جريدة الجرائد

العمود الثامن: المطلوب أن يعتذر العراقيون!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا تزال سنغافورة على قائمة الدول الأكثر تطوراً اقتصادياً ومعيشياً، وكانت هذه الجزيرة الصغيرة قبل ما يقارب الستين عاماً مجرد مستنقع للبعوض، في ذلك الوقت وقف "لي كوان" وسط قبّة البرلمان السنغافوري ليعلن أنهم لا يستطيعون تسديد الرواتب لموظفي الدولة، ثم يُخرج ملفًّاً يضمّ تصوره لبناء دولة قوية شعارها "بناء مجتمع عادل وليس مجتمع رعاية اجتماعية"، كان الناتج السنوي أقل من مليار دولار، ويوم ودّع لي كوان الحياة قبل ستة أعوام، كانت الأرقام التي نشرتها الإيكونومست عن مؤشر جودة الحياة .

سيقول البعض يارجل مالك تقلّب بدفاتر الدول "الكافرة"، ولا تريد أن تلاحق المثير وتلقي الضوء على الحاضر في دولة مؤمنة مثل العراق توقف الحال فيها عند عبقرية النائب مثنى السامرائي الذي نشاهده كل يوم تحت قبة البرلمان يلقي محاضرة عن فنون الحصول على المقاولات، وكيف تتحول من تاجرإلى نائب في خمسة أيام. ياسادة، الحاضر في العراق يخبرنا أصحابه أنّ جريمة سرقة المال العام، جريمة غير مخلة بالشرف، ولهذا من حق الذين "لغفوا" أموال العراق، أن يتنافسوا على كراسي البرلمان، بينما يعاقب بالسجن المشدد كل من أساء إلى "الرموز" الوطنية التي أشاعت الخراب منذ 20عاماً وحتى هذه الساعة .

حين تكتب الصحف العالمية عام 1965 أن "هناك تنبّوءاً بأن سنغافورة لن تبقى على قيد الحياة أكثر من ثلاث سنوات، ولا يوجد في الموقف الحالي ما يوحي بأنها قادرة على البقاء إلى يوم غد"، يردّ لي كوان: "إن البلدان تموت حين تفقد القدرة على توفير الحياة الكريمة لمواطنيها، وبما أننا قررنا أن نعيش أحراراً فلن تختفي سنغافورة من الخارطة"، ويقول لمراسل الواشنطن بوست: "المناضلون الذين تناوبوا على حكم بلداننا تحولوا إلى نهّابين، ولهذا عندما أقسمت اليمين طلبت من جميع أعضاء الحكومة أن يرتدوا قمصان بيضاً وبناطيل بيضاء لنرمز إلى الأمانة."

كلّ العالم ينظر اليوم إلى العراق ويضرب كفًّا بكفّ، ويشعر بالأسى على بلدٍ كان يراد له أن يلتحق بقطار العصر، فارتدّ بهمّة خطب السياسيين، إلى الوراء، إلى مجرد دولة تضحك على المواطنين بوعود أطلقتها الحكومات منذ 2003 وحتى لحظة كتابة هذه السطور عن مشاريع الإسكان والتنمية والصحة والتعليم والكهرباء والماء الذي لا نزال نخاف ان نواجه تركيا وايران حتى تمنحنا نصيبنا من المياه ، كل يوم تُسرق أموال البلد، لكن البرلمان مشغول بنكتة " قانون حرية التعبير " ، لأن التعرض الى النواب أهم من نسبة الفقر التي يعيش فيها أكثر من نصف الشعب.. في كل مرة تطلب الدولة من الفقراء وحدهم أن يتحملوا أكثر مما يتحملون، وأن يشدوا الأحزمة، لكن ماذا عن الطبقة السياسية التي أكلت الأخضر واليابس؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذاك الغيم جاء بهذا المطر
صالح -

عندما شن الزائل الحرب ضد ايران وبدأت الحرب تطحن ارواح عشرات و مئات الشباب قام الزائل بتوزيع الاف الدنانير (٣٥ الف دولار) على عوائل الشهداء لاسكاتهم من التذمر على استشهاد ابنائهم واشترى ذممهم ودمر اخلاقهم, وادخل العراق في حروب وحصار اقتصادي وتداعى الدينار العراقي من دينار ١واحد=٣و نصف دولار الى ١٢٠٠ دينار=١ دولار واحد وكانت اغلبية الموظفيين هم موظفين في دوائر الحكومة لم يقم الزائل بتعويض الموظف بل كانت رواتبه الشهرية (٣٠٠٠)دينار اي ما يكفيه لشراء طبقة بيض(٣٠) بيضة وسأل الزائل مرة عن كيف يمكن للموظف ان يؤمن العيش له ولعائلته رد الزائل ( هو راح ايدبر معيشته) اي مسموح له بطلب الرشوة والسرقة والاحتيال والتزوير والاختلاس, وبدلا من رفع المستوى المعاشي والنهوض ثقافيا وماليا لاهالي الجنوب (معظمهم من الطائفة الشيعية) شن الحرب على ايران لكي يبقي اهالي الجنوب يغطون في الجهل والفقر ولكي لا يستمدون القوة من ايران ويبقوا تحت سيطرته بينما ابذخ على اهالي الفلوجة (السنة) واهالي تكريت و شيدوا البيوت والقصور والاراضي والمزارع وتسلطوا على رقاب الناس, والان اهل الجنوب تسلموا السلطة وتتبعوا خطى الزائل من النهب والسلب والفرق بين الاثنان الزائل حرم الشيعة من رغد العيش ولكن الحكومة الحالية عادلة ولا تفرق بين الشيعة والسنة وتدمر الجميع سواسية.البعض الان ينتقد الحكومة العراقية ولم نسمع من مقالة تنتقد الزائل