جريدة الجرائد

كعكة المحتوى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل باستطاعة بوت صغير إشعال نار الحرابة بين كبرى شركات التقنية؟ وكيف تقود المنافسة الشرسة إلى الابتكار؟ ومتى سيؤدي التسابق في التسلح التقني إلى تطورات مذهلة لخدمة البشرية؟ هذه الأسئلة تطرح والعالم يخوض تجربة جديدة في غاية الإبهار دفعت كبرى شركات التقنية إلى الدخول في حلبة صراع العروش، وانكشفت الحرب الباردة التي تدور رحاها بين العملاقتين "جوجل" و"مايكروسوفت" ودفعتهما إلى اللعب على المكشوف، فما الذي حدث؟

ما حدث أن "جوجل" قدمت أداة "لاماندا" وهو بوت لتنفيذ دردشات مع المستخدمين تتضمن أفكارا ومشاعر ووعيا ذاتيا شبه كامل، لكن "مايكروسوفت" ردت على هذه الأداة بأخرى عظيمة تدعى "جي بي تي" تتميز باستخدام مجموعة من البيانات الهائلة التي تمتلكها وتقدمها على هيئة إجابات ونصائح للمستخدمين من الباحثين، وإثر ذلك لم تقف "جوجل" مكتوفة الأيدي، بل سددت لكمة مفاجئة بأداة تسمى "بيرد"، وتتفوق على أداة "مايكروسوفت" بأنها تغرف من بحر، حيث إن أمها هي مصدر المعلومات والبيانات منذ 15 عاما مستغلة الإرث الكبير لـ "جوجل"، لكن الضربة القاضية كانت قبل أيام حينما أعلنت "مايكروسوفت" دمج "جي بي تي" في محرك البحث الخاص بها "بينج" الذي تطلق عليه وصف "مساعد الطيار للويب" ويقدم خدمات أكثر عمقا لكل من يستخدم محرك "مايكروسوفت" للبحث، بما يعني أن إجابات روبوت الدردشة توضع على جانب الصفحة، وليس في المقدمة والوسط، حيث تظهر نتائج البحث في العادة، وتتضمن إجابات الروبوت أيضا حواشي وروابط لمواد المصدر.

تقنيات البحث الجديدة دربت على مليارات الكلمات على شبكة الإنترنت العامة، ما يعني أنها ستكون معلومات عامة ومن المرجح أن تكون غير صحيحة، بل متحيزة، والمرعب في الأمر أن "مايكروسوفت" قدمت تحديا غير مسبوق للتقنية، لأن تفوق روبوت "مايكروسوفت" ناشئ عن قدرته على دمج الأحداث والاستجابات والتحديثات الأخيرة، أما روبوت "جوجل" فلديه معرفة واسعة، لكن محدودة الزمن.

التنافس بين الشركات طبيعي وصحي بيد أن كعكة المحادثة الذكية أسالت لعاب شركات التكنولوجيا الأخرى، إذ لن تقف "ميتا بلاتفورمز" و"أمازون" ساكنتين بعد أن شاهدتا الإقبال الكبير على هذا النوع التقني، ومن المتوقع أن تقدما نماذج لغوية ثرية، وستكون كعكة المحتوى موزعة بينها مع مرور الوقت، ما سيهدد الناشرين وصناع المحتوى المتعلق بالكتابة والفيديو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف