30 عامًا من العنف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قالت العرب قديما العفو عند المقدرة، فأن تكون قادرا نفسيا وعقليا على أن تعفو لمن سبب لك الأذى والضرر، فأنت بلا شك قد تغلبت على نفسك بشكل يستحق الإعجاب، لكن في الوقت نفسه، كونك غير قادر على العفو لعدم امتلاكك المقدرة فذلك يجب ألا يقلل من احترامك لذاتك ويستوجب منك جلدها، لأنك في النهاية بشر. رسالة إنسانية وصلتني عبر بريدي وطلبت مني صاحبتها نشرها تقول فيها:
"تزوجت في الـ14 من عمري حين كان زواج القاصرات من الأعراف المجتمعية السائدة، لرجل بيني وبينه أكثر من 20 عاما ومتزوج من أخرى ومعه ابنة، انتقلت معه إلى منطقته وهناك بدأت فصول مسرحية حياتي الدرامية، حيث تلقيت أسوأ معاملة تلقتها زوجة من زوجها، كان الضرب المبرح روتينه اليومي معي بسبب ودون سبب، وفي اليوم الذي يتكاسل فيه عن ضربي كان يصفعني أو يضربني على رأسي أو يشد شعري حين يسير بجواري، من الواجبات المقدسة طوال 30 عاما بالنسبة إليه أن أصحو يوميا قبل صلاة الفجر لأعجن العجين وأخبز الخبز قبل شروق الشمس، حتى في تلك الأيام شديدة الصقيع لم يكن يعفيني من ذلك (ويا ويلي) لو أشرقت ولم أنته من ذلك، فقد كان عقاله في انتظاري، كنت أنظف المنزل وأطبخ له ولزوجته التي كان يعاملها وكأنها أميرة وأغسل ملابسهما حتى غرفة زوجته كان يأمرني بتنظيفها، حتى المجاري ـ أكرمكم الله ـ حين يحدث بها سدد كان يأمرني بفتح غرف التفتيش وتنظفيها، ملابسي وملابس أطفالي كانت زوجته تشتريها لي حين يذهب معها إلى السوق.
كان يمر علي العام والعامان لا أخرج من المنزل إلا إلى المستشفى، أما أهلي فأزورهم كل خمسة أعوام، أنجبت خمسة من الأبناء تعرضت في كل واحد منهم إلى نزيف أكثر من مرة بسبب ضربه لي، جميع ولاداتي في المنزل إلا الأخيرة حين تعسرت وأشرفت على الموت ذهب بي إلى المستشفى، وحين وصلت كان الرحم قد انفجر وتوفي الجنين ودخلت في العناية لأكثر من شهر. 30 عاما من البؤس والعنف والضرب والظلم وعدم العدل الزوجي. توفي قبل عشرة أعوام في حادث سيارة هو وزوجته، فكان موته بمنزلة بداية لحياتي الحقيقية اليوم أدعو عليه بعد كل صلاة وفي الجمعة وليالي رمضان المباركة ويوم عرفة. لم أستطع أن أسامحه فهل أنا امرأة سيئة؟!".
لست امرأة سيئة ولا أحد يستطيع لومك سيدتي فخسارتك فادحة جدا.
وخزة:
يقول الله تعالى: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم".