جريدة الجرائد

الانتخابات والتنمية السياسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انفضّ‭ ‬الفصلُ‭ ‬التشريعيُّ‭ ‬الخامس،‭ ‬وعادت‭ ‬دورةُ‭ ‬الأيامِ‭ ‬ليعيشَ‭ ‬معها‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لحظاتٍ‭ ‬وتفاصيل‭ ‬استعدادات‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬البحريني‭ ‬المرتقب‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم،‭ ‬يوم‭ ‬الاقتراع‭ ‬للانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية،‭ ‬والتي‭ ‬تُعدُّ‭ ‬نتاجًا‭ ‬لما‭ ‬اجتمعت‭ ‬عليه‭ ‬الإرادةُ‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬وإرادة‭ ‬الشعب،‭ ‬والتي‭ ‬انبثقت‭ ‬من‭ ‬الرؤيةِ‭ ‬والرغبة‭ ‬الملكية‭ ‬الصادقة‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬للمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭. ‬

وإنه‭ ‬لحراكٌ‭ ‬جميل،‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬وعليه‭ ‬ما‭ ‬عليه،‭ ‬ويهمني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بصفتي‭ ‬مهتمة‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬ومترشحة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬أن‭ ‬أتطرق‭ ‬إلى‭ ‬موضوعين‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬واجبي‭ ‬تناولهما‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليهما‭.‬

الموضوع‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬الدورُ‭ ‬الجوهري‭ ‬الذي‭ ‬يقومُ‭ ‬به‭ ‬معهدُ‭ ‬التنمية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬ورفع‭ ‬مستواه‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬عبر‭ ‬تنظيم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬المتخصصة‭ ‬لتهيئة‭ ‬المرشحين‭ ‬وتوعية‭ ‬الناخبين‭ ‬وتهيئة‭ ‬وتثقيف‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬مباشرة‭ ‬الرقابة‭ ‬الأهلية‭ ‬المجتمعية‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وأوجه‭ ‬تحية‭ ‬شكر‭ ‬وتقدير‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المعهد‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬سلّمه‭ ‬الوظيفي‭ ‬إلى‭ ‬قاعدته‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬ذكرتها‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬قدّمها‭ ‬المعهد‭ ‬مشكوراً‭ ‬للفئات‭ ‬المستهدفة‭ ‬بشكل‭ ‬مجاني،‭ ‬تأصيلاً‭ ‬للثقافة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬كما‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬المتدرب‭ ‬والكفاءات‭ ‬المُدرّبة‭ ‬للاستزادة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬وكسب‭ ‬المعارف،‭ ‬وهذا‭ ‬يجرّني‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اللقاء‭ ‬الجماهيري‭ ‬المميز‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬المعهد‭ ‬بعنوان‭ (‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭) ‬لمعالي‭ ‬الشيخة‭ ‬مريم‭ ‬بنت‭ ‬حسن‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائبة‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬والذي‭ ‬تميّز‭ ‬بالشفافية‭ ‬والقوّة‭ ‬والصراحة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬أشبه‭ ‬بحديث‭ ‬القلب‭ ‬للقلب‭ ‬الذي‭ ‬أبرز‭ ‬دور‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬باعتبارها‭ ‬شريكا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭.‬

ولي‭ ‬شخصياً‭ ‬مع‭ ‬معهد‭ ‬التنمية‭ ‬السياسية‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تأسيسه‭ ‬وإطلاقه‭ ‬برنامج‭ ‬الدبلوم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬السياسية‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تخُني‭ ‬الذاكرة،‭ ‬باعتباره‭ ‬باكورة‭ ‬أعمال‭ ‬المعهد‭ ‬والذي‭ ‬تشرفت‭ ‬بالمشاركة‭ ‬فيه‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬الذين‭ ‬شغلوا‭ ‬مناصب‭ ‬عليا‭ ‬مهمة‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬طابوا‭ ‬وطاب‭ ‬ذكرهم‭.‬

أما‭ ‬الموضوع‭ ‬الآخر‭ ‬فإنه‭ ‬يتعلق‭ ‬بأصول‭ ‬مباشرة‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬تنظيمها‭ ‬بقرار‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة،‭ ‬فبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬141‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬بشأن‭ ‬تنظيم‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬لانتخابات‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬قد‭ ‬خلا‭ ‬من‭ ‬نص‭ ‬صريح‭ ‬يُحدد‭ ‬تاريخ‭ ‬بدء‭ ‬وانتهاء‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬ما‭ ‬أوقع‭ ‬المرشحين‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬حتى‭ ‬صدرت‭ ‬فتوى‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬المختصة،‭ ‬ويرجى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تلافي‭ ‬ذلك‭.‬

أما‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬ذاتها‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أنها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬فعالة‭ ‬للرقابة‭ ‬عليها،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُحاط‭ ‬بضوابط‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬استحواذ‭ ‬مرشح‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الإعلانية‭ ‬وتحدد‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات،‭ ‬إذ‭ ‬لوحِظ‭ ‬مبالغة‭ ‬بعض‭ ‬المرشحين‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الإعلانات‭ ‬الانتخابية‭ ‬بأحجامها‭ ‬المختلفة،‭ ‬بل‭ ‬ووضعها‭ ‬بطريقة‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬وتعيق‭ ‬المرشحين‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬إعلاناتهم‭.‬

وأعلم‭ ‬أن‭ ‬الحمل‭ ‬ثقيل‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬المراقبة‭ ‬للدعاية‭ ‬الإعلانية‭ ‬ولاسيما‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬إقبالاً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬على‭ ‬الترشح‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭ ‬الانتخابية،‭ ‬ولكن‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاحتمالات‭ ‬وأن‭ ‬تستعد‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬ومن‭ ‬المقترح‭ ‬لذلك‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬ضوابط‭ ‬أكثر‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬ويتم‭ ‬تعديلها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬انتخابية‭ ‬وفقاً‭ ‬لتغير‭ ‬الأعداد‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الترشح،‭ ‬بحيث‭ ‬يُخصص‭ ‬لكل‭ ‬مرشح‭ ‬عدد‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الإعلانات،‭ ‬كنتيجة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬جغرافية‭ ‬للمنطقة‭ ‬توضع‭ ‬المواضع‭ ‬الملائمة‭ ‬لوضع‭ ‬الإعلانات‭ ‬وتُقسّم‭ ‬كمواقع‭ ‬إعلانية‭ ‬متناسقة‭ ‬يحظى‭ ‬كل‭ ‬مرشح‭ ‬بعدد‭ ‬متساوٍ‭ ‬منها‭ ‬إعمالاً‭ ‬لمبدأ‭ ‬المساواة‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬ندعو‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬إلى‭ ‬إعمال‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الإعلانات‭ ‬والمطبوعات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬عرضة‭ ‬لتلاعب‭ ‬البعض‭ ‬تتضاعف‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق،‭ ‬وأقترح‭ ‬تنظيمها‭ ‬بقرار‭ ‬يوازن‭ ‬بين‭ ‬ربح‭ ‬التاجر‭ ‬وحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬بلا‭ ‬ضرر‭ ‬ولا‭ ‬ضرار‭.‬

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف