تفسيرات أمريكية متضاربة عن زيارة زيلينسكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل كان التضارب في المعلومات الرسمية والمعلنة عن نتائج زيارة زيلينسكي رئيس أوكرانيا لواشنطن، مقصوداً لذاته، حتى ولو بقي العالم في حالة حيرة مما يجري؟
البيانات الرسمية تؤكد أن واشنطن أعطت رئيس أوكرانيا كل ما يريده، ثم تدافعت معلومات أخرى من مصادر علمية بأن أمريكا لم تعطه كل ما طلبه.
أيضاً كان طبيعياً التوقف باهتمام أمام وصف زيلينسكي للزيارة وأهدافها الحقيقية، بقوله صراحة إن النتيجة التي ستنتهي إليها الحرب هي التي ستقرر مستقبل النظام العالمي، وإن عام 2023 سيكون نقطة تحول في مصير هذا النظام، وعلقت شبكة &"فوكس نيوز&" على ما قاله بأنه يرى أن ما يجري هو نضال حول مستقبل النظام العالمي.
وأفاضت مصادر أمريكية عديدة في تشخيص الهدف الحقيقي من الزيارة، والذي ذكرته البيانات الرسمية، لكن هناك ما أعلنه السياسي كريس مكجيل، بأن الزيارة جاءت كتحرك مضاد لظهور معارضة ضد استمرار المساعدات لأوكرانيا، وهو ما أكده الكاتب لوك هارد ينج من أن زيلينسكي جاء في هذا التوقيت لمواجهة معارضة متزايدة للدعم لأوكرانيا. لكن الأهم من ذلك هو ما كان يجري وراء الغرف المغلقة بين بايدن وزيلينسكي، واستشهدت بما سبق أن حدث في يونيو الماضي عندما فقد بايدن أعصابه أثناء مكالمة تليفونية مع زيلينسكي الذي كان يطلب المزيد من المساعدات.
لكن التقارير الرسمية ظلت تكرر الإيضاح بأن هدف الزيارة من وجهة نظر بايدن، هو إرسال رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعالم باستمرار مساندة أمريكا لأوكرانيا.وبالرغم مما أعلنه زيلينسكي من أنه يعود إلى بلاده بنتائج جيدة، إلا أن مراكز بحوث عديدة قالت إنه لم يحصل على كل ما أراده، وإن من أهم أهداف زيارته احتياجه للحصول على ما يؤكد له أن إدارة بايدن، والكونجرس، سوف يهتمان باستمرارية الائتلاف مع أمريكا طوال عام 2023 وما بعده. في وقت تأتي فيه الزيارة، بينما مستقبل الدعم الأمريكي محاط بقدر من الشكوك.
وفي أجواء خطاب زيلينسكي في الكونجرس، كان البعض من الأعضاء يعربون عن الشك في استمرار المساعدات بنفس المعدل، كما أن زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ كرر اعتراضات سابقة له إزاء تقديم &"شيك على بياض &- حسب تعبيره &- للمساعدات العسكرية، بمليارات الدولارات التي يتحملها دافع الضرائب بينما بلدنا يمر بأزمة&".
وبالرغم من تصفيق غالبية أعضاء الكونجرس لخطاب زيلينسكي، إلا أن مجموعة حتى وإن كانت صغيرة قد امتنعت عن التصفيق.
من ناحيتها استضافت شبكة فوكس نيوز، تاكر كارلسون الكاتب السياسي المنتمي للحزب الجمهوري، والمعروف بكثرة استضافته في البرامج التلفزيونية للتعليق على الأحداث الهامة، فوجه انتقادات لزيلينسكي، وقال إنه لوحظ وجود اختلافات بينه وبين بايدن حول مستقبل شحنات الأسلحة، كما أن واشنطن لم تظهر صراحة حتى الآن تأييدها لتعهد زيلينسكي باستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.
في هذه الأجواء كثرت التوقعات بأن زيادة المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا سوف تشعل جولة جديدة من المعارك القتالية في عام 2023.
بينما علق على ذلك موقع Tree daily newsletter بأن عام 2023 كان يمكن أن يصبح لحظة تاريخية، تنتهزها أطراف النزاع لإنهاء الصراع وفق اتصالات دبلوماسية من أجل مفاوضات للسلام، وإن كان قد لوحظ أن زيلينسكي قد طرح رؤية معاكسة، بقوله إنه سيكون من الصعوبة أن نرى نهاية سهلة للنزاع.
الظاهر مما نراه أن عدم الوضوح لم يكن فقط متعلقاًَ بالتناقض في المعلومات الصادرة عن تلك الزيارة التي استغرقت أقل من 12 ساعة، لكنه يتعلق أيضاً بما تقرره الأطراف الرئيسية في هذه الحرب، من دواعي دخولها في مفاوضات لحل دبلوماسي، وبالرغم من تكرار هذا المعنى من الجانبين الأساسيين في تلك الأزمة &- أمريكا وروسيا &- بما يبشر بقرب الالتقاء وطرح وجهات نظر كل منهما على مائدة التفاوض &- إلا أننا سرعان ما نشهد تباعداً في المواقف عن الالتقاء على مائدة التفاوض.
يحدث كل ذلك بينما العالم يتابع مشاهدة الأزمة، ويناشد الأطراف سرعة حلها وهي التي ألقت بتداعياتها الثقيلة على جميع الدول دون استثناء، بينما الأطراف الرئيسية، صانعة الأزمة، لا زالت تتعلق بحساباتها التي تخصها، وليس ما يخص دول العالم كافة.