جريدة الجرائد

التحديات العالمية أمام رابطة آسيان والأولويات «2 من 2»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تبقى رابطة الآسيان التكتل الاقتصادي المهم درعا ثمينة ومتينة لدول المنطقة، حتى ونحن نرقب الآفاق الواعدة لرابطة "آسيان"، لا مجال أمامنا للتراخي. وعلينا كذلك أن ندرك أن هذه الدول قد تضررت من الندوب التي خلفتها الجائحة، وتواجه أضرارا الآن من تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي. ولذلك، من المهم للغاية أن تركز رابطة "آسيان" سياساتها في ذلك السياق العالمي وأن تدرك وجود هذه الندوب.

ويقودني هذا إلى نقطتي الثالثة، أولويات السياسات.
أولا، الاعتراف بأن الأولوية في بيئة السياسات العالمية هي مكافحة التضخم المزمن. ويجب على البنوك المركزية أن تشدد سياساتها وأن تفعل ذلك إلى حين انخفاض التضخم بشكل ملموس. وهذه هي الخطوة الصحيحة التي ينبغي اتخاذها لأن استقرار الأسعار مطلب أساسي للنمو. ونحن نعلم أيضا أن التضخم أشد ضررا على أشد الناس فقرا.
ومن ثم، فنحن نتوقع من البنوك المركزية الكبرى، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي، أن تستمر على المسار نفسه. وهذا يعني أن التشديد لن يكون ظاهرة قصيرة الأمد. ويتعين على الدول أن تأخذ ذلك في الحسبان في سياساتها النقدية وسياسات أسعار الصرف الخاصة بها ـ مع الاعتراف أيضا بأن قوة الدولار تصحبها أسعار الفائدة المرتفعة هذه.
ثانيا، ينبغي الاعتراف بأنه في حين أن الضرر قد أصاب الجميع، فإن بعض شرائح المجتمع تتضرر أكثر من غيرها. وبالتالي، يتعين توجيه سياسة المالية العامة بحكمة نحو أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة ـ لأننا لا نعرف إلى متى سنحتاج إلى اللجوء إلى الموارد العامة الشحيحة لتقديم تلك المساعدة.
ثالثا وأخيرا، هناك فرص هائلة محتملة أمام رابطة "آسيان". فالتغيرات في سلاسل الإمداد تصنع فرصا جديدة. وعلينا أن نغتنم الفرص التي يتيحها الاقتصاد الأخضر الجديد القادر على تحمل تغيرات المناخ. والتحول الرقمي يوفر فرصة أخرى وقد ساعد هذه المنطقة بالفعل على تحقيق مستوى أداء أفضل، وإن كان التحول الرقمي ينطوي كذلك على مخاطر خاصة به.
إذن عموما، أحسنت صنعا يا رابطة "آسيا". فنحن في حاجة إلى نجم ساطع في سمائنا الرمادية. ولكي يبقى ساطعا، نحتاج إلى عالم متكامل، عالم نعمل فيه جميعا معا من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف