عن الأعمال النهائية التي تتنافس على الجوائز بما أنه تم الوصول للمرشحين النهائيين لكل فرع من الجوائز ليتسنى للعموم ممن يهتمون بالشأن الثقافي الاطلاع عليها كما أن هذا العام كرم فائز واحد عن كل فرع بعكس ما كان بالعام الأول للمبادرة حيث فاز ثلاثة متنافسين عن كل فرع مع وضع مركز لكل فائز (أول وثان وثالث) فتعدد الجوائز عن كل فرع يسمح بتكريم أعداد أكبر وهذا الأمر يشجع على المنافسة بنطاق أوسع كما أن إعطاء المجال للتوسع أكثر بفروع جائزة الفنون البصرية الرسم تحديداً ليشمل كل المدارس المعروفة في غابة الأهمية لا أن يقتصر على مدرسة واحدة من الفن المعاصر أو المدارس الحديثة فقط، كما يلاحظ وضع شرط العمر لمن يتقدم على ألا يقل عن 21 عاما فلما لا يكون من عمر أصغر من ذلك لتتوسع دائرة المنافسة ببعض فروع الجوائز على الأقل كالفنون البصرية والمسرح والفنون الأدائية.

مما لا شك فيه أن هذه المبادرة ناجحة بامتياز وتشكر وزارة الثقافة على إطلاقها بمستوى راق ومن الواضح أنها ستشهد تطورات إيجابية سنوياً حتى تصل لأن تكون مسرحاً تنافسياً يلهم كافة المثقفين بمختلف أفرع الثقافة على الإبداع للحصول على هذه الجائزة التي ستقدمهم بكافة المحافل المحلية والعالمية بما يليق بقيمة وثراء الثقافة السعودية التي تنتقل لمرحلة جديدة ستعزز دورها ليس بالمجتمع فقط بل بالاقتصاد الوطني بما يرفع من حجم الناتج المحلي ويضخ استثمارات كبيرة من القطاع الخاص الذي يعول عليه في نشر الثقافة فالمؤسسات الثقافية الصغيرة نأمل أن تحدد لهم جوائز خاصة يتنافسون عليها إذ لا يمكنهم منافسة الكيانات الكبيرة فهي التي تنشر الثقافة بإطار واسع بمختلف فروعها فمنها دور نشر وكذلك الترجمة والمعارض الفنية التي تعرض أعمال التشكيليين السعوديين بنطاق واسع وتساهم بانتشار فروعها في المدن بدعم المشهد الثقافي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف